Culture Magazine Monday  04/02/2008 G Issue 232
تشكيل
الأثنين 27 ,محرم 1429   العدد  232
 

وميض
لوحة لكل بيت
عبد الرحمن السليمان

 

 

فكرة جميلة تبناها أتيلييه جدة عندما نظم مؤخراً معرضاً كبيراً - في عدد الأعمال المطروحة - تحت مسمى لوحة لكل بيت وهي فكرة مسبوقة في أكثر من دولة لكنها على مستوى المملكة كانت فكرة مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع عندما نظمت قبل قرابة الستة أعوام معرض أو مهرجان الفن للجميع وهو المعرض الكبير الذي ضمنته المنصورية عدداً من قاعات جدة وتم الافتتاح في ليلة واحدة، وحددت فيه أسعار كحد أعلى للأعمال الفنية المقدمة.

معرض لوحة لكل بيت هو تواصل مع الفكرة السابقة لكنها خصصت في مكان واحد هو الأتيلييه وكان مدير القاعة الزميل الطموح دائماً هشام قنديل يجدد في أعمال الفنان الواحد بحيث أن الإقبال الكبير على أعمال بعض الأسماء وبأسعار لا تتجاوز الألفي ريال سعودي حفزت عدداً من المقتنين أو محبي الفن في الشراء، حتى أن الزميل هشام قنديل أشار إلى أن بعض المشاركين تم تجديد أعماله لأكثر من مرتين ومعه كان تمديد المعرض.

هذه الأفكار البسيطة التي تطرحها قناة تبني علاقة بالمجتمع مثل الأتيلييه تعني حرصاً على التواصل مع المجتمع عامة والمهتمين خاصة كما وتسعى لخلق تواصل وحضور على مستوى الساحة، وكان الفنانون أو معظمهم وخلال مدة العرض يحرصون كما علمت من الزملاء على التواجد في القاعة وكانت تدار هناك حوارات في الفن والفكرة من المعرض والمعروضات وهي مناسبة نفتقدها في كثير من المناطق، فجدة مع عدد فنانيها وربما اختلافاتهم فإن بعض المناسبات الهامة مثل هذا المعرض أو غيره قد تجمعهم وإن على فترات.

لعل النجاح الذي حققه هذا المعرض سُبق بنجاح كبير تحقق لفكرة الفن للجميع والأسماء التي كانت تبيع أعمالها بأضعاف الحد الأقصى من سعر أعمال المعرض الأخير تتضاعف في مناسبات أو عروض جماعية أخرى وبالتالي كانت فرصة للمقتنين ومحبي الفن.

المعرض كان كبيراً بعدد الأعمال التي تقدمت له وتم تقديمها أو أصحابها بدون فرز أو انتقاء ولعل ما لاحظته في العروض التالية للفنان الواحد أن المستوى يقل في كل مجموعة جديدة تستبدل بالعرض الأول وأحسب أن الفنان الواحد لم يكن يتصور هذا الإقبال الكبير على الأعمال وإلا وضع في اعتباره ذلك وكان جاهزاً بأعمال موازية للأعمال الأولى ومع ذلك فإن بعض المشاركين لم يلتفت لأعمالهم بتاتاً ولا أعلم سبباً لذلك سوى أن هناك نوعاً من التعميم في الدعوة لمعرض كهذا وهو ما لاحظه الزميل قنديل وأشار لي حوله.. فالفكرة بهذا النجاح والإقبال تجعله يفكر جدياً في إعادتها خلال الفترات القادمة وبشكل ربما سنوياً مع مراعاة الأسماء التي يمكن أن يستضيفها بحيث تكون مناسبة لتقديم فكرة تقرب الفن للناس وبالتالي تحرضهم على اقتنائه.

تضمن المعرض أعمال فنانين من كل الأجيال فمجموعة الأعمال المقدمة شاركت بها أسماء مثل طه صبان وعبدالله حماس وفهد الحجيلان ويوسف جاها ومحمد عبدالله الغامدي ورائدة عاشور وعوضه الزهراني ونذير ياوز وعبدالله إدريس ومحمد الغامدي وعلا حجازي وعبدالرحمن مغربي وباسم الشرقي وأسماء عديدة أخرى، لكني لاحظت غياباً لفناني المناطق الأخرى من الشرقية عدا زمان محمد جاسم ومن المنطقة الوسطى عدا هدى العمر، ومحمد سيام من المدينة المنورة وربما آخرين لم تلفت أو تبرز أسماؤهم - ولا أقول مستوياتهم- بين زملائهم فناني المنطقة الغربية تحديداً، ولا أعلم ما إذا كان الزميل مدير الأتيلييه قد وجه دعواته إلى فناني المناطق الأخرى أم أنه اكتفى بمن حوله من فناني جدة أو المنطقة الغربية على الخصوص في مثل هذه التجربة الأولى له.

لاشك أننا أمام تجربة هامة تلغي أو تساعد على إلغاء الحاجز الوهمي بين الفن والمجتمع وتخلق تقارباً يهيئ لجعل العمل الفني المحلي قريباً من الناس بل والقدرة على التواصل والوصول إليه.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة