Culture Magazine Monday  05/05/2008 G Issue 246
أوراق
الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1429   العدد  246
 
على خشبة مسرح!!
سارة الزنيدي

 

 

حينما يصبح الإنسان قادراً على تبديل درجة الوعي لديه بالعالم الخارجي يصبح قادراً على التقاط محطات كونية جديدة تماماً كما يحدث حيث تبدل إبرة المذياع أو موجته يستطيع الإنسان على ذلك بواسطة التأمل (اليوغي) والتنويم المغناطيسي!!

توقفت ذاكرتي هنا بدأت أتأمل الجموع وأبتسم، كم أحمد الله على نعمة إخفاء الملامح!

الأرض الخضراء والمسرح المبتذل أطفال من هنا وهناك مشاهد درامية مختلفة في مسرحٍ واحد!! يطفو فوق المسرح (الخشبي) شاب في نهاية العشرينيات ارتجافة شفته السفلية تجعلني أجزم بأنه أول مرة يقف على (مسرح) يخفي توتره بابتسامة متكلفة! وأخيراً يخرج ذاك الصوت المرهق الصادر من حنجرةٍ مبحوحة أعيتها الترتيبات! والآن مع بطل الأبطال ومحبوب الأطفال الفارس(..)

يلتفت ليبلعه المسرح يختفي خلف الستار الأحمر لن يعود مرة أخرى ولن يتسنى لي أن أدقق في تفاصيله، هكذا كنت أقول لنفسي!! يعلو الضجيج المكان صراخ وهتاف.. لقد رفع الستار لذاك البصل عذراً (البطل)

أتنهد وأتمتم بصوت مرتفع أغبياء

ترمقني شقيقتي بنظرة حادة اعتدت عليها في الآونة الأخيرة!!

بملل أمرر أصابعي على طرف الطاولة

أنقل بصري بكل الزوايا، كم أكره هذه الملامح يعتليها الجمود تذكرني دائماً ب(الموت)!

أهمس في أذن شقيقتي أفكارهم مبتذلة يحاولون استغلال (الأحزان)

يستفزون الابتسامة (فقط)، عذراً لا أجد هنا أي متعة...

ويأتيني الرد الممتلئ حتى الثمالة بالازدراء: هذه الأفكار ليست لكِ إنها للأطفال!!!

أحدث نفسي هل حدث ذلك حقاً؟!!

هل يعقل بأن الجميع هنا استعادوا طفولتهم فجأة؟!

بت أشعر أنني أجلس وحيدة في مكان مليء بالأضداد والتقاسيم المختلفة!

أحاول أن أمضي هناك حيث حياة الأبطال وموتهم المزيف ب(العبارات)

حتى الكذب لم يستطيعوا إجادته..

لا أدري لماذا كلمات (شكسبير) عن الحياة تفرض نفسها في ذهني الآن

(الحياة حلم عابر

حكاية يرويها أحمق..

مليئة بالضجيج والغضب

وبلا معنى..!!)

قطع عليّ هذا (التألم) صوت قوي قادم من البعيد

- هيا.. هيا أوقفوا هذا السخف..

ويتسارع الجميع نحو الهاوية..!

كنت أكره المشهد والأبطال.. تحولت فجأة إلى متابعة راغبة بأدق تفاصيل (المسرحية)!

شدتني أختي من يدي.. أتفحص عيناها الضيقتان كان هناك مشروع (دمعة) ولكن الخوف أقوى سلطة، قام بتجميدها لوقت آخر

صرخت تستجدي عقلي، هيا تحركي..

قلت لها ببلاهة.. لكن المشهد لم ينتهِ بعد

جاوبت بصوت يعتريه الألم.. إنهم يمنعوننا من المشاهدة..

حينها فقط تشبثت بالمقعد أكثر وأكثر..

أيقنت أنني لن أتحرك من مكاني

فتلك الفكرة المبتذلة تلاشت

والملامح الغبية الآن يكتسيها الرعب الساذج..!!

بنشوة نازية أحسست بالمتعة!!

الأبطال تطايرت خوذاتهم وانتشرت رائحتهم النتنة

أصبحت المشاهد أكثر إثارة..

(هيا تحركي من هنا) هكذا بدأ بمخاطبتي

مررت أصابعي مرة أخرى على الطاولة.. رمقته بنظرة أكثر خبثاً من نظراته

ببطء وسهولة.. قلت (لاء)..!!

أعاد سرد كلماته (قلت هيا تحركي من هنا)

وأعدت أنا نفس الجواب.. (لاء)..!!

تلك الكلمة كانت كفيلة بأن تبقيني حتى نهاية (المسرحية)

صفقت بحرارة حتى احمرت يداي.. لكني كنت وحيدة..!

بسرعة استرجعت الأحداث، تيقنت أنهم هربوا ب(طفولتهم) خارج المسرح!!!

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة