Culture Magazine Monday  05/05/2008 G Issue 246
قراءات
الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1429   العدد  246
 

(ثمن الشوكولاتة)
بشائر بميلاد (بشائر)«2»
خالد بن أحمد الرفاعي

 

 

إن تحول (بشائر) من الشعر إلى الرواية ليس تحولاً ترفياً كما هو الشأن في تحول (القصيبي) وأمثاله، ولكنه تحول من حالٍ إلى حالٍ بحثاً عن الذات..، الذات التي أحرقها الشعر وأحرقته، ولم تستطع تذليلة ولا دوام التذلل له، ليس لأنها لا تقول شعراً، ولكن لأنها قالته وقالته وقالته، واقتحمت به حصناً مدججاً بالذكورة فماتت مصلوبة على أسواره..

من قرأ (خيلاء العتمة) ثم أتبعه قراءة (الشوكولاتة) سيجد نفسه أمام شخصيتين مضمرتين من صنع ذات واحدة هي (بشائر)، فأما الشخصية الأولى فتبدو تصالحية، مع الذات، ومع الرجل، ومع المجتمع، ومع كل شيء...، وأما الثانية فتبدو تصادمية، مع الذات، ومع الرجل، ومع المجتمع، وقبل ذلك وبعده مع منظومة المبادئ والقيم التي من حولها...، وفي ظني أن (بشائر) لو كتبت مئة ديوان شعري لن تعبر عن شخصية (ملاك)، ولو نسجت مئة شخصية تصالحية في (الشكولاتة) لن تخلق جواً صافياً ك(العتمة)...

(بشائر) شاعرة، وكاتبة مقالة، لكنها لم تكن (بشائر) - ولن تكون - إلا عبر الرواية.

2- المسافة بين (العتمة) و(الشوكولاتة) - الأدلة:

هاهنا لسنا معنيين بقراءة المسافة الفنية بين ذين العملين، وإنما معنيون برصد الدوال العتباتية الدالة على صدقية ما خمناه سلفاً، وعلى أن المبدعة في الرواية تكتب ذاتها الحقيقية، وأنها بالشعر لا تكتب إلا عالماً ممتلئاً بالشوارب واللحى.

في (العتمة) يجيء الغلاف متدثراً بالسواد، حاملاً لوحة متسترة، ويجيء اسم (بشائر) منكتباً عليه في زاوية من زوايا الأسفل، متوارياً في الجهة اليمنى على خجل، وأما في (الشوكولاتة) فيجيء لون الغلاف تفاحيا، متضمناً لوحة متحررة شيئاً ما، ويجيء اسم (بشائر) كاتباً أحرفه في الأعلى.

alrafai16@hotmail.com -الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة