Culture Magazine Monday  05/05/2008 G Issue 246
قراءات
الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1429   العدد  246
 

التقاطعات بين رواية (شقة الحرية) وسيرة كاتبها 1-2
إبراهيم مضواح الألمعي

 

 

مدخل:

تنطلق هذه المقاربة من فرضية أن الرواية الأولى لأي روائي تلتفت -في الغالب- إلى أهم الشخصيات في حياة كاتبها، وأكثرها التصاقاً به، وليس في حياة الكاتب ما يحتل هذا الموقع من الأهمية، إلا تجربته الذاتية، وإن لم تكن هذه الفرضية ملزمة، على الرغم من مقولة كليف جيمس الشهيرة بأن (معظم الروايات الأولى هي سير ذاتية) وهذا ما تحاول هذه الورقة النظر فيه، من خلال قراءة حرصت أن تكون محايدة لرواية (شقة الحرية) للدكتور غازي القصيبي، مع قراءة لنصوص موازية تضمنتها كتاباته السِيرية، حتى فيما كتب خارج نطاق سيرته الذاتية أو الشعرية، متجاهلةً - تماماً- ما عُرِفَ عنه من مصادر أخرى، لم يقلها أو يكتبها.

ومع أن هناك من يَصِمْ هذا النوع من التناول بالصبغة الاستخباراتية(1)، ويبرئ هذه الورقة من تلك التهمه، أن أحد أبرز دوافعها، الإعجاب المتوازي بالشخصيتين، أعني الكاتب والبطل، كما يبرئها أنها تعي الفرق الجوهري بين أحداث الرواية التي تركن إلى الفنية والجمالية والخيال، وبين أحداث السيرة التي تركن إلى الصدقية والتاريخ، وأنها لا تسعى إلى تحميل الكاتب المضامين الموضوعية لحياة البطل، وإنما تتلمس الإسقاطات الذاتية التي طبع بها الكاتبُ شخصية البطل، أو المواقف التي عرضتْ للكاتبِ وساقها في دراما روائية محورها البطل، كما أنها لا تجنح إلى تقديم النتائج على المقدمات..

إمكانية سرد السيرة في رواية

وهذه المقاربة بين شخصيتي (الكاتب والبطل)، تنطلق أيضاً من سؤال جوهري، حول إمكانية تحميل الرواية تفاصيل السيرة الذاتية، فللدكتور القصيبي، رأيٌ إيجابي في ذلك، ذكره في حوار دار بينه وبين الدكتور محمد جابر الأنصاري نُشر في سبتمبر 1991م بمجلة العربي الكويتية، فقد تساءل القصيبي قائلاً: (هل تجيء السيرة الذاتية بالطريقة التقليدية المألوفة، وهي طريقة تقتل القارئ من الملل -ما لم تكن أحداث (السيرة) خارقة ومثيرة-؟ أم أن هناك أسلوباً آخر؟)(2).

ثم يجيب على تساؤله السابق فيقول: (أراني أميل تدريجياً إلى أن الشكل الأمثل هو الرواية، حيثُ تمتزج الوقائع بالخيال، ويُتاح قدرٌ أكبر من الحرية.

ما أفكر فيه أن تكون لكل مرحلة روايتها: الطالب، الأستاذ، الموظف... الخ. هذا مشروع في الأعماق ولا يزال يعتمل ولم يختمر)(3).

وتمضي سنوات ثلاث لتصدر رواية (شقة الحرية) في يناير 1994م لتحكي خمس سنوات من عمر البطل فؤاد، القادم من البحرين إلى القاهرة سنة 1956م لدراسة التوجيهية في المدرسة السعيدية، والمرحلة الجامعية في كلية الحقوق في جامعة القاهرة، وتنتهي بسفره إلى أمريكا سنة 1961م. فهل نستطيع القول إن الفكرة قد اختمرت، وخرجت سيرة الطالب - رواية شقة الحرية، برغم افتتاح القصيبي الرواية بتحذير القارئ من إضاعة وقته في البحث عن الواقع في الخيال، بقوله: (كان الكاتب في القاهرة في الفترة التي تتحدث عنها الرواية. ومع ذلك فجميع أبطال هذه الرواية وجميع أحداثها من نسج الخيال. والوقائع المنسوبة إلى أشخاص حقيقيين هي بدورها، من صنع الخيال. وأي محاولة للبحث عن الواقع في الخيال ستكون مضيعة لوقت القارئ الكريم)(4) ولا نملك إلا احترام هذا الميثاق المضاد للأتوبيوغرافي، الذي جعله الكاتب شرطاً على عتبات النص.

ومع هذا التحذير الصريح نجد أن الدكتور مكي محمد سرحان، ينقل في كتابه عن الدكتور غازي القصيبي من رواية شقة الحرية، آثار النقلة التي واجهها القصيبي عند انتقاله من البحرين إلى القاهرة سنة 1956م، فيكتب عن القصيبي ما كتبه القصيبي عن فؤاد الطارف، في تماهٍ واضح - من وجهة نظر الدكتور سرحان- بين القصيبي والطارف، فينقل حرفياً من الرواية ص.ص (20-21): (غير أنه يدرك في أعماقه أن الأمر ليس بسيطاً. يتصور نفسه وحيداً في القاهرة بملايينها الثلاثة. كم عدد الأشخاص الذين يعرفهم هناك؟ عشرة، على أكثر تقدير. نقطة في محيط)(5).

ومن الموضع نفسه ينقل: (ما أكثر ما يعرف عن القاهرة قبل رؤيتها. شاهدها في الأفلام والصحف وحدَّثه عنها الزوار. لم يكن أساتذته المصريّون في الابتدائية والثانوية يملّون الحديث عن القاهرة. وتراكمت المعلومات. حديقة الأندلس أجمل حديقة في الشرق الأوسط. جنينة الحيوانات ثاني جنينة في العالم بعد جنينة لندن. وهناك ساعة هائلة من الزهور في القاهرة، ساعة تتكلم. وفي حلوان حديقة يابانية لا يوجد ما يُماثلها حتى في اليابان. المنامة؟ تستطيع أن تضعها في شارع من شوارع السيّدة. البحرين؟ تستطيع أن تخفيها كلها في شبرا ولا تعثر عليها أبداً)(6).

وعندما يكتب الدكتور مكي عن وداع القصيبي للقاهرة للدراسة في أمريكا، ينقل ما كتبه القصيبي عن بطل روايته حرفياً ص.ص (462-463): (والذي يودع الآن القاهرة، ترك شيئاً من حياته في أتوبيس رقم6، وشيئاً في ميدان التحرير، وشيئاً في السعيدية، وشيئاً كثيراً في شقَّة الحريّة. الذي يودِّع الآن. يفتح روحه، ويختزن كل ما يستطيع اختزانه من الأشياء القاهرية. الوجوه. الروائح. المقاهي. الكشري. القسماط. البيض المسلوق. يا امه القمر ع الباب. أنت وبس اللي حبيبي. سور الأزبكية. جزيرة الشاي. كل كبدة ومخّ باطمئنان. واقرأ الفاتحة للسلطان. تلمّع يا بيه؟ (روزا)... (صباح الخير)... (أهرام)... (روزا). السحلب. هل ستذكرين هذا الفتى الذي سيأخذ معه، كل هذه الأشياء إلى نيويورك(7).

وحين يورد د. مكي هذه الكتابات دون إشارة فهي توحي بوضوح أنه ينقل من سيرة الكاتب الذاتية -من وجهة نظره- إلى سيرة الكاتب التي يحاول مقاربتها في كتابه.

وهذا ما يصرح به الناقد محمد العباس حين يقول: فؤاد الطارف مثلاً هو الرداء الرهيف الذي تقنَّعه غازي القصيبي في روايته (شقة الحرية)... على اعتبار أن الطارف كبطل هو مظهر، من مظاهر شخصية القصيبي الكاملة، كما يبدو ذلك من خلال التعريف به وإلحاح شخصيته المتكررة، رغم انتفاء شرط التطابق الكلي، بين أناه، وأنا المؤلف الحقيقي(8).

وهذا ما يشير إليه بشكل مجمل الأستاذ يوسف الذكير حين يقول: (غازي القصيبي يستقي رواء رواياته بشكل شبه كلي من سيرته الذاتية وتجاربه الشخصية)(9).

وليست رواية السيرة الذاتية ظاهرة جديدة في تاريخ الأدب العربي الحديث، فقد استخدم رواد الرواية المصرية مادة حياتهم الشخصية ليصنعوا منها رواياتهم الأولى في صيغة سير ذاتية واضحة، هكذا فعل هيكل في (زينب)، والعقاد في (سارة)، وتوفيق الحكيم في (عصفور من الشرق)(10).

ويفسر بعض النقاد انتشار العنصر السير ذاتي في النصوص الأولى من الرواية العربية الحديثة، بأن كتابنا الرواد لم يكن في مخزون تجاربهم تجربة فنية شبه مكتملة إلا في إطار حياتهم الشخصية الخاصة، فكتبوا هذه التجارب.(11)

والحقيقة أن الأمر ليس قاصراً على رواد الرواية، فكذا فعل روائيو الجيل التالي، فقد بثَّ حنا مينا سيرته الذاتية في سطور رواياته وخصوصاً الثلاثية: (بقايا صور) و(المستنقع) و(القطاف)، وكذا محمد شكري في (الخبز الحافي) و(الشطار) حيثُ كتب على غلاف الأولى (سيرة ذاتية روائية) وعلى غلاف الثانية (رواية) وهي لا تعدو أن تكون تتمة لرواية الخبز الحافي. وأدوار الخراط في (ترابها زعفران) و(يا بنات إسكندرية) و(اسكندريتي)، و(رامة والتنين) و(الزمن الآخر)، وجمال الغيطاني في (خطط الغيطاني) و(والتجليات) و(خلسات الكرى) وإبراهيم أصلان في (مالك الحزين) و(وردية ليل)، أما نجيب محفوظ فقد اختار عنواناً دالاً لروايتِهِ السير ذاتية; حين سماها (أصداء السيرة الذاتية)، وغير هؤلاء كثير، استغلوا فعلاً حوادثَ ووقائعَ وأطيافاً من حياتهم الشخصية، ليصنعوا منها رواياتِ سيرةٍ ذاتيةٍ جديدة.

ويحاول روي باسكال Roy Pascal أن يقدم مبرراً لشيوع الرواية السير ذاتية فيقول: (ما من شك أن التخفي وراء القناع الروائي كان أمرا ضروريا في الأزمنة التي كان الكتاب فيها أقل جرأة في الحديث عن أنفسهم أو أقاربهم. وبالطبع كانت هناك على الدوام حيطة إزاء الأحياء من الناس، إن لم يكن تحرجا من الذوق العام، فخوفا من العقاب القانوني بتهمة التشهير)(12).

غير أن هذا ليس الحافز الوحيد لاختيار رواية السيرة الذاتية بدلا من السيرة الذاتية الخالصة، فهناك بعض الميزات الفنية لشكل الرواية على شكل السيرة الذاتية، أولها ميزة أن تكون قادرا على سرد الظروف التي تقع خارج نطاق التجربة الشخصية المباشرة للمؤلف; فالروائي يمكنه أن يستدعي أحداثا من خارج نطاقه الشخصي، وأن يتخيل أفكاراً ضمنية لم يعبر عنها الآخرون، كما يمكنه أن يعيد تشكيل الحوارات التي لا قدرة للذاكرة على الاحتفاظ بها، والميزة الأهم، اختلاف المنظور العام للعمل، إذ يكون المؤلف في رواية السيرة الذاتية مستقلاً، شأن المؤلف في كل عمل فني آخر، الرواية تمنح الكاتب حرية أوسع بهذا الخصوص..(13).

ولهذا يقول الناقد المغربي هشام العلوي: (تفيد القراءة المباشرة لنتاجاتنا الأدبية، أن معظم الروايات ليست سوى سير ذاتية مقنَّعة، أو شكل من أشكالها)(14).

فيما يرى الروائي المغربي الميلودي شغموم أن (المبدع لا يمكنه أن يكتب إلا عن نفسه، بمعنى أن ذاته بكل ما تجيش به من ماضٍ وأحداثٍ وتواترات واستيهامات ومخاوف، هي المكون الأساسي لعالمه المفضَّل الذي يتكرر في أعماله)(15).

التقاطعات الزمكانية:

أول المؤشرات السيرية في رواية (شقة الحرية) زمكانية الأحداث، فالصبي ابن السادسة عشرة، (الكاتب-البطل) يسافر من البحرين لإتمام الدراسة الثانوية، ثم الجامعية.. في الرواية تبدأ الأحداث والبطل- فؤاد الطارف في الطائرة المتجهة من البحرين إلى القاهرة، في أغسطس 1956م، ويقول القصيبي: (غادرت البحرين في منتصف سنة 1956م)(16) ويصل (الكاتب- البطل) إلى القاهرة، لدراسة السنة التوجيهية، في المدرسة السعيدية، فيقول فؤاد: (ولكن أمامه سنة كاملة في التوجيهية)(17): ويقول: (التحق فؤاد وقاسم بالمدرسة السعيدية)(18).

ويقول القصيبي في سيرته الشعرية: (وانتقلت إلى القاهرة لألتحق بالمدرسة السعيدية، طالباً بالتوجيهية)(19).

ويجتاز فؤاد المرحلة الثانوية، ويلتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة: (كانت هذه النتائج كفيلة بإدخالهم جامعة القاهرة... التحق فؤاد وقاسم ونشأت بكلية الحقوق)(20).

وهي الكلية نفسها التي التحق بها القصيبي بعد قضائه سنة في المدرسة السعيدية..

وتنتهي الرواية في أكتوبر1961م بينما بطل الرواية في الطائرة المتجهة إلى أمريكا، لإتمام دراسته.. ويقول الكاتب في سيرته الشعرية: (وفي أواخر سنة 1961م سافرتُ إلى كاليفورنيا)(21).

تشابه الأحداث التي حدثت للبطل مع ما تضمنته الكتابات السيرية للمؤلف، أما أحداث الرواية التي عاشها فؤاد، فقد روى القصيبي في سيرته الشعرية، وفي كتابات أخرى متفرقة شيئاً منها، فنجد على سبيل المثال، البطل- فؤاد يتعرض للظلم في المدرسة السعيدية حينما تنشأ: (مشكلة بينه وبين الأستاذ سرحان مدرِّس اللغة العربية عندما اتهمه الأستاذ بسرقة موضوع الإنشاء من مكانٍ لم يحدِّده الأستاذ. وغضبَ فؤاد وانفعل. لم يقتنع الأستاذ أن فؤاد هو كاتب الموضوع إلا عندما أحضر له فؤاد قصاصات من صحف البحرين تتضمَّن تاريخه الأدبي: أربع قصص قصيرة، وخمس مقالات وجميعها بقلمه. بعدها أخذ الأستاذ سرحان يوليه عناية خاصة)(22).

وفي محاضرة بعنوان: (مدرسون في حياتي) يقول القصيبي: (كنت قد كتبتُ أيامها قصيدة عنوانها (الإسلام بين الأمس واليوم) تجاوز عدد أبياتها سبعين بيتاً. أُعجب أستاذي بالقصيدة واحتفظ بنسخة منها، ذات يوم هبط على الفصل مفتِّش (مملوء بنفسه) كما يقول التعبير الإنجليزي. أسرع المدرس يعرض عليه القصيدة، مزهواً بطالبه الشاعر، بدأ المفتِّش يقرأ القصيدة، وملامحه تتجهم وتكفهرِّ. كنت أتساءل بيني وبين نفسي: (هل الشعر رديء إلى هذه الدرجة؟) إلا أن المسألة كانت أخطر وأدهى وأمر. طلب مني المفتِّش أن أذهب معه ومع المدرِّس إلى غرفةٍ أخرى. هناكَ اتهمني بسرقة القصيدة وطلب مني أن أعترف بالسرقة، وأوضِّحُ من أين سرقتها، ووعد أن ينتهي هذا الموضوع عند هذا الحد. قلتُ إني كتبتها بنفسي. لم يزده الجواب إلا غضباً، سرعان ما تحول الحوار إلى امتحان. سألني عن اسم البحر، وسأل عن تفعيلاته، وطلب مني أن أقطع الأبيات حسب التفعيلات. فعلتُ كل هذا بسهولة متناهية، وعندما انتهى الامتحان كان المفتش في حالة يُرثى لها من الغيظ، وطلب مني ومن المدرس مغادرة الغرفة(23).

الهوامش:

(1) انظر: أحمد آل مريع، السيرة الذاتية مقاربة الحدِّ والمفهوم، ط2، 2008م، ص(12).

(2) مجلة العربي، العدد (382) سبتمبر 1991م.

(3) السابق.

(4) شقة الحرية، د. غازي القصيبي، ط3، 1995م، رياض الريس للكتاب والنشر، ص(11).

(5) أدباء خليجيون متميزون، ج2-د. غازي القصيبي، د. مكي محمد سرحان، ط1، 1998م، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ص.ص (23-24).

(6) السابق، ص.ص(23-24).

(7) السابق، ص.ص(24-25).

(8) محمد العباس، جريدة الرياض، العدد (12914) 30 أكتوبر 2003م.

(9) يوسف الذكير، الجزيرة الثقافية، العدد (46) 16 فبراير 2004م.

(10) رواية السيرة الذاتية الجديدة،خيري دومة، مجلة نزوى، عدد (36) (www.nizwa.com)

(11) السابق، وانظر: (عبدالمحسن طه بدر: تطور الرواية العربية الحديثة).

(12) السابق.

(13) السابق.

(14) السيرة الذاتية بالمغرب، هشام العلوي، موقع: www.fikrwanakd.aljabriabed.net

(15) السابق.

(16) سيرة شعرية ج1، غازي عبدالرحمن القصيبي، ط2، مطبوعات تهامة، جدة، 1988م، ص(29).

(17) شقة الحرية، ص(21)، مرجع سابق.

(18) السابق، ص(45).

(19) سيرة شعريةج1، ص(29)، مرجع سابق.

(20) شقة الحرية، ص(65)، مرجع سابق.

(21) (سيرة شعرية ج1، ص(57)، مرجع سابق.

(22) السابق، ص.ص(47-48).

(23) باي باي لندن، ومقالات أخرى، غازي عبدالرحمن القصيبي، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 2007م، ص.ص(59-60).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة