Culture Magazine Monday  05/05/2008 G Issue 246
تشكيل
الأثنين 29 ,ربيع الثاني 1429   العدد  246
 
الحرف غيمة
فاقد الشيء لا يعطيه
مها السنان

 

 

أغلبنا إن لم يكن كلنا يعرف هذا المثل، وما يعنيه بالطبع، ولكن أردت أن أطبقه على حالنا في المجال التشكيلي..... وهو أمر أكرره أنا وغيري كثيراً حيال الأعمال الفنية التي تخلو من العمق، وحين نتحدث عن العمق ربما يتبادر إلى الفنان أو المتلقي العمق من خلال المنظور، بينما العمق المقصود ربما يصعب ملاحظته أو توضيحه لمن لا يملك العين الخبيرة، فالعمق هنا هو فكري في المضمون الذي تقدمه اللوحة مهما كانت مسطحة من الناحية التقنية.

ولكي أقرب الصورة إلى القراء، خصوصاً وأني أعلم أن منهم غير المتخصصيين، أضرب مثالاً ببعض الفنانات (لأني قريبة منهن وربما الحال واحد لدى الذكور أيضاً) فإذا ناقشنا إحداهن، تجدها لا تستوعب المعنى الكامل للمدرسة أو الاتجاه الفني، ونادراً ما تستطيع شرح مفهوم المدرسة الفنية بفهومها الغربي، فما بالك بإعطاء أمثلة لفنانيها وأشهر أعمالهم...

ولنقل أن ذلك غير مهم لأنها ثقافة غربية مستوردة، فإذا ما حاولنا تغيير مسار النقاش للحديث حول النطاق المحلي فهي لا تستطيع إعطاءك تصوراً موجزة لتطور الفنون عبر العصور في الجزيرة العربية، ولا تعلم كيف كانت الفنون قبل أن تمارس هي ذاتها الفن التشكيلي، لنقل أن ذلك أيضاً غير مهم! عندما تسألها عن أبرز فناني المملكة المعاصرين أو الاتجاهات الفنية أو الأساليب الشخصية التي ظهرت حديثاً أو تعداد لأبرز فناني الجيل الأول والثاني فهي أيضاً لا تعرف سوى معاصريها أو (زميلاتها) من الفنانات!، ويصعب أن نمرر هذه...

ولكن لو استطعنا جزافاً، وسألناها ما أهم 5 معارض زرتيها خلال الشهر الماضي؟ ستقول: (لا لم أزر سوى معرض واحد خلال خمسة الأشهر الماضية، وكان معرضاً لصديقتي!) في هذه الحالة عندما تبدأ مثل هذه الفنانة الشروع في عمل فني من أين تستقي صوراً وأفكاراً ورؤى تعيد صياغتها كي تعبر عنها؟ كيف تمسك الفرشاة أو السكين أو أي أداة لتعبر وهي لا تمتلك لوناً فكرياً ولا حروف تعبيرية وبصيرتها خالية من الصور؟ قد تتعذر بعضهن مثلاً بعدم مقدرتها على زيارة المعارض لأسباب لا تمنعها من الزيارات المتكررة للأسواق أو حفلات الأعراس؟ تجدها تملك الوقت لقراءة الرواية والمجلة التي تهتم بالتجميل والتمثيل ولا تقرأ كتاباً في تاريخ الفن ومن ثم تطلق على نفسها فنانة تشكيلية! خلاصة القول؛ التعبير الفني ليس أداة ولون فقط. التعبير الفني تعبير فكري بأي صورة يتم تمثيلها واقعية كانت أم رمزية أم تجريدية أم مفاهيمية، وإذا لم يكن هناك هدف وفكرة ورسالة وتعبير وراء العمل فإنه يصبح مسطحاً (فكرياً) لا عمق فيه، وحيث إن الفن رسالة فكرية يجب أن تكون اللوحة فيها تعبيراً صادقاً معبراً من خلال الخط واللون والشكل والرمز ويجب أن تكون أدواته فكرية أيضاً ويكون لدى مُنَّفذ العمل الثقافة الفكرية والبصرية المُؤهلة لأداء العمل الفني وليست المهارة اليدوية فحسب وإلا فما الفرق بين الفنان المحترف المثقف والحرفي. أم أنهُنًّ حرفيات؟

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض msenan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة