Culture Magazine Monday  07/01/2008 G Issue 228
أقواس
الأثنين 29 ,ذو الحجة 1428   العدد  228
 

بعيداً عن قوائم (الجرد) ونشرات (الحصاد).. (أتمنى)..
(الثقافية) تطرح تطلعات المثقف لعام 2008م..!!

 

 
* الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:

في مثل هذه الأيام.. اعتاد القارئ على استقبال قوائم الجرد الخام لجُل أحداث العام المنصرم على مختلف الأصعدة..

نحن هنا في (الثقافية) صافحنا قارئنا العزيز بتلك القوائم في أعوام سابقة.. لكننا في هذا العام فضلنا أن نطالعكم بما هو أكثر أهمية كونه يدور في فلك المستقبل والقادم.. ولعلنا نوافيكم بما يرضيكم في الأعداد القادمة حول هذا المحور تحديداً، وحول أفكار ورؤى صحافية إبداعية أخرى.. تعتمد الطرح الإعلامي المهني الاحترافي بأساليبه المختلفة وفنونه المتنوعة.. الآن نستعرض لكم ما (تمنى) ضيوف هذا الاستطلاع أن يروه في العام المقبل 2008م. أما (الثقافية) فتتمنى أن تكونوا جميعاً بألف خير وصحة وسعادة.. وإلى الاستطلاع:

جمعيات الثقافة.. ونمطية عقود

الشاعر الدكتور علي الرباعي قال: أتمنى تحويل ما نعيشه من تنظير حول التعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد إلى واقع، والقبول بحرية الرأي وتعدد الرؤى، وأن نعيش المناخ الثقافي الصحي البعيد عن تصفية الحسابات وتمجيد الذات..

كما أتمنى الخروج بمشروع ثقافي وطني يمحو الصورة النمطية السائدة عن المثقف السعودي في العالم العربي والمجتمع الإنساني.. أما ما يتعلق بوزارة الثقافة فأتمنى أن تسهم في تحسين صورة المثقف لا تشويهها، فبعيداً عن سوء الظن ما حدث من تغيير لم يرق إلى المأمول من إيجابيات ومخرجات.. كذلك أتمنى أن تخرج جمعيات الثقافة والفنون عن نمطيتها التي عرفت بها طيلة عقود.. أيضاً تمنى د. الرباعي أن يتم إيجاد الغائب عن منظومة الثقافة والفن لدينا، كما أتمنى أن تخرج التيارات المعرفية من إطار الحسابات الآنية إلى رؤية أعمق وأكثر انفتاحاً، تجعل مصلحة الوطن أولاً..

الإدارات أو المؤسسات الثقافية

أما القاص الباحث الأستاذ خالد أحمد اليوسف فتمنى عودة كيان الإدارات الثقافية والأدبية (المؤسسات) إلى نشاطها في رعاية الأديب والمثقف والاهتمام بعطائه: العضوية، الجمعية العمومية، النشاط المنبري، نشاط الطباعة والنشر والتوزيع، والمشاركات داخلياً وخارجياً.. حيث إن الأفراد لا يستطيعون القيام بهذه المهام آنفة الذكر بمفردهم.. ولن يستطيع القيام بها إلا هذه الأندية الأدبية التي تغطي مساحة الوطن والجمعيات القادمة بعد إشهارها من وكالة الثقافة. وأضاف الأستاذ اليوسف قائلاً: أتمنى أن يلتفت النقد الأدبي لمتابعة القفزة الهائلة في المنتج الإبداعي شعراً ونثراً، وفرز هذه الإبداعات برؤية علمية صحيحة بعد أن تحولت الرواية خاصة من كتابة أدبية وإبداعية إلى كتابة اجتماعية، ووصول عدد كبير جداً من أقلام المجتمع إلى هذا الفن الأدبي بسبب غياب النقد الأدبي..

ثقافة شاعر المليون

المسرحي النائي بذاته ومسرحه، الصديق الأستاذ محمد العثيم تمنى أن المثقفين الكبار الذين صنعوا من أنفسهم نُخُباً أن يعوا أن الثقافة قد تغيرت، وأننا في عصر البصريات الكاسحة من سينما ومسرح وفنون موسيقية، وأن الكلمة وحدها دون تصنيع تقني لهذه الأغراض لن تصل إلى المتلقي بالشكل المطلوب.. وكما كانت تصل قبل عشرين سنة.. حيث كانت هي مصدر التلقي.. الآن أصبحت مصادر التلقي عبر وسائل الاتصال المختلفة.. فإذا لم يتقدموا إلى أن يصبحوا بمستوى المرحلة فسوف يكتسحهم العصر.. بثقافة الواقع البسيط.. على سبيل المثال: هل رأينا مثقفاً يكتب مسلسلاً قوياً ومؤثراً للتلفزيون يطرح فيه رؤيته المصنعة بالحرف؟

وهل رأينا مثقفاً يطرح رؤيته لعمل موسيقي كبير يستطيع أن يصل للناس؟ هل رأينا من يصوغ فكرته لتكون لعالم السينما؟ هل رأينا مثقفاً يعالج بصدق ضرر الترهُّل اللغوي على الثقافة المعاصرة؟ والسؤال الأخير: هل تريدون ثقافتنا أن تختزل في شاعر المليون؟

هذا ما لدي حول المثقف.. وأرجو أن يكون المثقف النمطي بمستوى تحديات المرحلة.. والمثقف النمطي هو المتعلق بالأسلوبيات المترهلة التي لا تتعامل مع الحياة بحراكها؟

(عندما طلبت التمثيل على المثقف النمطي.. أجابني الصديق العثيم: هل تريد أن أملي عليك أسماء ثلاثة أرباع مثقفي الوطن؟).

في نقطة أخرى.. قال الأستاذ العثيم:

ونحن أمام الازدهار السياسي في المملكة العربية السعودية وتقدمها موكب العالم العربي المعتدل في سبيل حل قضايا العرب المزمنة.. ماذا ساهم مثقف الشعر ومثقف النقد ومثقف الإبداع عموماً في هذا السياق؟ أم أنه ظل يراوح أسلوبياته ولغوياته التي لا تتجاوز ديوان شاعر مبتدئ أو رواية لفتاة لم تبلغ سن الحلم؟ إن المثقف السعودي النخبوي لا يزال يدور حلزونياً حول نفسه وذاته وكأنه بلا مجتمع ولا وطن.. لماذا؟؟

عام التآلف والاندماج والتصالح

الدكتور جمعان عبدالكريم تمنى أن تكون التغييرات التي حدثت في العام المنصرم وما واكبها من تطلع إلى الأفضل.. تمنى أن تتم الاستفادة من إيجابياتها في العام المقبل.. حيث قال: العام 2007م عام التغييرات الثقافية الكبرى في المملكة، وآمل أن يكون عام 2008م عام جني الثمار. وعن الأندية الأدبية تمنى د. عبدالكريم أن يكون عام 2007م آخر أعوام التعيين، وأن تكون في الأعوام المقبلة انتخابات واندماجات ما بين مختلف التيارات والتوجهات. كما تمنى د. عبدالكريم أن تلتقي التيارات الفكرية المعرفية في الوطن في خدمة الوطن.. داعياً إلى نبذ التحزبات والإقصاءات والتشنجات أياً كان اتجاهها..

وطن من شعر وسرد ونقد

أما القاص والناقد الدكتور ناصر الجاسم فقال: أتمنى أن يتنفس الناس جميعاً في الوطن شعراً وسرداً ونقداً.. وأن يكون الأدب على موائد الفقراء والأغنياء والأطفال والكهول.. وأن يضخ في المجتمع مزيد مزيد من الفكر الإسلامي الصحيح، وأن يضخ فيه فكر القرنين الثالث والرابع الهجريين الإسلاميين.. كما أتمنى أن تشيع الفلسفة لدى المثقف السعودي أياً كان توجهه.. وأن تكثر الطروحات الفكرية المحاسبة والمسائلة لما ترسب في وجدان الأجيال الثقافية السابقة مثل أفكار التكفير والتفجير والإقصاء ونحوها.. وأضاف د. الجاسم قائلاً: أتمنى أن تكون وزارة الثقافة والإعلام أكثر انفتاحاً وأكثر قوة مما هي عليه الآن، وأن تزول التناقضات بين ما يطرح في معارض الكتاب وبين ما يُلقى على المنابر.. كما أتمنى أن أشهد في الوطن أمسيات شعرية لشعراء عرب وأعاجم كبار من خارج الحدود..

التنوير.. ووعي الشباب

أما د. سلطان القحطاني فقال: أتمنى أن نرى الثقافة وقد أخذت وضعها المطلوب في تحقيق الإنجازات الثقافية والعلمية من خلال العديد من المناشط.. وبروز العقليات المتنورة ضد الأفكار الهدامة فيما يتعلق بوعي الشباب.

وفيما يتصل بوزارة الثقافة والإعلام تمنى الدكتور القحطاني أن تكثف الرعاية للمبدعين، وأن تضاعف جهودها وتحديداً تجاه الأندية الأدبية.. وأن تراقبها بدقة، وأن يكون هناك متابعة، على أن يكافأ الذي يعمل، بينما تمنى أن يرحل من لا يعمل ويفسح المجال لآخرين يعملون.. وعن جمعية الثقافة قال: أتمنى من مجلس إدارة الجمعية أن يعيد النظر في برامجه، وأتمنى أن يكون العام المقبل لجمعية الثقافة والفنون مغايراً تماماً عن العام المنصرم.

المحاذير والحدود.. والإبداع

أما شاعر السحاب الأستاذ حسن الزهراني فقال: أتمنى أن تتحول أقوال الوكالة الثقافية إلى أفعال؛ لأننا وجدنا تصريحات حول فتح جميع الأبواب للمثقف والقنوات الثقافية في المملكة بمختلف توجهاتها.. إلا أننا لم نجد دعماً فعلياً لكل ما وُعِدنا به.. مضيفاً: نتمنى أيضا أن يُفعَّل صندوق الأدباء، وخصوصاً أننا في ظل طفرة اقتصادية تدعم مثل هذا التوجه.. ووكالتنا الحديثة (وكالة الثقافة بوزارة والثقافة والإعلام) قادرة مثلما هي ملزمة بتفعيل مثل هذه الخطوات وإسدال الستار على هذا الأمر الذي لم يحسم على الرغم من بساطته ويُسر تنفيذه.. كما أتمنى أن يتم حصر كافة أدباء الوطن ومثقفيه في احتفالية كبيرة جداً يتعرف فيها الجميع على الجميع.. وهي خطوة ليست بالمستحيلة كما أتصور، وأيضاً أتمنى أن يدرك المجتمع والمسؤول أن الإبداع يجب أن يتنفس الهواء الطلق بعيداً عن هذا التشنج والمحاذير والحدود التي حتى ديننا الحنيف لم يضعها.. وأخيرا تساءل الشاعر الزهراني قائلاً: (هل تبقى الثقافة حبيسة التصورات والأنماط والأنساق الماضوية؟ ألسنا قادرين على أن نبتكر فنوناً وأشكالاً تعبيرية جديدة وخلاقة؟؟).

صورتنا... والوصايات والانتقادات

أما الناقد علي فايع الألمعي فتمنى أن يكون للمثقف صوت مسموع، وأن تكون لمنجزاته الكتابية اهتمام خاص على مستوى الطباعة أو الكتابات النقدية لها.. قائلا: كما أتمنى أن يكون لنا قناة تلفزيونية تهتم بالثقافة أسوة بالقنوات الرياضية والإخبارية ونحوها.. وأضاف: أتطلع إلى أن ترتقي الأندية الأدبية بدورها في خدمة المثقف.. كما أتمنى أن تلتفت وزارة الثقافة والإعلام إلى المبدعين الشباب في التمثيلات الخارجية دون التركيز على أسماء لم يعد لها صلة بالوسط الثقافي إلا بالاسم أو الاعتبارات الشخصية..

أخيراً تمنى الأستاذ الألمعي أن نتكاتف لكي نوصل أدبنا إلى الآخر بشكل جيد دون وصايات وانتقادات، آملاً أن يكون العام 2008م عام الولادة الحقيقية للمسرح والسينما لدينا..!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة