Culture Magazine Monday  10/11/2008 G Issue 260
فضاءات
الأثنين 12 ,ذو القعدة 1429   العدد  260
 
(..سقط (عمداً)..)
آخيون
خلود عبدالله العيدان

 

 

كثيراً ما يستوقفني حال Stand-up comedy أو (الكوميديا الواقفة) كما يترجمونها حرفياً في بلادنا!، لماذا لم تحظ بانتشار واسع هنا!، رغم أننا من فئة المشاهدين (المستقبلين) لكل أنواع البرامج وبدرجة امتياز! هناك كثافة وتنوع شديدان يعرضان على المتلقي العربي تجعل استغرابي يتضاعف، وحالة غليان طائفي وديني، وحكايات تيارات وانقسامات وقضايا مختبئة تستدعي وجود كوميديا من هذا النوع!

فالكوميديا على الواقف - كما تفضل أذني سماعها - فن مجنون يعتمد على مقدم واحد أو اثنين يتحدث فيها الكوميدي (مباشرة) مع جمهوره بتوجيه (نكات) ساخنة وتعليقات تلامس الواقع وتسخر منه، فن (نحتاجه) وبشدة في هذه المرحلة التي إن أردنا تسميتها فلن نجد أفضل من كلمة مرحلة (التصنيف) في كل شيء!، نحتاج لسخرية لاذعة تقترب من جمهور يكاد يكون (الشباب) الفئة الغالبة عليه، نحتاج لطريقة نناقش فيها قضايانا بطريقة تصل للشيخ وللطفل دون شعارات وحملات لا تملك أدنى قدرة على التأثير! نريد طريقة تفتح لنا الباب لنعرف بما يفكر شاب اختلط عليه الدفاع بالهجوم، ولم يعد قادرا على التفريق ما بين البريء والمجرم، يجلس مع تساؤلاته بعيداً عنا ونحن نزيد في الابتعاد!

ثلاثي (محور الشر) فريق لثلاثة كوميديين أمريكيين من أصول شرقية! اختاروا اسمهم تماشياً مع التسمية التي أطلقها الرئيس الأمريكي بوش على إيران والعراق وكوريا الشمالية! هم أحمد أحمد من أصل مصري، هارون قادر من أصل فلسطيني وماز جبراني من أصل إيراني، ومن تابع جولتهم في البلاد العربية يلفت نظره شاب كوري يشاركهم العروض يتحدث العربية بلهجة أردنية بطلاقة، ومن يدري متى سينضم لهم عراقي ليكتمل محور الشر، جعلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر سخريتهم تتمحور حول الخداع السياسي بتصنيف بعض الدول بالشر! ومعهم استمع لنا شريحة كبيرة من الأمريكيين البيض!

يتضح لمن يتابع ذاك النوع من الكوميديا بناء معظم أفكارها على القوالب النمطية للجنس والجنسية والدين، يناقش فيها اليهودي والمسلم، السياسي والشاذ، الخليجي والإيراني والأمريكي.

ورغم أن Stand-up comedy ازدهرت في عصرنا في المسارح والنوادي والحانات، إلا أن البداية التاريخية للكوميديا كانت عند الإغريق حيث سكن الآخيون والدريانيون والأيونيون، حيث كان يقام عيدان للإله (ديونيسوس) إله الخمر والخصوبة، عيدان أحدهما (كوميدي) وقت زرع البذور وآخر حزين وقت حصاد العنب حيث يموت الإله مع الثمر. وفي أعياد زرع البذور يبدأ الناس بتبادل النكات والسخرية والغناء! ومن هنا كانت بدايات (الكوميديا) الكلمة اليونانية التي تعني الأغنية التي تغنى في موكب (ديونيزوس) كطقس ديني.

اجتمع الدين والسياسة والكوميديا عند الإغريق، فماذا عنا؟!

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«8337» ثم أرسلها إلى الكود 82244

kimmortality@gmail.com

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة