Culture Magazine Monday  11/02/2008 G Issue 233
نصوص
الأثنين 4 ,صفر 1429   العدد  233
 
مطالعات
قصص جديدة لنجوى العوفي
قصص (جنون) رؤية متعقلة وأحداث مألوفةعبدالحفيظ الشمري

 

 

تطل نجوى العوفي على القارئ بعمل سردي جديد تسمه بعنوان (جنون) إلا أنها تبدي من خلال الأحداث والشخوص رؤية متعقلة، وفضاء لا يحمل الخروج عن المألوف..

فعنوان القصص لدى نجوى (جنون) صادم ويوحي بصخب ما، إلا أن القصة الأولى في هذه المجموعة (ولد صبياً ميتاً) جاءت على النقيض تماماً من العنوان، إذ تماهت الكاتبة في وصف حالة (الراوية البطلة) التي لم تكل أو تمل من سرد حكاية الحب الذي ولد ميتاً، إلا أن الحكاية لم تخرج نحو فضاءات أرحب لعلها تصوغ لنا مفردات خطاب إنساني أشمل فالرحابة، والشمول لا يعنى بها الاسترسال الفضفاض إنما الرؤية المقتضبة في عرضها للأحداث، والمكثفة في دلالاتها حيث ظل (الحب الميت) هو المحرك الوحيد لفاعلية النص.

القصص الأخرى في مجموعة (جنون) للقاصة نجوى العوفي جاءت على نسق القصة الأولى، حيث يتكئ الرواة على عرض معاناتهم المعبرة على نحو أحداث قصة (حكاية حب مجنونة).

في القصة التي حملت عنوان المجموعة (جنون) يطل الفنان أو الرسام على عوالم السرد، لتتزاوج في هذا الإطار صور الألوان، والخطوط والأبعاد مع اللغة الرقيقة التي تحاول اصطياد مواطن الخلل في هذه العلاقة بين (الرسام) وبين (مجتمعه) الذي أصبح الآن أمام الطبيب في حالة مكاشفة واضحة لكل مثبطات حياته، ومنغصاتها، لتأتي أحداث القصة على هيئة بوح مباشر يكشف حيرة (الفنان) وألمه لا سيما وأنه حاول مراراً أن يتعايش مع واقع المجتمع الذي يضيق الخناق عليه فلم يجد سوى الطبيب في هذه القصة لبيئة شجنه، وهمه الذي شغل كثيراً في نقله إلى الواقع.

قصص المجموعة تميل نحو رؤية واحدة تتمثل في عرض جملة من الأحداث والمواقف، إلا أن هذه الصور والانثيالات تصطبغ بحزن واضح يسيطر على هواجس الراوي، وإضافة إلى الحزن الطاغي على فضاءات النصوص، فإن الصور العاطفية قد نحت في مجمل القصص منحى العرض الخاص لأحداث ذاتية، كان من باب أولى أن تضع القاصة نجوى هذه الطاقة الهائلة من العواطف في مشروع سردي يخرج عن مألوف ما اعتاده الناس.. لا سيما وأن القارئ ينتظر خروجاً عن مألوف حكاية الحب البسيطة إلى (جنون) ما بشر به عنوان هذه المجموعة.

في القصص ميل شديد نحو التفتيش دون كلل عن هموم الأنثى، وآلامها، فقد عنيت الكاتبة كثيراً في رسم تفاصيل العديد من الحكايات العاطفية لفتيات ونساء يتعرضن للعديد من المواقف، إلا أنها تحاول أن تسبغ على بعض القصص في المجموعة بعداً آخر للمعاناة في عالمنا العربي على نحو قضية فلسطين الجريحة في قصة (وترجل الفارس).

يظهر في القصص ميل شديد من قبل الكاتبة على اقتفاء أثر الحكاية الاجتماعية إلا أنه يوقع الرواة في نمطية التقرير، وكأننا في كل قصة تقف أمام تقرير عاطفي عن حالة ما من هذه الحالات التي تطرقت إليها الكاتبة، رغبة منها - فيما يبدو - في تسجيل موقف إنساني جمالي يتحين فرص الفرح والفأل والحب في زمن غلبت عليه حالات المادة، وانثيالات الفقر والخواء.. فلم يعد أمام الكاتبة نجوى العوفي ومن خلال مجموعتها (جنون) إلا أن تجابه هذه المثبطات والقبيحات بسيل وافر من الجماليات. وباضمامة لا بأس فيها من الأحلام والرؤى المتفائلة.

إشارة:

- جنون (قصص)

- نجوى العوفي

- نادي الطائف الأدبي - 1428هـ.

- تقع المجموعة في نحو (60 صفحة) من القطع المتوسط.

****

لإبداء الرأي حول هذه المطالعة، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5217» ثم أرسلها إلى الكود 82244

hrbda2000@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة