Culture Magazine Monday  13/10/2008 G Issue 256
تشكيل
الأثنين 14 ,شوال 1429   العدد  256
 

وميض
التشكيل في الخليج
عبدالرحمن السليمان

 

 

شهدت الأسابيع القليلة الماضية الإعلان عن قيام اتحاد جمعيات الفنون التشكيلية بدول مجلس التعاون الخليجي، وهي التي شهدت منذ أكثر من عقد عددا من النشاطات المشتركة على مستوى المؤسسات الحكومية أو على مستوى الأفراد.

كانت بوادر هذه المشاركات الجماعية الرسمية من خلال الأسابيع الثقافية التي شهدتها فرنسا واليابان أوائل الثمانينات، لكن مثل هذين النشاطين مع كل الإيجابيات التي يمكن أن يحققانه توقف تواصله إلى المزيد من دول العالم.

في العام 1985 كان للساحة التشكيلية في الخليج موعد مع مجموعة من الفنانين والفنانات لإنشاء أحد أهم التجمعات الفنية وهو (أصدقاء الفن التشكيلي) انطلقت الفكرة أو تحدثنا عنها في الكويت خلال شهر مارس عندما كانت تنظم معرضها للتشكيليين العرب وكان اللقاء الأول لمجموعة المؤسسين في الدوحة ليتم الإعلان عن قيام هذه الجماعة وتأكيد موعد لإطلاقها ورسم برنامجها ثم كان اللقاء الأول (المعرض) لها وفي نفس العام في دولة الإمارات العربية المتحدة وأبوظبي تحديدا، لمعرض متنقل لفناني دول مجلس التعاون الخليجي.

تحركت هذه الجماعة (الفردية/ الجماعية) إلى عدد من دول العالم فزارت بعدد أعضائها الكبير نسبيا مصر وتونس وإسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة الامريكية والدومنيكان واسبانيا وتركيا وسوريا وغيرها من الدول التي رحبت كثيراً بهذه المجموعة الشابة الفتية، والتي تكونت من أسماء تجاربها الفنية ذات تنوع مثالها الفنانون: محمد السليم منيرة موصلي عبدالجبار اليحيا فؤاد مغربل عبدالرحمن السليمان(السعودية) وعبدالرسول سلمان وجاسم بوحمد وعيسى صقر وثريا البقصمي (الكويت) يوسف احمد وحسن الملا ومحمد علي عبدالله (قطر) ناصر اليوسف وعبداللطيف مفيز وبلقيس فخرو ومحمد خميس المقهوي (البحرين) وانور خميس سونيا (عمان) ونجاة مكي (الامارات) واسماء اخرى عديدة شاركت على نحو متواصل أو متفرق مع الجماعة.

بعد أعوام قليلة ظهر المعرض الدوي لفناني دول مجلس التعاون الخليجي وأخذت الدول الخليجية تتبناه دوريا كل عام وتوزع فيه السعفة الذهبية كجائزة كبرى، وكانت انطلاقته من المملكة عام 1989 وتواصل في دول المجلس إلى فترة قريبة، وبالمثل كان معرض شباب دول المجلس ويخص فئة الهواة من الجيل الجديد.

في دول المجلس كانت تظهر جهود متفرقة تحاول العمل جماعيا تنضاف لها أحيانا أسماء عربية ولكن ظروفا عديدة ربما حالت دون استكمال هذه الجهود.

يقوم هذا التجمع التشكيلي الجديد (اتحاد الجمعيات التشكيلية بدول مجلس التعاون الخليجي) ليواصل مشوارا كان شاغل الفنان والجهات الرسمية وبالتالي فمجلس التعاون لدول الخليج العربية بارك هذه الأفكار منذ بدايتها بل إنه رحب بأصدقاء الفن التشكيلي في انطلاقتها وكان أن سهل عددا من الجوانب التي أسهمت في تحرك الجماعة، أي أن الأصدقاء حظوا بدعم معنوي كبير وقد التقوا بعض المسؤولين بمقره بالرياض، وهو ما حدث في اللقاء الأول للفنانين وممثلي الجمعيات بالمسؤولين في مجلس التعاون قبل عامين. والجهد الخليجي المشترك هو أحد الأهداف التي سعى لتحقيقها المجلس بين أبناء دوله ففي الإطار التشكيلي وهو موضوعنا دعم عددا من الأنشطة التشكيلية بينها المعرض المشترك في العام1997 أقيم في العاصمة الإيطالية وكنت أحد الحاضرين والمشاركين فيه وكانت الأكاديمية المصرية بروما مكانا له. هذا العمل المشترك سعى له أبناء المنطقة مبكرا فعبدالرسول سلمان كان ينظر بعيدا إلى هذا اللقاء وكان كتابه الفن في دول مجلس التعاون الخليجي 1982 استهلالا تشكيليا لمطبوعات نفتقدها أو أنشطة توقفت أو مستويات تذبذبت أو جهود تبعثرت. والحركة التشكيلية في هذه الدول قوية وناضجة بعدد غير قليل من فنانيها الذين جدّوا للعمل وتحركوا جماعيا أو فرادى بين دولهم أو على مستوى العالم ولعلنا نسمع بفنانين سعوا لتأكيد أسمائهم وتحقيق شخصياتهم الفنية بعيدا عن الجهات الرسمية، والاتحاد وهو يعلن قيامه اعتقد أنه برجاله المخلصين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية الخليجية قادرون على تحقيق المزيد من الاهداف التي تجمع بين فناني دول المجلس وتضيف إلى ما حققوه وحققته مؤسساتهم الرسمية المزيد من النتائج الايجابية على المستوى الداخلي أو الخارجي.

إشارة:

جاء عنوان الزاوية السابقة (استعدادات شرقية) والصحيح استعادات شرقية

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب «7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الدمام aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة