Culture Magazine Monday  14/01/2008 G Issue 229
تشكيل
الأثنين 6 ,محرم 1429   العدد  229
 
الحرف غيمة
قصة.. تشكيلة (2 - 2)
مها السنان

 

 

وفي ليلة الافتتاح حضرت تشكيلة برفقة والديها وأخذت تتجول بسرعة قبل قص الشريط على المعرض بينما ذهب والداها للتحدث مع المنظمين لمعرفة نوع الجائزة التي حصلت ابنتهما عليها. أخذت تشكيلة تدور بعجلة حول المعرض، تتطلع بشغف باحثة عن أعمالها ولكن بدأ اليأس يتملكها وتراودها أفكار متعددة: (ربما لم تصلهم اللوحات؟ أو ربما تعرضت للسرقة؟ أو ربما أعجب بها المنظمون وأخرجوها من دائرة المنافسة لتميزها؟ أو ربما أكون خاطئة وليس هذا المعرض الذي نبحث عنه؟)، قطع والدها أفكارها بنظرة على وجهها تجمع ما بين علامات الدهشة والحزن قائلاً: (سوف نذهب للمنزل وأشرح لكِ الوضع هناك). ومن دون إجابة منها عادوا جميعاً للمنزل حيث أجلسها والداها وحاولا شرح أسباب عدم عرض أعمالها كما فسرها لهم المنظمون، وهي خلال ذلك صامتة من الصدمة والإحباط.

تبين بعدها أن أعمال تشكيلة مع ما تحمله من بوادر موهبة إلا أنها ليست بتلك القوة، وأن كل من قيَمها سواء أقاربها أو رواد الموقع الإلكتروني أو حتى أستاذاتها اللاتي لا يملكن التعليم والخبرة الكافية، كل هؤلاء لا يملكون أدوات التقييم اللازمة لتصنيف أعمالها ولا حتى للارتقاء بموهبتها إذا جاز تسميتها بذلك.... بل كانت تدور حول حلقة مفرغة من المهارات المحدودة والفطرية دون أي تنمية إن لم يكن هناك تراجع!!.

تحدثت بعدها تشكيلة إلى أحد المتخصصين بعد توصية من اللجنة المنظمة والذي شرح لها أهمية دعم الموهبة أو المهارات الأساسية بالتغذية الفكرية والتجريب والممارسة المستمرة، كما يمكن تعلم الكثير من الأسس اللازمة لممارسة الفن التشكيلي، كل ذلك قبل بدء العرض، وأوضح أنها تمتلك بعضاً من مقومات النجاح ولكنها بحاجة لدراسة أكثر والاطلاع بشكل مستمر على التطور الفكري والنوعي للفن التشكيلي المحلي والعالمي حتى تصل إلى مبتغاها، كما لا يجب أن تصنف نفسها في موقع عالٍ حتى لا تحبط من رد فعل المتلقي حيال أعمالها.

اقتنعت تشكيلة بهذا الحديث وبدأت في الالتحاق بدورات على يد متخصصات ذوات خبرة، كما بدأت تقرأ في تاريخ الفن وفي تجارب رواد الفن التشكيلي في العالم الغربي والعربي، كما أصبحت زيارة المعارض والاحتكاك بالفنانين والفنانات عادة لا تقطعها. وبعد أربع سنوات شاركت تشكيلة في دورة جديدة لتلك المسابقة التي شاركت بها أول مرة، وحصلت خلالها على جائزة ترضية ولكنها وعلى عكس ردة فعلها السابقة كانت سعيدة وفخورة بما وصلت إليه.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الأسبوع القادم: «يا ألوان .. أوقفوا التلوين» msenan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة