Culture Magazine Monday  14/01/2008 G Issue 229
الثالثة
الأثنين 6 ,محرم 1429   العدد  229
 

العجمي: حول (صحف إبراهيم):
انتهجت الحيادية.. وأثبتّ الحقائق وإن اعترض عليها المجتمع

 

 
* الثقافية - حازم السند:

يرى الأستاذ الدكتور فالح العجمي، مؤلف كتاب (صحف إبراهيم) أنه أول من اكتشف العلاقة بين الإبراهيمية والديانات الشرقية، مدعماً هذا الرأي بجملة من الأدلة والبراهين التي تقرّها الدراسات الأنثروبولجية، ويزخر الكتاب بالكثير من الأفكار الجريئة، وهو من أحدث دراسات مقارنة الأديان، أراد فيه الباحث أن ينهج (الحيادية والموضوعية)، حتى لا يكاد يستشف من خلاله شخصية له.

دوافع الكتاب

* كيف خطرت لك فكرة مثل هذا الكتاب الأنثروبولوجي وأنت متخصص لغوي؟

- في كتاباتي يكون الدافع هاجساً ينتابني وقلقا (علمياً) يحفزني إلى البحث والتقصي، وبداية ذلك حين كنت في الهند، وبزيارتي لعدد من المعابد هناك ومراقبتي للرموز المتنشرة حاولت فكها والربط بين الاعتقادات هناك باعتقادات تسود في منطقتنا وقريب منها تبيّن لي أن ثمة أموراً مهمة لا تزال خافية فكان مني النظر إليها بعمق أكثر ومن ثم بدأت أولى مراحل الكتاب..!

في الهند

* وهل تعتقد أنك تمكنت من التوصل إلى حقائق متجردة أجبت بها عن قلقك العلمي؟

- نعم، بل أزعم أنني - من خلال هذا البحث الدقيق - كنت أول من اكتشف العلاقة بين (الإبراهيمية) والديانات الشرقية، وسعيت حثيثاً في الربط بينها وبين هذه الأديان خاصة اليهودية، والمسيحية، والإسلام، وتوصلت أيضاً من خلال البحث حول مسمى العبرانيين وصلتهم ب(إبراهام) وكونهم سميو (عبرانيين) نسبة إلى أن إبراهيم عبر بهم (نهر الفرات)، إلى إثبات أن إبراهيم عبر بهم نهر (الأندوز) بالهند وليس الفرات كما ورد في التوراة، وهذه من الحقائق الخطرة. وقد أمضيت قريباً من سنتين في هذا البحث.

الحيادية والموضوعية

* يلحظ أن هذا الكتاب ملتزم بمنهج تأليف متفرّد، حيث لا يكاد يعرف للكاتب مذهب فهل هذا من مستلزمات البحث الأنثروبولوجي؟

- كنت حريصاً على ألا أظهر أي شعور بانتمائي إلى أيديولوجيا معينة، حتى لا يفقد البحث خصوصيته ويداخله شيء من الرأي والميل، وأنا أعد طريقتي هذه الطريقة الموضوعية التي تفتقدها الدراسات الأخرى، لذلك أتى الكتاب بهذه المنهجية الدقيقة وربما لم تناسب بعض القارئين المعتادين على عرض رأي الكاتب أكثر من معالجة الموضوع بحيادية.. بل ربما شككوا فيمن يكتب دون عرض رأيه بأن لها غايات مبيّتة.

الشبه مع الإبراهيمية

* إلى أي حد تتشابه الديانة الإبراهيمية مع الأديان الكبرى؟

- إلى حد كبير ، فنرى الشرائع المشتركة كالحج والإعجاز في النص المقدس وابتداءً بالوحي مروراً بالقصص، وكذلك شؤون الطهارة، وانتهاء باليوم الآخر وأحداثه المخبر عنها في القرآن الكريم وكتب الفيدا..

لا مجاملة لأحد

* أثارت مقارنتك كثيراً من الاستنكار والدهشة حول نقد عدد من الممارسات والمفاهيم لدى المجتمع في فكره العام والخاص، فكيف تعتقد أن يفهم القارئون هذا الكتاب، أم أنك لا تهتم بردة فعل المجتمع؟

- أولاً ربما أحتاج أن أبيّن أنني انطلقت من مفهوم خاص بالدين يصح أن ينطبق على كل دين، بحيث أعرضه مجرداً أمام أدوات الدراسة والنقد، فكان ما كتبته هو مجمل النتائج التي توصلت إليها ولا يجب أن تفهم هذه النتائج على أنها قدح، بل هي واقع على المؤمنين بدينهم الاعتزاز به، مهما كانت تشريعاته وحقائقه وعدم نهج سبيل (التلفيقيين) الذين يسيئون إلى الدين بمحاولة إظهاره بخلاف ما هو عليه. ولا بد أن تكون هناك أفكار لا تناسب القراء التقليديين، فلست في موضع مجاملة أحد وإنما الدراسة الموضوعية تحتم إظهار الحقائق بحسب أدلتها دون مواربة أو تورية - فإن كان المجتمع لا يقبل الحقائق فهذا شأنه وحتماً هناك مشكلة تجب معالجتها - وأرى أن هذه المنهجية صالحة يجب تعميمها، لا أن يُحاسب من يعتمدها..!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة