Culture Magazine Monday  14/04/2008 G Issue 243
عدد خاص
الأثنين 8 ,ربيع الثاني 1429   العدد  243
 

قصيدة الحزن
د. وجدان الصائغ

 

 

الحزن إكسير القصيدة... بمعنى هل يمكن أن نتخيلها بدونه؟! وهل يمكن للقصيدة أن تترك في ذاكرتنا بصمتها الخالدة لو لم تكن فراديسها مخضلة بإيقاع الحزن؟! أو لَم تكن الصرخة الأولى تعبيراً عن الصلة الأزلية بهذا المارد العجيب وأقصد الحزن؟! فأي حزن شاء المخيال الإبداعي - منذ الأزل- أن يوثقه وينسج مناخاته؟ أهو الحزن الملفع بالخيبة والنكوص داخل الذات فحسب! أم هو مواجهة واعية لملامحه الكالحة وأكفه الصفراء المتربصة بأحلامنا واحبتنا؟! هل حركة القصيدة باتجاه تشيؤ الحزن هي الرغبة الأزلية في قتله على مرايا النص بمعنى إنزاله من أعشاشه المعتمة في الذاكرة والإطاحة به لتحقيق الراحة التي ينشدها المبدع والمتلقي في آن؟! كل هذه التساؤلات قفزت إلى ذهني وأنا أتأمل قصائد مجموعة (بلقيس وقصائد لمياه أحزان) للشاعر عبدالعزيز المقالح - الصادرة عن وزارة الثقافة، صنعاء 2004- التي قال عنها حين سألته عن دلالة أن يرتبط الحزن بالقصيدة منذ العنونة: (الحزن في زمن الانتكاسات الشاملة والأحلام المجهضة يبدو طبيعياً، بل ضرورياً للتعبير عن حريق الوجدان تجاه كل المآسي. وأزعم أن مساحة كبيرة من أحزاني المرصودة في بعض قصائد هذا الديوان وغيره؛ ناتجة عن إحساس عام بما يحدث للأمة، وعن قراءة داكنة للواقع وما يعكسه من اشتغال واشتعال، ومن رغبة في تمثل عذاب الناس وترجمة أحزانهم)، وحين تعود أوراق التأويل إلى تفكيك إيحاءات العنونة (بلقيس وقصائد لمياه الأحزان) تجد بنية مشاكسة تتحرك بين امتلاك الوعي وانفلاته يتمظهر الوعي عبر ضرورة منح القصيدة نكهة المكان الرامز للهوية (اليمن) بل أن انتماءها إلى (بلقيس) التي تربعت على العرش الحضاري والتاريخي للمكان يحيل إلى الرغبة في أن تكون القصيدة اليمانية بلقيس جديدة يجتاح عطرها الأزمنة والأمكنة متوجة بإكليل الدهشة والابتكار.

ويؤشر انتماء القصائد إلى مياه الأحزان انفلات الذات من قبضة الوعي واستسلامها لطقس الحزن، وحين ترود عنونة القصائد التسع والثلاثين ستجد أنها مغلفة بندى الحزن، لاحظ: (ضريح من الكلمات لمريم + سبع قصائد للموت + ما تيسر من رعشة الخوف + إجهاش + إلى أصدقائي الذين رحلوا عام 1997+ ميراث مبتل بالدم والهذيان + بكائية + نزيف الروح + أشجان مائية + خمس قصائد لمياه الأحزان) بل انك تجد أن هناك قصائد اتخذت شكل المراثي مثل قصيدة (خمس لوحات إلى شهداء الثورة الدستورية) + سبع قصائد للموت (إلى ناجي العلي في ذكراه العاشرة) + ما تيسر من رعشة الخوف (إلى روح الشهيد الصديق جار الله عمر) + الغياب في ملكوت الكلمات (إلى نزار قباني) + إجهاش (إلى احمد طربوش.. الفارس الذي قتله الكمد) + بكائية (إلى الأب والصديق الأستاذ أحمد حسين المروني) + نزيف الروح (إلى الراحل الكبير الدكتور أحمد البشاري) + بكائية (إلى صديقي الشاعر محمد عبدالسلام منصور في حزنه على رحيل والده الحبيب) لتكون مياه الأحزان في مجملها طقسا من طقوس القصيدة التي وجدت ذاتها محاصرة بجبروت الفقد والغياب ولكن حين تدخل فراديس المتن ستجد انه يتقشر عن هندسة متقنة لقصيدة الحزن تتكىء تارة إلى الحلم وأخرى إلى الاستفهام وثالثة إلى التكرار.

أولا - الحلم:

قد تتمظهر قصيدة الحزن على مرايا الرؤيا التي تشكل ملاذا للذات التي حاصرها الراهن فانفلتت من قبضته لتخلق لها يوتوبيا تعيد إلى الكون الملبد بمشاهد الدم وثقافة العنف وزعيق الفضائيات وجهه الناصع المخضل بالبراءة والسلام، لاحظ مثلا الشذرة الخامسة من قصيدة (منامات الصنعاني، ص 171):

بين نوم ونوم

رأيت يدا ترسم الأرض بيتا من الضوء

يسكنه كل أبنائها

حيث لا فرق بين القصير والطويل

أشقرهم مثل أسودهم

ورأيت المحيطات صارت حقولا

مرصعا بالبحيرات

والأنبياء على غيمة عذبة

يستريحون بعد الصلاة

لا سيف في البيت لا بندقية

أسواره من غناء العصافير من شدوها

تتدلى الأغاني من الشرفات كما الورد

للناس - تبت يد الاختلاف -

شرائعهم

للحمام شرائعه

للفراشات

كل الجبال زجاجية

والحجارة تكشف ما خلفها

شجر السرو يرقص

والياسمين يغني

في لحظة تختفي اليد، الرسم

عاد الجدار

المخدات صارت جداراً

وطار حمام المنام!!

يخلق المتن عبر ثيمة الحلم صوفية طريفة تغسل عن الكون أدرانه وتعيد إليه مباهجه المفتقدة بدءا باستدعاء نواميس العدالة (لا فرق بين القصير والطويل- أشقرهم مثل أسودهم ) وثقافة السلام (لا سيف في البيت لا بندقية) وحوار الديانات (للناس - تبت يد الاختلاف - شرائعهم) إلا أن هذه التقنية واقصد الحلم تجعل من الحزن قلادة تؤطر بعتمتها إشراق الرؤيا فأنت تنتقل من المفتتح الذي يخطف بصرك عن اللحظة الراعفة صوب الحلم لتعود للحزن المنبثق من اليقظة(عاد الجدار/ المخدات صارت جدارا/ وطار حمام المنام) وفي إطار حركة دائرية تؤشر الهوة الفاجعة بين اليقظة و الحلم وبين الواقع والمثال وهي تقنية تجدها في الشذرة الثامنة من قصيدة (ما تيسر من رعشة الخوف، ص 122):

ذات يوم حلمتَ بنهر

إذا لمسته الأصابع

أو شربت ماءه أعين الحاقدين

استعادت براءتها

ونقاء سريرتها

أين نحن من النهر؟!

في أي قلب أخبىء أحلامك المورقات

واكشف عن ظمئي

وعلى الأرض (قابيل ) يقتلنا

ويطارد أرواحنا

بامتداد الزمان اللعين؟!

يقودك المتن إلى بلورة الحلم عن طريق فعل التذكر ليفتحها فتغدق على الكون الملبد بحمرة الدم أمانا وسلاما وهي بلورة تقاوم برهافتها معاول اليقظة المكتنزة بوجه قابيل وذاكرته المدججة بثقافة الوأد بل أن التساؤل الواخز: (أين نحن من النهر؟ في أي قلب أخبىء أحلامك المورقات...؟) يؤكد البون الشاسع بين الزمن المتخيل والزمن الجاثم بعتمته، أنت إذن بالضرورة أمام مناخ رومانسي يتكئ إلى حزن الذات التي تعاف ما يحصل على الأرض لتلتحم روحيا بما يفترض أن يكون وفي سياق شعري متخم بالمرارة واللوعة.

ثانياً- الاستفهام:

وقد تلوذ قصيدة الحزن بالاستفهام بوصفه محرق النص الذي يوقد في أفق التلقي مناخات متخمة بالحيرة بل أنك تحدس صيرورة الاستفهام طوق نجاة يجتاز بالذات المحاصرة بعصف الحزن وأمواجه العاتية صوب مرافئ الخلاص. لاحظ مثلا كيف تمرست قصيدة (خمس قصائد لعام 2002، ص91 ) بتقنية التساؤل لتضيء جسد الحزن، وتحديدا الشذرة الخامسة منها:

آه

وآسفاه على العمر

عام يجيء

وآخر يطوي تباريحه الموجعات

ويمضي إلى حيث لا ترجع السنوات

ترى

هل تشاركنا الأرض أحزاننا

حين يسقط عام من العمر

هل تشتكي؟

هل يفاجئها الشيب

تسقط فوق الجبين التجاعيد؟

هل تبتلي الأرض بالأصدقاء الولوعين

بالنقش فوق الجراح

وبالصمت عند النوائب؟!

هل - في الشتاءات - تخشى الصقيع

وتبكي على الورد حين يموت

على صدرها؟!

هل تحب الغيوم

وتعشق أمطارها

أم يلذ لها الصحو؟

هل تكره الحرب

تشكل أداة الاستفهام (هل) مهمازاً إيحائياً يوقد جمرة الحزن فتأتلق وتقودك إلى أن تتساءل لماذا جسد الأرض؟ وأنسنتها؟ ألأنها الحضن الأخير والملاذ الآمن من عذابات لا تنتهي؟ أم أنها المعادل الترميزي لبلادة الطبيعة إزاء مكابدات الذات المرهفة المحاصرة بجحيم الزمن وعجلاته التي لا ترحم؟ من اللافت أن المقالح شاء أن يجعل منها مرايا نرسيسية جديدة نبصر من خلالها مكابدات معاصرة للانا المسربلة بفجيعة الاغتراب عن الآخر المخاتل (هل تبتلي الأرض بالأصدقاء الولوعين/ بالنقش فوق الجراح/ وبالصمت عند النوائب؟!) والتواقة إلى الانفلات من ناموس الزمن الذي يسحق بجبروته الأماني والأحلام ليغضنها فتفقد بريقها وعنفوانها لذا تصدرت الشذرة الشعرية ب(آه/ وآسفاه على العمر) منذ البدء.

وتؤشر الشذرة السادسة والأخيرة من القصيدة نفسها صيرورة التساؤل عتبة إيحائية ينفلت عبرها المتن من دهاليز الحزن بحثا عن مرافئ الضياء، لاحظ:

في غسق الزمان تأوي الكلمات

للمنفى

معصوبة العينين

لا تضيء في عتمته سحابة الشعر

لا تومض غيمة الشجى

من أين لي قصيدة اهدي حروفها

للعام

ترتدي صمتي

تمشي معي على أرض الله

بين البقع الحمراء

في مخيمات الجوع والقتلى وصرخة اليتامى

وطنين الحرب

واشتعال نارها؟!

من أين لي بحر

وأوزان

وشطآن

وريح كانون تحاصر الوديان والخلجان واليمام؟!

يحمل المتن مناخا تنبؤيا يخترق جدث الآني صوب الآتي إلا أن التساؤلات (من أين لي ..؟ + من أين لي..؟) تعيد المتن إلى طقس استقبال العام الوليد - محور النص - الذي فجر براكين الحزن والإحساس المرير بالحرمان.

وكأني بالمتن يستدعي وجه المتنبي وصوته الراعف (عيد بأية حال عدت ياعيد؟!) ألأنك إزاء متنبي معاصر محاصر بالوأد الجماعي (مخيمات الجوع + القتلى + صرخة اليتامى) والإبادة الجماعية تحت مجنزرات التكنولوجية (طنين الحرب + اشتعال نارها) بل أن البقع الحمراء تضيء صيرورة النص متنا بصريا مضرجا بالفجيعة التي تصبغ كل شيء وتحجب رؤية الجمال والخير والسلام (الوديان + الخلجان + اليمام).

أضف إلى ذلك أن استدعاء ريح كانون التي تقف على زمن تقويمي يضيء جبهة العام الجديد تنجح في أن تعيد مناخات المفتتح وتكرس صقيع الآتي ووحشته.

وقد يكون الاستفهام تقنية بنائية تفصص قصيدة الحزن تأمل مثلا الشذرة الأولى من قصيدة (أسئلة ومرايا، ص 23) اذ فصصها التساؤل ترقيميا إلى سبع شذرات:

هل أخطأت طريقي

حين اخترت الحرف فضاء وجناحا

أطلق قلبي في ملكوت الذكرى

أبحث في نفق لاضوء به

عن برق مسجون يرسم لليل صباحا؟

هل أخطأت طريقي

فانسكب الحرف على دربي شوكا وجراحا؟

يتحرك التساؤل الواخز (هل أخطأت طريقي؟!) ليؤشر التوق إلى فتح شراكة بين المبدع والتلقي لإيجاد كوة في جدار الحزن الصفيق بل أن تكرار (هل أخطأت طريقي؟!) يعكس بوحا نازفا يعلن صراحة عن عبثية الكلمة وغياب دورها السحري في راهن ملبد بثقافة الدم وإلغاء الآخر.

ثالثاً - التكرار:

وقد تقف قصيدة الحزن على إيقاعية التكرار التي تجعل من القصيدة برمتها رنينا شجيا وصورة بانورامية للحزن بغية خلق مواجهة حادة مع عتمته وأصابعه التي تغتال أحلامنا، تأمل مثلا الشذرة الخامسة (ص26) من النص السابق:

نصف بلاد لا تكفي

نصف صباح لا يكفي

نصف صديق لا يكفي

ويخاتلني فرح ينشر ضوءا مكسورا

فوق مسائي

أية أشباح تسرق نصفي؟

أي غراب يصطاد إذا جاء الليل

غنائي؟

إذا كان الحزن هو احتجاج على المكان الحميم (بلاد) وعلى الشريك الثقافي والعاطفي (صديق) وعلى الزمن (الصباح) فأنت بالضرورة إزاء حزن من نمط خاص، هو حزن فلسفي يدعو إلى التمرد على انصاف الحلول (نصف + نصف + نصف) بلاءات (لا + لا+لا) تعكس تراجيديا الإنسان المعاصر المحاصر بالشتات والخيبة والتوق إلى إعادة صياغة هذه المعادلة المخاتلة التي تنجح في أن تطفئ حتى مباهج الذات المبدعة لحظة ولادة القصيدة (يخاتلني فرح + غنائي) وكأني بالمتن يوظف الطاقات الصوتية للتكرار ليهدم بإيقاعاته أعشاش الحزن التي فضحت التساؤلات (أية أشباح تسرق نصفي؟ أي غراب يصطاد إذا جاء الليل/ غنائي؟) مكنوناتها وحركتها الرشيقة لاختلاس الضوء. وهي تساؤلات تنجح في فتح منفذ للخلاص من دوامة الحيرة، وقد تهب إيقاعية التكرار المتن بعدا بصريا يتيح للتلقي التأمل في كولاج الفجيعة، لاحظ على سبيل المثال الشذرة الرابعة من قصيدة (تسع قصائد لإنسان آخر القرن، ص79):

قليل من الحزن يكفي

ليرتعش القلب

بعض من العشق يكفي

لترتعش العين

شي من الخوف يكفي لترتعش الساق

ياصاحبي :

خشبا صار قلبك

عيناك من صدف لا يرى

قدماك

إذا شئت قل: حجر

وإذا شئت قل: منهما يستعيذ الحجر

يناقش المتن ثقافة الحزن - التي أطبقت على قرن بأكمله حين بارك التحجر ومحق الآخر - بأسلوب تراجيكوميدي ليدين الانوات الحديدية التي نجحت في أن تمحق صباحاتنا وترمد نهاراتنا المخضلة بالبراءة والسلام. بل انك تجد أن المتن ومن خلال الخطاب التهكمي: (يا صاحبي) ينتقل من النبر الهادئ إلى العنيف الزاجر ليخلق خلخلة في قناعات الذات المصغية داخل وخارج النص ويدعوها للتأمل في ما طرحه من حلول في المفتتح للخروج من هذه الدوامة المعتمة!.

وقد تضيء ترنيمات التكرار موقفا فلسفيا يغدق رؤاه على خرائط الحزن، تأمل الشذرة السابعة من قصيدة (أسئلة... ومرايا، ص 27):

يتخلى عني الأصحاب

فأهجرهم

وأرى في الشمس، في الشجر الأخضر

في الورد ملايين الأصحاب

يهجرني الشعر

فأشعر أن حدائق روحي معتمة

وجدار القلب بلا نافذة أو باب

يتخلى عني السلطان

فتخضر الروح بوديان من ورد

ورياحين

وأرى قفصا يتهاوى

وقيودا حولي تتساقط

وافر كعصفور يتشوق للشمس

وللنسمات

وتفلت روحي من جثث

ووجوه كالأحذية الملقاة على العتبات

المتن يطرح أمامك وعبر تكثيفه حضور الطبيعة رومانسية جديدة ضربها الراهن الراعف حول الذات المبدعة التي وجدت نفسها حبيسة رؤاها وتطلعاتها التي لن تتحقق في زمن تشابهت فيه أنياب الفتك تتمظهر هذه الرومانسية في انخطاف منطلقاتها الأساس صوب فضاءات مدهشة، لتكون إزاء فرار جديد إلى الطبيعة ليس من تحجر المدينة وسيطرة عويل الآلة على صوت الذات ووجيب الخافق بل الفرار من تحجر الآخر الحميم (يتخلى عني الأصحاب) وهيمنة وجوه العتمة (يتخلى عني السلطان) إلا أنك تلمح تسلل المناخ الرومانسي المألوف إلى قلب هذه اللوحة الشعرية حين تتقشر سعادة الالتحام بالطبيعة الرامزة للنقاء والسلام عن حزن يغوص بالذات إلى عمق العتمة يتولد من غياب القصيدة/ الملاذ (يهجرني الشعر) لذلك يستدعي المخيال الشعري التقنيات التدوينية ليعكس وعبر السطرين المخرومين فجيعة الغياب وما يخلفه من اخترامات تشبه اخترام الرصاص الحي شغاف القلب والذاكرة لان غياب القصيدة يعني الموت والفناء.

وخلاصة القول، فان قصائد مجموعة (بلقيس وقصائد لمياه الأحزان ) للشاعر عبدالعزيز المقالح نجحت في أن تكون بيانا ثقافيا يعكس فجيعة الإنسان المعاصر- أنى كان - الذي يقف عاجزاً أمام مشاهد الدم التي تضرج اليومي والمعاش وثقافة الدمار التي تتسلل شئنا أم أبينا إلى الثقافي والفكري؟! ويضيء في الوقت نفسه تراجيديا المثقف العربي الذي وجد نفسه محشوراً في خضم عارم من التحديات وحركة عينيه الحائرة وهي ترقب الهوة الفاجعة بين ما هو كائن على الأرض من نفي وتشريد وتجويع وإبادة وبين ما يفترض أن يكون من سلام وأمان ونقاء، وارتعاشة أنامله التي لم تجد سوى الكتابة منقذاً من دهاليز الحزن التي ضربها حوله الراهن الملبد بنصال الفتك ووجوه العتمة.

* مديرة تحرير مجلة جامعة ذمار للدراسات والبحوث.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة