Culture Magazine Monday  14/07/2008 G Issue 255
أوراق
الأثنين 11 ,رجب 1429   العدد  255
 
مخنوقة داخل محبرة
بدور الأحيدب

 

 

مقطوعة من نسل الفرح

ارتدت معطفها الرمادي...

تنهدت...

فتحت باب منزلها الصغير...

اتجهت بخطوها نحوها...

رشتها بقبلة...

مدت يدها تتسولها شيئاً يحيي موتها...

قدمت إليها صندوقا صغيرا وأمرتها بألا تفتحه إلا حينما تكون داخل غرفة مغلقة لأن ما بداخله يطير فور مصافحته للهواء...

مشت بحذر...

لكن أطفالاً دفعوها فسقط الصندوق وطار كل ما به...

أرأيت أيتها السعادة حتى أنتِ حين وهبتني بعضك تلاشى في الهواء...

أجزم الآن أني أنثى مقطوعةٌ من نسلِ الفرح!!

***

انتظار يشبه الموت

انتظرته...

تجرعت وهي تنتظره الألم...

كان حالها كطفلة حفظت في المدرسة أنشودة عن الأم...

لم تفتر تتغنى بها خوفا من نسيانها في باص المدرسة...

زجرها السائق لكنها لم تبال بذلك...

كانت تنتظر بفارغ شوق أن يعانق صوتها أذن أمها...

تتأمل قطعة الشوكولاتة التي تحبها حين تدسها أمها في يدها...

وحين وصلت إلى المنزل كان صوتها يجري محاولا أن يسبق خطوها لحضن أمها...

ولأن السائق متهور فقد أغلق الباب على حزام مريولها الرمادي وانطلق مسرعا...

- الرياضويستحيل جسدها جراحا تنز بالدم من جثة همدت...

ومن حقيبتها الصغيرة سقطت علبة العصير ورغيف الخبز اللذان لم تلكهما خوفا من أن ينسياها شيئا من حروف الفرح التي حفظتها...

وورقة كتبت عليها بألوان الطيف...

أحبك ماما...

***

محمومة

أصيبت بحمى شديدة...

رقدت على إثرها على السرير الأبيض...

كثيرون انتظرت سؤالهم عنها لكن لم يصل إليها صداهم...

وفي قمة الوجع والألم أمسكت قلما وورقة وكتبت:

أصابتني حمى الروح منذ أن عانق النور عيني لذا لن أبالي بحمى الجسد إنما هي كخرم إبرة في جسد جبل... لا أحتاج أحدا... أنا فقط أحتاج أن أكتب...

كتبت كثيراً...

بكت أكثر...

ولأن دموع الحمى حارة ملتهبة فقد أحرقت كل شيء لامسته...

إلى أن استقر بها الأمر على الورق فاستحال رماداً...

حمى الروح ليست إلا الموت!!

***

ذاكرة رتقها الحب

قالت له: أحبك

أمسك قلبها...

أحاطه بحبل وشنقه...

ثم قرأ عليه الفاتحة...

دفنه دون حتى أن يكفنه...

انطلق هارباً...

تعثرت قدمه بحجر...

اخترقت الأشواك جسده...

فإذا بها تجلس بجانب جسده الممدد على الأرض لتقتلع كل الأشواك بحنو...

وحين انتهت احتضنته...

قبلت جبينه وهمست في أذنه:

أحبك...

لتنسى كل جروحه التي أهداها إليها ذات بؤس وتتذكر فقط بأنها تحبه!!

***

مهشمة

أصيب بعاهة الملل...

تركها وحيدة دن سابق إنذار...

أحرقها القلق عليه...

أمسكت صورته...

حدثت دموعها ملامحه الجامدة بكل مكنونات قلبها من حب وشوق وألم...

وحين انتهت اخترق صوته سمعها وهو يصرخ!!

اغربي عن وجهي...

ليتجمد كل الدم المتدفق في عروقها...

وتستحيل إلى فصل خريف هشمت صفرته أقدام العابرين...

***

ربما ماتت!! ربما تحتضر!! لكن المؤكد أنها حاكت الألم أعلاه...

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة