الثقافية - خلود عبدالله العيدان:

بلا (ختام)

كان الجزء الأول من ثقافة التدوين (تاريخاً)، ليكون الجزء الثاني رسماً ل(حاضر) يحمل النشر الثوري البلوجي بين ثناياه، ويروي حكاية مرصد المدونين ونموذج مدونة ياباني بالعربية، مروراً بكتّاب مدونين أو مدونين أضحوا كتّاباً. ولأن الحكاية بلا ختام، ولأن مشاهد التدوين العربي تتابع بسرعة عجيبة! ولأن في هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذا الحرف قد تكون ولدت أكثر من مدونة إلكترونية، كان الجزء الثالث والأخير (بداية) لا أملك أن أعلن فيها النهاية، ولا كيف سيعيش الأبطال! لا أملك إلا حقيقة واحدة تقول: ما كُتب هنا ليس إلا جزءا صغيرا مما يحدث هناك .

إحصائيات و(حجب)!

عدد المدونات السعودية على (موقع مكتوب) فقط 8699 مدونة، والملفت أن المدونات العراقية وصلت إلى 1845 مدونة، في حين أن عدد المدونات الفلسطينية 3181 مدونة، وتأتي المدونات المصرية متفوقة على ما ذكر بـ 11695 مدونة، إلا أن هذه الإحصائيات لا تشمل المواقع الأخرى ولا المدونات المستقلة تماماً التي تعد الذراع الأقوى للتدوين العربي. وللاقتراب من موقع المدونات العربية في القوائم العالمية سنجد مدونة الجزيرة توك www.aljazeeratalk.net واحدة من أفضل خمس مدونات عالمية للعام 2007م في مسابقة البوبز لأفضل المدونات العالمية التي ترعاها مؤسسة الدويتشه فيله سنويا، إلا أن المدونة محجوبة لمتصفحيها من السعودية!

حملات (نتية)

قام المدونون بالعديد من الحملات النتية المختلفة (موضوعاً وتأثيراً) أُدرجت أصداء بعضها في عناوين النشرات الإخبارية، واستضيف أصحابها في برامج تلفزيونية حوارية لتلقي الضوء على من (نسج) وتابع الحدث وربما كان هو مصدر لبعض وسائل الإعلام التقليدية! أوضح الأمثلة على ذلك إضراب عمال المحلة بمصر، ونقل المدونات المصرية لوقائع وأحداث الإضراب بالكلمة والصوت والصورة ولقطات الفيديو، لحظة بلحظة مجسدين المصدر المباشر والمهم بجهد تدويني! ومن مصر إلى السعودية بحملة (وين الباقي) http://stop-stealing.blogspot.com/ التي واجهت مشكلة الغلاء واستغلال التجار ومن يتتبع سير الحملة سيجد (شعارها) متصدرا كثيرا من المدونات السعودية إيماناً بها وسعياً لنشرها، كما وقف المدونون جنباً إلى جنب مع اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة، وحملة التضامن مع الأسيرات العراقيات، والتضامن مع المعطلين المغاربة، وحملة (لا.. للمقاطعة) التي تدعو لوقف مقاطعة المنتجات الدنماركية وتكريس الجهد للإنتاج الوطني، وأخيرا حملة توقيعات للمطالبة بالإفراج عن المدون السعودي فؤاد الفرحان التي أحدثت ضجة كبيرة قبل الإفراج عنه وأشارت اليه الصحف المحلية، والقائمة تطول والتأثير يتفاوت والجهد الجماعي يبقى الأكثر لفتاً للنظر هنا!

(بعض) من كثير

نستعرض هنا ملامح سريعة لبعض المدونات الإلكترونية، لم يكن اختيارها فقط وفقاً لترتيب أو أهمية أو حتى عدد زوار عال، إلا أنها أيضاً كتبت «معان» احتفظت بها ذاكرة تصفحي ولعبت دوراً قد أجهله ولكني مؤمنة بوجوده! أقتطع بعضاً منها هنا، وأترك الكثير أثناء تصفحكم لها.

Thoughts On Art

ستجد في هذه المدونة تمثال موسى لمايكل أنجلو، والمحظية الكبرى لأوقست دومنيك، راهبة الإسكندرية للإيطالي رفائيل وجنون دالي وسورياليته.. مدونة شهدت النور في 2005م، لتقرأ ما خلف الألوان، تفك اللغز، تحلل الرمز وترسم خطوطاً بيضاء ما بين أنواع الفنون، 169 قراءة حتى الآن للوحات عالمية وعربية تبهرك حكاية اللوحة وتتبسم لجنون الفنان، موضوعات هذه المدونة كتبت بجهد من يحترم قارئه. لزيارتها:

http://topart2000.blogspot.com/

قبيلة تدعى سارة

(يوميات أنثى سعودية حُرة).. العبارة الأولى التي ستجدها أمامك بمجرد تصفح مدونة سارة مطر.. وبتسلسل أتوقعه سيلفت نظرك بعدها عدد تعليقات القراء على موضوعاتها التي قد تشغل خانات الآحاد والعشرات وتمتد للمئات!

وبتسلسل لا أتوقعه قد تعود لتقرأ عنوان مدونتها من جديد (قبيلة تدعى سارة)! سواء كنت معها أم ضدها أو حتى لم يعنك أيهما تكون، آمنت بها أم لا، صدقتها أم لا، تابعتها أو مضيت.. (ستستمتع) لأنها بقدر ما تكتب بجنون بقدر ما تكتب بكثافة عجيبة وبانسيابية تجعل قراء حرفها زواراً دائمين لقبيلتها.. لزيارتها: http://sarahjassi82.jeeran.com/

ل بالديسار

مدونة عمرها سنوات ثلاث، كتب بالديسار فيها (لا يهمني السياسيون، لا يهمني الكبار، لا يهمني العلماء، لا يهمني جنرالات الجيش، لا يهمني زعماء المقاومة، لا يهمني أحد، يهمني فقط الطفل وسط تلك المعادلة الصعبة) وكتب لها (حدثتك عن نجيب وإحسان والسباعي وغيرهم) ممن نحس بأننا يجب أن نقول اننا قرأنا كل ما كتبوا ونعشقهم كما يحس المرء بأنه يجب عليه أن يقول بحب أم كلثوم وعبد الوهاب خشية أن يصنف من ضمن الرعاع وإن لم يكن قد استمتع بهم ولو مرة). لزيارتها:

http://kalemaat.blogspot.com/

الرسم بالكلمات

مرسم أبجديات لنايف أبو صيدة (يرسمها نثراً لحين جمع) كما كتب نايف في قلب مدونته، يطرق بابها من عشق الأدب وأغرته صحبة الحرف. في 2006م سجل حضوره الأول في عالم التدوين (الأدبي).. كتب (عامٌ.. وستٌّ عشرون موتاً) ما بين الكفن الأول من الشهر، إلى الألم العاشر من الكسر.. لزيارتها: http://naifya.blogspot.com/