Culture Magazine Monday  17/03/2008 G Issue 239
تشكيل
الأثنين 9 ,ربيع الاول 1429   العدد  239
 
الحرف غيمة
مها السنان
هل وصل الفن السعودي للعالمية؟

 

 

سؤال طالما تردد في المقابلات والحوارات والمقالات حول التجربة الفردية لفنان أو فنانة أو تجاه الحركة التشكيلية بوصفها العام، ولكن السؤال ذاته يعتريه بعض الغموض في مدلولاته، فماذا نقصد؟ هل نقصد به العمل الفني من حيث عرضه في محافل عالمية؟ أم المقصود به مستوى العمل الفني مقارنة بمستوى فنون العالم؟

فإذا كان المقصود هو السؤال الأول فهو منطقي تماما ولكن نحن مؤاخذون إذا كانت الإجابة لا، ولا أعتقد أنها كذلك على ما نراه من محاولات وجهود مشكورة سواء أكانت من قبل القطاع العام كوزارة الثقافة والإعلام أو وزارة الخارجية، أو من قبل القطاع الخاص حيث تسعى المنظمات والمؤسسات الثقافية أو جامعي الأعمال الفنية أو مسوقيها؟ تسعى هذه الفئة لنشر الفن السعودي، وإن كان الهدف الأساسي تجاريا إلا أنها مرابحة في مشروع تؤطره رغبة وشغف بهذا النتاج الفكري البصري.

ولكن من جهة أخرى هل نال العمل الفني السعودي شهرة كافية كي يتم تداوله في المزادات؟ أو يصل إلى صالات العرض العالمية دون وسيط محلي يدفعه لذلك؟ ربما الوقت ما زال مبكرا لذلك ولكن أعتقد أننا بدأنا المشوار. فإذا كانت فنوننا القديمة تعرض في اللوفر والمتروبوليتان والمتحف البريطاني فلماذا لا نتوقع أن تعرض فنوننا المعاصرة حتى ولو بعد حين.

وعودة لإجابة السؤال الثاني فإذا كنا نقصد بالعالمية مستوى أداء الفنان السعودي، فأعتقد أننا هناك ولكن هذا الرأي يعتمد على أن لكل ثقافة الحق بالتفرد في شكلها وعناصرها دون تبعية لثقافة أخرى، وأن مقارنتها يجب أن تكون مقارنة ذاتية وليست مع الثقافات الأخرى لاختلاف مكونات كل ثقافة مما يجعل النتاج مختلفا ومتميزا ولا يتهم بالتبعية، فلا يمكن اتخاذ مدرسة أو اتجاه أو ثقافة ما كمعيار لقياس مستوى الثقافات الأخرى، فلكل ثقافة خصائصها التي تميزها عن سواها ويجب أن نحترم نتائجها دون وضعها في معيار ذو رؤية محددة بشعب أو ثقافة واحدة.

لذا عالميتنا في فرديتنا وفي انتمائنا وفي تقديم وإعادة تقديم هذه الفردية في صياغة بصرية عالمية اللغة لا باستعارة فنون الغير، ومن خلال أسفاري التي ترافقني فيها مستنسخات من الأعمال الفنية السعودية في جهازي المحمول حين أقوم وبفخر باستعراض الصور أرى ملامح الرضا والسرور على المشاهدين سواء لفنوننا القديمة أو الحديثة ولكن الإعجاب ليس للعمل ذو المظهر التكعيبي أو السريالي أو الواقعي المستمد من منظر أجنبي إنما هو للعمل المحلي سواء أكان بصيغة واقعية أو تجريدية (ونقصد بالتجريدية هنا الأسلوب لا المدرسة الغربية).

وحيث يقال إن التاريخ يعيد نفسه يحضرني الآن حُكم بعض مؤرخي الفن على الأعمال الهلينستية* في أنها تقليد رديء للفن اليوناني حيث لا يقارن الفن الهلينستي اليوم من حيث التقدير بالفن المصري القديم أو السومري أو الفارسي وغيره من الفنون التي احتفظت بموروثها الثقافي مهما بدت حينها وفي نظر معاصريها كفنون بدائية أو متأخرة أو متخلفة عن الفن اليوناني.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال ، أرسل رسالة قصيرة sms تبدأ برقم الكاتب ((7816)) ثم أرسلها إلى الكود 82244

msenan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة