Culture Magazine Monday  17/11/2008 G Issue 261
فضاءات
الأثنين 19 ,ذو القعدة 1429   العدد  261
 

أطروحة: (ثقافة التخلف) ! (6)
عبدالفتاح أبو مدين

 

 

في - 123-، تحت كلمة توطئة، قال عثمان: (في هذا الفصل - الرابع -، ستتخذ الدراسة لنفسها ركيزتين أساسيتين تستند عليهما في النظر إلى كتابات أبو مدين، أولاهما نظرة معرفية تركن إلى ما سبق عرضه في الفصل الأول من تعلمه ودراسته، وكيف أثرت الطريقة التي تلقى تعليمه بها في تحديد رؤاه والبؤرة التي نتجت عن ذلك فأثرت في نظرته إلى النصوص)؛ إلى آخر ما قال.. ولعل عثمان نسي أنه ليس هناك دراسة بالمعنى الحقيقي لشيء اسمه دراسة، ولكنه توجه تلقائي ربما انطلق بحق من إكمالي في مقرر شهادتي الدراسية الابتدائية، تلك الحال هي المحك؛ أي إخفاق النجح في مادة التعبير؛ رغم أني نجحت في كل المواد ما عدا التعبير، وكذلك شاء الله، ليصبح لدي دافع إلى التعلم وإجادة التعبير بشتى السبل؛ تلك الحال كانت السبب إن صح التعبير؛ وكانت المنطلق نحو القراءة والتزود من معطياتها وثمارها، بل كانت شاغلي الشاغل، لأني أدركت أني محتاج إلى زاد لم أنله في الشهور القصار في تحصيلي الدراسي في مدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة، وهي أربعة أشهر في السنة الرابعة وعام دراسي للسنة السادسة، ولعل الغرابة نجاحي في جميع المقرر ما عدا التعبير؛ كل ذلك من تقدير العزيز العليم، لتكون المحصلة الدافع إلى السعي من أجل المعرفة عبر منافذها وأبوابها وسبلها معتمداً على عون الله وحده، بعيداً عن مرتكزات الفصول الدراسية المنتظمة في مراحلها المتعددة في التعليم العام؛ وكذلك الجامعي..

كان عون الله أولاً وآخراً؛ ثم الإرادة؛ بعيداً عن الإخفاق؛ وبعيداً عن التردد واليأس؛ لأكون أو لا أكون؛ ووسائلي الاتكال والاعتماد على الله؛ ثم عزيمة ليس لها حدود..

ويجنح عثمان خلال حديثه الذي علقت عليه عبر السطور الآنفة، يردد حالي الفقر والاغتراب في حياتي يومئذ..

والحق أقول إنهما لم يثبطا عزيمتي أبداً، بل كانا دافعين قويين لي لأتعلم وأقرأ وأعيش كحال لداتي، بل الكثيرين الذين حلّت بهم ظروف صعبة فتجاوزوها، ولسان حالي يردد قول الحق: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}..

ويردد عثمان في ص -124- حديثه المتصل الممتد أو المتمدد أن الصحافة والمذياع هما روافد ثقافتي..

وإني أنقل كلماته المكرورة من منطق سبحه فقال: بينما طرق تعلمه أو آثار الصحافة (من خلال قراءاته المستمرة للصحف، وكتاباته المزمنة في الصحافة) من ناحية أخرى، لا يمكن إلا أن يكونا سائرين في كامل خطابه النقدي وغير النقدي)..

وأقول لا شيء من ذلك يستحق الذكر، وأجدد القول إن علاقتي بالمذياع نادرة، وإن الصحافة هي وسيلة تثقيف للعامة، ولعل عثمان لا يعي هذا المعنى، وأساله: من قال إن المذياع والصحافة وسيلتا تثقيف - للناقد -؟ أجبني بربك من علمك أو قال لك ذلك؟ وأنا أستطيع أن أقطع أن الحكم من عندك، ولو وقف عليه مشرف رسالتك أو مناقشوك إن صح أن أحداً ناقشك؛ وهو من أجاز ما قدمت لصححوا لك تعبيرك؛ وضحكت من قولك: (وكتاباته المزمنة)، لأن كلمة - مزمنة - تعبير ركيك، وأنت تعبر فيما قدمت من خلال جامعة عدّت في إحصاءات الجامعات المتفوقة في العالم، والمنتمي إليها وإلى أمثالها ينبغي أن تكون درجاته التفوق والتميز؛ فأين أنت من ذلك؟ وأنا مكره أن أعيد وأزيد معك بين فصل وفصل، بل عبر صفحات متصلة! وها هو في ص -126-، يعيد القول عن دراستي مع الأستاذ عارف رحمه الله؛ وعبر الصحافة، فقال: (أشرف على تدريسه محمود عارف ففي كلٍ كان يعتمد على الحفظ طريقة للتعلم) وقلت وأعدت أن صحبتي التعليمية لأستاذي العارف كانت قصيرة جداً وليس ثم شيء اسمه حفظ كما يخرّف عثمان! فمن هو الذي يقرأ نثر المنفلوطي أو غيره ويحفظه ليكون كاتباً أو أديباً؟ ويردد عثمان مثل من عقله في أذنيه؛ فيقول في آخر الصفحة نفسها: (كما أن استماعه المتواصل للمذياع بهدف معرفي صرف، كان من ضمن الشفاهية لديه)..

وهذا التوكيد الذي يسوقه عثمان بلا دليل، وحتى لو كان مزامناً لي وقريباً مني، ربما يقال إنه عايش إن صح ما قال! غير أن الدليل مبدأ أساس فيما يقال؛ لكن أحكام عثمان الجزافية المكرورة لا قيمة لها ولا يقولها جامعي أتقن درسه كما ينبغي وإنه يعيب علىَّ أشياء وآراه يمارس ما هو أردأ منها! وأجدد القول والتوكيد، والنحويون يقولون: المؤكد لا يؤكد..

أقول إلى ما شاء الله، إن علاقتي بالمذياع كانت محدودة جداً، تركزت على أحاديث طه حسين لفترة قصيرة، ثم بعض الأحاديث الأدبية عبر الإذاعة السعودية في بدء انطلاقتها قبل أكثر من نصف قرن..

وفي هامش الصفحة التي أنا بصددها، كتب عثمان أنني أستمع إلى المذياع، وقال عثمان: وقد يدون بعض ما يسمعه ليحفظه)..

وأعيد القول بأن النثر عبر الاستماع؛ ليس من السهل نقل ما أستمع إليه لأني لم أدرس الاختزال..

والصحيح أنني كنت أطالع مقالات الكتاب، وأتخير ما يلائمني ويعجبني، ولست أطالع كل ما ينشرو أجد، ولا أستمع كل ما يذاع، وأحسب أن غيري كذلك! وأتوقف عند ص -131-..

قال عثمان عن إعجابي بالدكتور طه حسين: (وواضح هنا إلى أي مدى كان أبو مدين معجباً بطه حسين، ولعل السبب في تداعي الألفاظ بذلك الشكل، يعود إلى أن التلقي الشفاهي يختلف عن التلقي الكتابي لأنه عالم لا وجود للكلمات فيه، بل مجرد أصوات وحسب)..

وحين أنقل عن الأستاذ العميد، فأنا أدرك أنني لا أتحدث من فراغ...

ويبدو أن ما قاله صاحب الأطروحة كلاماً ليملأ به أو يضيفه إلى وريقاته المتواضعة، وأعيد القول إنه قد أخطأ حين اتخذني مصدراً لرسالته! وما قاله عثمان تأويل فاسد واستنتاج فارغ من المحتوى، ذلك أن استشهاداتي بأقوال الدكتور مرده التلقي القرائي؛ فأنا طالعت العديد من كتب الأستاذ العميد؛ وما زلت أرجع إليها إلى اليوم بين الحنين والحين؛ لأقرأ المزيد من كتاباته، وعبر كلمات وجمل ترد من خلال ما أسمع، وذلك حين أكتبها وقت سماعها لضبط النص في استشهاداتي بطه حسين، ولا أحد عاقل يستطيع أن يقول إن مؤلفاً أصدر أكثر من أربعين كتاباً تحدث بها كلها عبر المذياع والمحاضرات في الجامعة، وأن أبا مدين سمعها ووعاها..

صحيح إن كل كتبه أملاها على من رصدها، ولم أكن أنا كاتبه ولم أحضر إملاءاتها، وحين يرد عثمان كل أحاديثي عن الأستاذ العميد إلى التلقي الشفاهي وأنها مجموعة أصوات كما قال، فأعلن أنني لا أملك تلك الموهبة التي عند أبي العلاء المعري وعند طه حسين)..

وأقول إن هذا فهم مغلوط، ذلك أن الأحاديث الشفاهية سريعة الاختفاء بعامل النسيان؛ أما الشيء المكتوب فإنه باق وباق..

وعجب هذه الاستنتاجات المرتجلة التي تساق وكأنها أحكام مقطوع بصحتها، تولدها أفكاره ليتكئ عليها تبريراً لما يقول وهو لا يملك أي دليل على ذلك؛ وإنما يقوله رجماً بالغيب! وأسأل في مرارة: كيف تقبل رسالة علمية في بنيانها أوهام بلا دليل ولا مرجعية؟ وعهدي بالدارسين الجادين الأقوياء أنهم حراص في كل ما يقولون وينقلون؛ فكيف يقول عثمان ويتوهم أن ما قدم نقل شفاهي، والمعروف أن الدارسين الذين يحتج بهم أصحاب ثقة فيما يسجلون وينقلون ويقدمون إلى الجامعات والكليات ذات الاحترام والسمعة العالية الكريمة..

والصفحة ص -132-، استمرار في قضية الثقافة الشفاهية، كأنه يتحدث عن فاقد للبصر، فقال: ومعنى هذا أن أبو مدين لا يخلو من مثل هذه الظواهر حينما يرتبط بمثل تلك الأجواء الشفاهية من خلال علاقته بالمذياع، أو لأنه عاش الأجواء الشفاهية عند شيخه الذي تعلم القرآن على يديه، أو حتى فيما بعد عند محمود عارف الذي ألزمه بالحفظ)..

ويمضي عثمان يشافه إلى ما لا نهاية، وأمضي معه أصحح له أقواله واستنباطاته الخاطئة والمغلوطة، وأعلن له أن القرآن الذي كنت أتلقاه في طفولتي، كان مكتوباً على لوح من الخشب، وأمحاه بعد الحفظ والتسميع ليكتب لي شيخي رحمه الله آيات أخرى جديدة..

وعجب أن يخرّف عثمان فيقول إن أستاذي محمود عارف رطب الله ثراه كان يلزمني بالحفظ؛ وهل من السهل أن أحفظ صفحة أو اثنتين اليوم لأسمّع ذلك في اليوم التالي؟ والصحيح كما سجلت على نفسي كنت أقرأ نظرياً، وأستاذي يصحح لي أخطائي في قراءة النص مما أقع فيه..

وقال الأستاذ: وهذا يشرح ويوضح ميل أبو مدين إلى الاستشهاد بالأقوال التي يسمعها، أكثر من الكتابات)..

وهذا ليس صحيحاً إلا ما ندر عبر مناسبة أسمع خطيباً فأسارع إلى كتابة كلمات مما أسمع لأستشهد بها نصاً، وما قاله عن (الاستشهاد بالمواد المسموعة أكثر من المواد المقروءة)، وضرب مثلاً بحديث للأستاذ عيسى الناعوري ومقالات محمد الرميح..

وما قاله عثمان مبالغ فيه جداً، والصحيح أنني كنت أستشهد بالمعنى دون النص كما ألقي؛ وكم أتمنى أن تكون لي ذاكرة حافظ مشهور أو أيسر حفظه، وأؤكد أن اتكاء عثمان على هذا الجانب الذي منحني إياه ليس صحيحاً، والحقيقة أنني ضعيف الحفظ وأنني أنسى مثل عباد الله المتوسطي أو ضعاف الذاكرة، ولعل عثمان يصحح الكثير من معلوماته المغلوطة عني ليستقيم ما يبوح به ويعتمد عليه؛ وهو تدحضه الحقيقة والواقع، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه؛ ولو صدقت ما قاله عثمان، فإن رسالته تصبح كلها صحيحة، لا عوج فيها ولا آمت.

إن مذياع عثمان في عنقي ليل نهار، يتحدث إلى وأستمع إليه، مفتوح حتى وأنا أمارس سبل حياتي اليومية وخلال نومي، وكما قيل: (ماكو فكة)..

ها هو حديثه ممتد بشكل يتجاوز العاملين في الإذاعة عبر جميع مواقعهم؛ وأنا أتوقف مع صفحات عثمان المتتابعة والمتتالية؛ ليعلم القارئ الكريم هذا الطرح؛ والمايكروفون صوته لا يعرف التوقف؛ لأن مفاتيحه بيد عثمان، والرجل من السهارى؛ وكذلك طوال يومه لا يكل ولا يمل؛ فهنيئاً له بهذه القدرة الخارقة، ولعلها تمتد وتتمدد حين يشرع في إعداد رسالة الدكتوراه، وليصبر القارئ على هذا - العك -، وأنا صابر أكثر، وإني مكره أن أمضي معه دفاعاً عن نفسي، وصاحبنا يحصي بالأرقام نسب سماعي الإذاعي، ويعيد القول عن عيسى الناعوري في صفحة جديدة هي -133-؛ وأرجو الله العون على ذلك! قال: لأن المذياع يشكل لأبومدين ما لا يشكله لكثير من الناس، فهو منهله الأول الذي تعرف من خلاله على عميد الأدب العربي، بل أفاد منه في التعرف على العديد من أدب ونقد طه حسين على وجه التخصيص، ولا يتفرد أبو مدين في الإعجاب بالمذياع فقد كان في تلك الفترة، بل ما زال حتى مع وجود وسائل منافسة له، تبرز أهمية المذياع عند أبو مدين وتتضح في المشاركة في برامجه بشكل مختلف)، إلى آخر ما قال..

وتذكرني حال ربطي بالمذياع بلا هوادة ولا لحظات يأخذ فيها المرء أنفاسه، تذكرني بأني مرة سألت أديب العربية الكبير عباس محمود العقاد رحمه الله عن أديب له مؤلفات كثيرة، فكان جواب العقاد: (واخذ مسهل)، كذلك حال عثمان مع المذياع مما يدعو إلى طلب منحه جوائز من الإذاعات العربية والأجنبية التي تبث بكل اللغات تقديراً لهذا الارتباط الوثيق الذي لا انفصام له، وأعلن وقد طال الحديث خاصة عن ربطي به شئت أم أبيت، أعلن التوقف عن ذكره، وكما قالت العرب: (بلغ السيل الزبى)..

فإذا كنت قد تحدثت عن المذياع وقتاً ما عبر كتاباتي، فإن جعل المذياع مرجعية لثقافتي غير صحيح البتة؛ لأنه من العسير أن يجعل لي مرجعية محققة، لوقوع الاختلال بما سأنقل وأقول..! وليسمح لي الأخ عثمان أن أقول إنه يخرّف، وأنا أستثني إذاعة الكتاب العزيز فهذه نعم: وذلك شرف واعتزاز سماع كلام الله وتدبره وتأمله؛ وهذه الإذاعة ليست بعيدة البدء، فوقت بثها قريب..

فالحمد لله على فضله الذي لا يحصى ولا يستقصى؛ غير أني لست أتابعها ليل نهار..

ويعلق الجرس عثمان حين يجد صلتي بالدكتور طه حسين في ص: -135-، فقال: (أضف إلى ذلك الزيارة المشهورة التي قام بها طه حسين إلى السعودية وحين ذاك كان أبو مدين -صحفياً- فحضر المؤتمر)..

والحق أني يومها لم أكن صحافياً، لكني كنت أحاول الكتابة الأدبية والنقدية، وممارسة الصحافة كانت لاحقة بدءاً من صدور الأضواء، بعد ذلك بأكثر من عامين، والأستاذ عثمان ممعن في خلط الأوراق، ولا (يجمّع)، كما يقول إخواننا المصريون..

وقال لا فض فوه: في تقوية الرابطة الوجدانية عند أبو مدين تجاه طه حسين بشكل أعمق، ومن آثار تعميقها ظهور ما يلاحظ على أبو مدين من رؤيته لنفسه على أنه شبيه بطه حسين في بعض صفاته)..

وعثمان يربط ذلك بمسألة الاستطراد الذي يجري على قلمي، فقلت إنه عدوى الأستاذ العميد، وطه حسين نفسه أعلن بأن هذه العدوى جاءته من الأستاذ المازني، فهل طه حسين يرى نفسه أنه شبيه بالمازني؟ إني أعوذ بالله من هذا الافتراء، وحتى لو ارتديت أرقى روب لأكبر شهادة علمية فلن يخامرني شيء من هذا الغرور..

وأقول: كلا! فإن هذا الزعم لم يخطر لي على بال ولا من خلال حلم، لا من قريب ولا من بعيد؛ فأين الثرى من الثريا كما يقال، إن ما تفضل به الأستاذ الجامعي وهم وافتراء..

وكوني أستطرد في بعض ما أكتب؛ فليس هذا مقياساً للتشبه، وإنما هو الإعجاب..

وكلام عثمان عبث وسذاجة، وأنا أعتز بتلك العدوى التي أحببتها، لأنها تجعلني قلقاً حتى أنجز مسؤولياتي، فالأستاذ العميد كان يردد أنه - لا يريح ولا يستريح -، وهذا القلق نعمة، أما الخمول فهو مرض معطّل..

ورفاقي في النادي بدءاً من أخي الدكتور الغذامي أدركوا ذلك القلق؛ وقبل النادي كنت قلقاً، ولعل مرد ذلك الحرص على أداء أعمالي وعدم إرجاء عمل اليوم للغد، وأكرر القول بأن هذا القلق نعمة من المنعم سبحانه وتعالى، فالحمد لله على ذلك، وإني أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ومن الذين أصيبوا بمرض الكبر، فالكبرياء لله وحده، وربما لست في حاجة أن أردد على سمعه المثل العربي المشهور: (رمتني بدائها وانسلت)، كفانا الله داء الغرور ووباءه..

..يتبع

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «5013» ثم أرسلها إلى الكود 82244

جدة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة