Culture Magazine Monday  19/05/2008 G Issue 248
فضاءات
الأثنين 14 ,جمادى الاولى 1429   العدد  248
 
يا قلب هل فيك متسع..؟!
سارة الزنيدي

 

 

كان يتحدث عن مقاطع.. لا أدري عن أي مقاطع يتحدث.. إني مصدومة باللحظة.. أتلمس وجهي وأحاول الارتباط بالأشياء المهملة.. بدأت الأصوات المفتعلة تصل مجال إدراكي.. شعورٌ جديد.. حياة أخرى وأنا مازلت مشدوهة بإحساس الغربة التي جربتها كثيراً معه!

اغرس بذرة صغيرة في ذكرياتي كي أحاول الربط ما بين الحاضر والماضي... لأكتشف بأن بذرتي مزروعة وسط أرض متشققة لم يسعفها الوقت لتكوين جذور!!

ابحث عن الوجود حيث الأنا وأعود محملة ببقايا أحلام.. تسرقني ملامحه السمراء!!

فهي تعطي انطباعات عديدة تنتابني راحة كبيرة خاصة حينما أشاهد تلك الابتسامة التي تعتلي شفتيه وترسم ملامح أخرى لتبدل تعابير الرجولة القاسية في وجهه إلى شيء آخر اقرب إلى الطفولة..!

أشعر براحة عميقة..

اصمت بهدوء لأستمع لأحاديثه التي دائماً تنتهي فجأة، ينتابني الشعور بالزهو والفخر لأنني بقربه.. أجد البهجة في كل شيء حتى في الأشياء التي كانت تثير سخطي..!

استمتع بحديثي معه وكأني أمد يدي إلى قاع قلبه والتقط فقاقيع الكلام ثم أجمعها في قبضتي لأرى البهجة تلون الحروف جميعها لقاؤنا شيء جميل يرقص في سماء الأبدية يجعلني أستمد السعادة وأرقص على حدود الزمن لأحول كل الأيام إلى أعياد..!

تطير الفراشات من شعري وتتسلقني الأغصان الخضراء وأسبح في عينيه!

ولكن سرعان ما تتملكني تلك الصحوة التي ما تزال تحفر الخنادق في عقلي لتثير أوجاع الصمت.. استيقظ من جميع أحلامي وارتمي خلف أسوار النجاة ويقذفني الشك ليتلقفني اليقين..!

إني أغامر بحياة محكومة بعوامل زمنية محددة والوقت الافتراضي لكل شيء انتهى هو كالطير يحلق في حياتي يقف على قلبي بقدم واحدة فقط ليضرب جناحيه ويسحب معهما خصلات من شعري انظر إليه وهو يختفي عن سمائي يختفي ويختفي خلف سحب المدن السوداء وأنا تلك المشدوهة بألم الموقف وانقباض الفقد كاليدين حول عنقي هو الكبرياء يطوقني في حال اشتياقي له ليحبس عني مجرى تنفس عطره.. افترش ذكرياتي معه، أتلحف حنينه وتحلق روحي مع أول نفثة من تبغه، هو لي كل العالم وأنا التي أمثل الرقم الإحصائي لكل ما سبق..!

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة