Culture Magazine Monday  19/05/2008 G Issue 248
نصوص
الأثنين 14 ,جمادى الاولى 1429   العدد  248
 
قصة قصيرة
كف الحلاقة
علي بن حسين الزهراني

 

 

ارتشف كوب الشاي الذي زينته وريقات النعناع، أومأت زوجته برأسها وهو متأمل في امتداد أطراف أصابعه في فروة رأسه الأشعث الأغبر، نفضت ثوبها ورعشت بيديها كثيراً وهو حائر في ترهاته وتفكير نمط حياته، عندها واجهته وصفعته بكلمات ربما أحدث شيئاً في نفسه فحرك جسمه المتهالك قليلاً ثم غرز بأصابعه في مجرى لحيته.. نعم.. ماذا قلت؟! ردت زوجته... الذي سمعته! بدأ يمارس لعبته الصباحية مع كوبه ورأسه.. ولكن ليس ككل المرات السابقة بعد هنيهات رمى الكوب جانباً حتى سمعت بقايا جذاذة أغلق باب البيت وهو يردد كلمات تلعثمت في فمه جثت الزوجة على الأرض تندب حظها العاثر.. ضغط برجله على مكابح سيارته فجأة أثارته عبارة كتب عليها (كف الحلاقة قبل الحلاقة) بدأ يفرك عينيه ثم يندهش من تكرار تلك العبارة؟! أجبره فضوله على دخول المحل، وجد عدداً لا بأس به في الانتظار كلما حاول السؤال لا أحد يجيب؟! حتى مل فحصل تدافع مما أغضب الجميع حتى خرج الحلاق في أحسن صورة ولكن تفوح من جسده روائح كريهة أزكمت الأنوف قائلاً: لِمَ كل هذا الضجيج؟! اطمئنوا كل سوف ينال كف الحلاقة ولكن كما قلت لكم بعد الحلاقة، ضحك الجميع في اندهاش منه!! ورأى بأم عينيه ابتداء من عملية الكف ثم ممارسة الحلق لم يبق الحلاق من الشعر شيئاً!! تلك العملية زلزلته أحدثت في كيانه هزة حتى أتى دوره فلما أحس ارتفاع يد الحلاق عاليا حتى صرخ قائلاً: يبقى شعري هكذا ولا أن يمارس بيدي هذا الحلاق عبثه، حاول جر ما استطاع معه ولكن دون فائدة؟! رجع إلى بيته الصاخب وزوجته الثائرة وإلى عادته كل صباح محتملاً كلماتها وصابراً على ما أصابه.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة