Culture Magazine Monday  20/10/2008 G Issue 257
الثالثة
الأثنين 21 ,شوال 1429   العدد  257
 

أدونيس من الجزائر:
المثقفون العرب يحتقرون جماهيرهم

 

 

الثقافية- محمود أبو بكر:

أكد الشاعر العربي علي أحمد سعيد المعروف بأدونيس أن التجربة السياسية والثقافية العربية إلى غاية منتصف القرن العشرين، أظهرت أن المثقفين العرب كانوا يحتقرون جماهيرهم.

وقال أدونيس في المحاضرة التي ألقاها أمس بالمكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة تحت عنوان (نحو ممانعة جذرية وشاملة) إن المثقف العربي يميل نحو عدم الكلام عن الماضي، بحجة أنه يستفز الجماهير، ويغضبها.. مؤكدا أن (هذا خطأ معرفي وأخلاقي في نفس الوقت).

وأضاف أدونيس، الذي لم ينف وجود طاقات فكرية عربية: (إلا أنها لم تلامس النواة التي تنهض عليها الثقافة العربية وهي الثقافة الدينية منفصلة عن السلطة).

واستطرد الشاعر السوري الشهير قائلاً: (إن أزمة المسلمين اليوم ليست مسألة إيمان بل أزمة قراءة)، وهو ينتقد غياب مفكر واحد في الكم الهائل من المسلمين عبر العالم، يتجرأ لتقديم قراءة جديدة للنص.

وحاول أدونيس أن يشرح مفهوم موضوع محاضرته (نحو ممانعة جذرية وشاملة)، حيث قال إنه عندما يتكلم عن الإسلام والدين بشكل عام، فهو لا يقصد إلا النظام والمؤسسة: (أما الدين، فمن حق كل إنسان أن يكون حرا في معتقده)، ليخلص إلى نتيجة عامة رفع شعارها قائلا: (فأنا جزء من هذا الإثم العربي الكبير.. الذي هو التخلف).

وعاد المحاضر إلى الجذور التاريخية للممانعة العربية، منذ أواخر القرن 19، والمراحل التي بلغتها في بداية القرن العشرين، حيث كانت ممانعة سياسية وفكرية وشكلت نوعا من الامتداد لحركات الممانعة في القرنين 13 و14، إلا أنه سجل وجود جماعات وصلت إلى السلطة، باسم الممانعة، ومارست القمع على ما كانت تمانعه من قبل. مستشهدا في هذا السياق، بالقوى العلمانية التي وصلت إلى السلطة، باسم الممانعة عن الهيمنة البرجوازية. وقال بخصوص هذه المسألة: (لكن النتيجة هي مزيد من التدهور والتخلف والسقوط في العنف.. كان أسلوبها الإرهاب).

في رده على علاقة الممانعة بأشكال المقاومة في بعض الدول العربية، أجاب أدونيس، بخصوص حركة حماس: (اعتقد أن لها وضعا خاصا داخل فلسطين، لا أفهمه كثيرا، لكن حزب الله في لبنان، ونظرا لمعرفتي بالبلد وعلاقتي الوثيقة ببعض مناصري الحزب، أنا أميز فيه وجهين، وجه المناضل الذي أنا معه، ووجه المتدين الذي سأكون ضده لو وقفت معه..).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة