Culture Magazine Monday  21/04/2008 G Issue 244
تشكيل
الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1429   العدد  244
 

وميض
منتدى القطيف التشكيلي
عبد الرحمن السليمان

 

 

تعرفت على أعمال بعض التشكيليات في القطيف منذ حضورهن في الأنشطة التشكيلية المقامة في المنطقة الشرقية ولم يكن المعرض الشخصي الأول لحميدة السنان، وهي من فنانات القطيف التشكيليات إلا انطلاقة مبكرة لنشاط شخصي نسائي تحت رعاية جهة وقفت مشجعة الرسامة كما هو الرسام، وعندما ظهرت جماعة الفنون التشكيلية بمركز الخدمة الاجتماعية في القطيف كانت الرسامة هي الأخرى حاضرة بجانب زميلها الرسام وكان المستوى محكوماً بسبق الرجل وخبراته في الساحة واحتكاكه بالأنشطة المحلية، أو الخارجية. هذا التفعيل لنشاط الجماعة لم يكن إلا حافزاً لنشاط أكثر وحيوية ليتأسس بعد ثلاثة أعوام المنتدى النسائي لجماعة الفن التشكيلي الذي تراوح بين أكثر من تسمية تعني تجمعاً تشكيلياً نسوياً كانت بوادره منذ الثمانينات الميلادية.

عندما نطلع على المعرض الأول للمنتدى أو الثاني فسنلاحظ العدد الكبير للمشاركات وهو بالتأكيد يأخذ منحى التشجيع واستقطاب الموهوبات من جهة وتطوير مستوى العضوات من جهة أخرى ولعل الدورات التي أقامها المنتدى أو الأنشطة المنبرية أو الورش الفنية أسهمت في تنمية وتحقيق تثقيف المنتسبات للمنتدى ومنحهن مزيداً من المعرفة الفنية والثقافية، لا شك أننا أمام سعي لتحقيق إسهام في دفع العمل التشكيلي إلى الإمام وإظهار الرغبة للعمل بما يدعم وجود الفنانة التشكيلية وتأثيرها في تنمية الحس الفني والمشاركة الفنية مع فئات المجتمع.

اطلعت على نماذج من أعمال معرض يتم التحضير لإقامته يختص بالتشكيليات في المنتدى التشكيلي النسائي بالقطيف ووجدت أسماء بعضها بالنسبة لي جديدة.

فغادة الحسن لها مشاركات قليلة لكنها - في الأخيرة - لافتة، هذه الأعمال التي قدمت غادة تحولت سريعاً إلى استعارات تراثية من خلال مقاطع من أبواب وزخارف وألوان تعود في بعضها إلى تجارب سابقة، أرى أن الأعمال الأسبق تجارب نابضة بما هو إنساني مع قدراتها الفنية في إيجاد علاقة رمزية ما بين العنصر ومحيطه؟ هذه الفنانة حصلت في معرض التشكيليات السعوديات الرابع (الأخير) على جائزة متقدمة.

إيمان الجشي تشكيلية نشطة أقامت أكثر من عرض فردي ولم تزل تحافظ على اهتماماتها في توظيف المفردة الشعبية ومعها بدت ألوانها أكثر زهواً وهي في هذا السياق تسعى باحثة عن ما يميزها، ففي بعض الأعمال الأحدث لوّنت بعض أجزاء لوحتها بحس انطباعي فضاءً لقطعة قماش أو لوحدة زخرفية ملصقة على اللوحة.

تقابلها في الاستعارة التراثية زهراء العلوي لكن الأخيرة تشتغل على عملها بأناة وحرص، وتعيدنا مهدية آل طالب إلى أجوائها السابقة وهي تستوحي من خيالاتها أشكالاً وهيئات إنسانية بل وتضيف كائنات بحرية، في أعمالها النحتية أو التصويرية.

سناء الحمادي مع أجادتها محاكاة الطبية فإن ميلاً إلى حالة تعبير تتضح في بعض التجارب وهي مثل بعض زميلاتها تتأثر بمشاهداتها القريبة من بعض الفنانات، وتحافظ عواطف آل صفوان على صيغة تنتهجها في أعمال طباعية سابقة، لا تخلو لوحتها من هيئات إنسانية أو أجساد أو مقاطع منها وهي في حرصها على بعض التفصيلات تذكرنا بالنمنمة الشرقية مع اختلاف الصيغة.

خلود آل سالم التي أطلقت قبل أكثر من عام معرضها الشخصي الأول لم تزل تحافظ على مكتسبات التجربة الأخيرة وكانت لافتة في رسم علاقة جديدة باللون والشكل الذي تجرد إلى مساحات وتلوينات زاهية، أما عصمت المهندس فأراها تتجه إلى توظيف عناصر جديدة وخامات تساعد على تحقيق أفكارها الفنية، أما الفنانة التشكيلية (المصرية) سهير الجوهري وهي التي أشرفت على دورات تدريبية للموهوبات ضمن برامج اللجنة النسوية أو المنتدى، فإنها تضيف بمشاركاتها دعماً معنوياً وفنياً للمعرض وللدارسات على يديها منذ الثمانينات في القطيف.

هذا المعرض المنتظر، الذي قدر لي مشاهدة بعض نماذجه وأسمائه قد يمثل تواصلاً مع ساحة استهلتها سوسن الحمالي بمعرض كان لافتاً، ومثيراً للحديث بعد مشاركاتها المتباعدة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة