Culture Magazine Monday  21/04/2008 G Issue 244
الثالثة
الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1429   العدد  244
 
روائيون ينتقدون تلقي النقاد السطحي للرواية
النقاد حولوا الرواية السعودية إلى مناسبة للترويج لمشروعاتهم النقدية

 

 
* الثقافية: عبدالله السمطي:

كيف تعامل النقد الأدبي مع ظاهرة الرواية السعودية؟ وما أبرز ملامح أداء النقاد السعوديين مع هذا الفن السردي الذي يشكل اليوم ديواناً للحياة المعاصرة في المملكة؟ وكيف تعاملوا مع هذه الظاهرة نقدياً ومنهجياً؟

لقد وصفت الظاهرة إعلامياً بأنها (تسونامي) الرواية السعودية، ورصد بعض الباحثين معدل إصداراتها بما يربو على 50 رواية سنوياً، وهو معدل كبير جداً وغير مسبوق لم يشهده الأدب السعودي من قبل.

في ظل هذا الزخم الروائي لم يصدر سوى كتابين نقديين هما: (رجع البصر) للدكتور حسن النعمي، وكتاب حديث للباحث الشاب سامي جريدي بعنوان: (الرواية النسائية).. فما هي صورة وأصداء هذا الأداء النقدي لدى الروائيين السعوديين، هل جاء بمستوى النتاج الروائي السعودي، وبمستوى هذا الزخم الذي أحدثته الرواية في المشهد الأدبي السعودي؟.. يتحدث الروائي إبراهيم

الناصر الحميدان أحد رواد الرواية

السعودية فيرى أنه لا يوجد في الحقيقة نقد يستحق، فالنقد لا يواكب الإنتاج الأدبي بوجه عام، والإنتاج الروائي بوجه خاص، لا يزال النقد الأدبي متخلفاً عن الإنتاج الروائي، فالنقد عندنا لم يتعامل مع الظاهرة الروائية بشكل علمي موضوعي. وبالنسبة لي لم يكتب عني أي أحد من النقاد المعروفين شيئاً يستحق الذكر.

ويؤكد الروائي أحمد الدويحي على أنه لا يوجد أحد تناول أعمالي بشكل أكاديمي من الأسماء النقدية المطروحة المعروفة، لكن هناك كثيرا من الطلاب في الجامعات يشتغلون على نصوصي. أما هؤلاء الكبار المعروفون لا أنتظر منهم شيئا كثيرا، وأشك في أنهم يستطيعون أن يقتربوا من عوالم الكتابة الجديدة.

ويضيف الدويحي: أنا أطالع كتابات للدكتور عبدالله الغذامي، وأشعر أن فيما كتبه عن الروايات الصادرة مثل: (بنات الرياض) لرجاء الصانع، وما قبلها (سقف الكفاية) للكاتب محمد حسن علوان كان يروج لمشروعه النقدي، وهي الجناية نفسها التي ارتكبها هو وهؤلاء النقاد المطروحون مع القصيدة الحديثة في المملكة: الترويج لمشروعاتهم النقدية.

ويستطرد الدويحي صاحب رواية: (مدن الدخان): إنني أحمد الله على أنهم لم يتناولوا رواياتي بالنقد، لأن من قرأوا الرواية السعودية منهم يقومون بلي عنق النص لصالح قضية المرأة في (نجد) تحديداً، وكأنها امتداد لطروحات القصيدة (الأنثى) والمرأة واللغة، وكان الدكتور الغذامي قد اختار روايتي: (سقف الكفاية) لمحمد حسن علوان و(بنات الرياض) لرجاء الصانع لتكريس نظرته لقضايا المجتمع.

وهنا أقول: إن من يكرس قضية المرأة في النص الروائي السعودي هو واهم، فأنت حين تطوع الفن، أو تجعله خطابات مضمرة لقضايا اجتماعية بعيداً عن الفن بوصفه عاطفة إنسانية نبيلة للمتعة أو الفائدة تقوم بعمل بعيد عن الفن والنقد معاً، فهؤلاء النقاد يحولون الكتابة الفنية إلى منشور يريدونه هم، طبعاً ليس كل النقاد، فالدكتور معجب الزهراني في رأيي أكثر تنويرية من الدكتور الغذامي.. فالدكتور الغذامي يجتر موجة وراء موجة مقولات تجاوزها الزمن، لو أنه مفكر كبير لكان أول من وجه سهامه لهذا الواقع. لكن ولكي لا تكون الصورة ضبابية -والكلام لا يزال للدويحي-، أجد أن في ملتقى الرواية الذي عقد بالباحة منذ عدة أشهر كان هناك جيل جديد من النقاد بدأ يطرح رأيه، ويقترب من نقد العالم الفني برؤية حديثة دون إسقاط حمولات خارجية، ودون أن يضمر خطابات ليست لها علاقة بالنص الأدبي.

في رأيي أن المسألة لا تتعلق بالنسبة لقضايا المرأة بقيادة المرأة للسيارة، فأنت لو ابتعدت مسافة 30 كيلو خارج الرياض ستجد المرأة البدوية تقود السيارة، لكن هؤلاء الذين يناقشون قضايا المرأة من خلال الرواية جبناء، ويضعون قضية ما بين الحلم والواقع، ولا يناقشون فنيات العمل الروائي.. فهذه الخطابات النقدية أرفضها حتى أموت.

ويشير الروائي إبراهيم شحبي إلى أن النقد الأكاديمي قد تعامل مع الرواية السعودية بشكل صحفي باهت، لا يرقى إلى حالة الزخم التي تشهدها هذه الرواية. ولفت شحبي إلى أن النقد السعودي تعامل مع الرواية بشكل سطحي، ولا يوجد ناقد تناول فنيات الرواية إلا في كتابات نادرة لعالي القرشي ومحمد العباس، وسوى ذلك لا توجد أي دراسات نقدية منهجية عن الرواية.

أما الناقد والأكاديمي د. منصور

الحازمي فيربط بين الرواية والسيرة

الذاتية ويرى أن كثرة الروايات في بلادنا ظاهرة غريبة، والسيرة الذاتية أصبحت الآن ظاهرة مرضية.

وأضاف الحازمي موضحاً: كنت قد اعتبرت في لقاء الأديب عبدالرحمن السدحان في خميسية الجاسر مؤخرا أن الرواية السعودية عبارة عن سير ذاتية لا روايات، فالرواية السعودية التي تكتب اليوم هي سيرة ذاتية، كما نرى عند رجاء عالم، وصبا الحرز، ورجاء الصانع وغيرهن. لم تعد القضية أن يكتب الرواية رجل أو امرأة، والرواية لم تعد هي الرواية الفنية القديمة التي كنا نفرح بصدورها وقراءتها، فنجيب محفوظ مثلاً كان يكتب عن تجربة، ولم تكن تظهر النواحي الشخصية بشكل واضح، لكن في الرواية اليوم تداخل الشخصي بالرواية.

إن كثرة الأعمال الروائية لا تدل على النوعية، ومن الصعب نقدياً أن تتابع كل شيء.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة