Culture Magazine Monday  26/05/2008 G Issue 249
الملف
الأثنين 21 ,جمادى الاولى 1429   العدد  249
 

ابن بار بوطنه
د.سعيد أبو عالي*

 

 

التقيت معالي الدكتور محمد عبده يماني لأول مرة في شهر شوال عام 1395هـ، وكنت يومها عائداً من أمريكا ومعي شهادة الدكتوراه. كان معاليه مديراً لجامعة الملك عبدالعزيز، وكانت الكليات بمكة المكرمة تتبع الجامعة تحت مسمى (شطر الجامعة بمكة المكرمة).

سمعت عنه قبل لقائي به أنه خريج جامعة بريطانية، وأنه عمل أستاذا بجامعة الملك سعود، ثم في وزارة المعارف إلى أن عين مديرا للجامعة، سمعت عنه أيضا أنه من أهالي مكة المكرمة وأنه بار بوالديه، كل ما سمعته عنه شكل معطيات إيجابية. وبالرغم من ذلك دخلت عليه في مكتبه بمكة وأنا متوجس، فكرتنا كانت أنه يعتمد حرفية النظام ولكني عندما سلمت عليه وأخبرته بتخصصي وأني جئت للسلام عليه وتعريفه بنفسي فوجئت بما لم أتوقعه، احتفى بي إلى درجة أني ظننت أنه يبالغ في حسن الاستقبال، طلب إلي الجلوس وتحدث معي فيما يخص النهضة التعليمية وأن البلاد بحاجة إلى جهود أبنائها. قلت له إذن بماذا توجهني لكي أفيد نفسي وبلدي. أجاب أنه (يثق في الشباب السعودي وأنه يشعر بالطمأنينة عندما يراهم في أروقة الجامعة أساتذة وباحثين) ثم قال أرجو أن تبدأ وعندما تحتاج إلي فمرحبا بك هنا في مكتبي بمكة وأرجو أن أراك في جدة ولا تنسى أن بيتي أيضا مفتوح لك ولأمثالك.

عملت معه أقل من عام حيث عين وزيرا للإعلام وغادر الجامعة كنا نرى أن مكانه بالجامعة، ولكن في حديثنا عنه توقعنا له النجاح لأنه (بعد أن عملت معه وبرئاسته) يعتمد تحديد الأهداف للعاملين معه ثم يفوضهم الصلاحيات الكافية للعمل نحو تحقيق الأهداف.

قابلته مرة أخرى في المنطقة الشرقية عندما جاء مرافقا لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وفاجأني في الترحيب بي باسمي. وفي مرة ثالثة وأعتقد أن ذلك كان عام 1406هـ جاء مع معالي الوزير الدكتور عبدالعزيز الخويطر والوزير الدكتور علوي درويش كيال والوزير الدكتور سليمان السليم لزيارة مبنى حكومي جديد لمدرسة ابتدائية في الدمام. كان حريصا على معرفة وظيفة كل غرفة وكل قاعة بالمدرسة، انشرح صدره عندما جال مع مرافقيه بملاعب وحديقة المدرسة.

قابلته مرة رابعة في مدينة بيشة عندما ذهبنا بمعية الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لافتتاح سد بيشة سلما على بعض وطلب إلي زيارته في جدة، زرته في مكتبه في عمارة برج دلة وكان المكتب يعج بأصحاب الحاجات فتراه يطلب لأحدهم القبول للدراسة، ويكتب لآخر لطلب توظيفه، ويهمس في أذن ثالث.. وهكذا.

وأخيرا تقابلنا في مطار جدة وكل منا مسافر إلى جهة معينة.. وتحدثنا وسألته إن كان يذكر زيارته للمدرسة الابتدائية بالدمام فابتسم وقال: كأنه اليوم.

لقد عرفت في محمد عبده يماني ابنا بارا من أبناء وطنه محبا لوالديه، مثابرا على عمله، متواصل العطاء. فهو يحاضر هنا وهناك، وينشر المقالات، ويؤلف الكتب.. والابتسامة لا تفارق محياه.

- الباحة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة