Culture Magazine Monday  26/05/2008 G Issue 249
الملف
الأثنين 21 ,جمادى الاولى 1429   العدد  249
 

رجل المحبة والمواقف
حمد بن عبدالله القاضي

 

 

** بعض الناس يذهبون عن مكانهم لكن تبقى لهم مكانتهم..!

أذكر أنني دونت هذه الكلمة في كتابي عن: (الشيخ حسن آل الشيخ الإنسان الذي لم يرحل)!.

ويستوي هذا البقاء سواء أترك الإنسان (كرسيه) إلى فضاء آخر في هذه الأرض، أو يكون انتقل من ظهر الأرض إلى بطنها.

وأجزم أن العبارة الآنفة الذكر تنطبق على من تحتفي به (الثقافية) في هذا العدد الخاص: معالي الدكتور الفاضل محمد عبده يماني.

إن هذا الرجل أضحى أوفر وأشمل عطاء لدينه ووطنه بعد تحلله من أعباء كرسي الإعلام الذي كثيراً ما يقول لمن يذكره به: (انس هذا وإن عدنا فإنا ظالمون).

د.محمد عبده يماني استطاع أن يوظف وقته ويسخر جاهه وأن يستثمر مكانته وعلمه ومحبة الآخرين له في العديد من قنوات الخير والخدمة العامة والعطاء في البحث والتأليف والكتابة.

إننا نجد د.يماني حاضراً في كثير من مجالات الخير وخدمة المرضى، ومدارات البر، جعل الله ذلك له في موازين أعماله.

تماماً مثلما نلتقيه في ميادين الخدمة العامة: مشاركة في اللجان، وحضوراً في الميدان، ومساهمة في بناء الوطن.

وعندما نحدق في مدارات الحرف والبحث نجده كاتباً في الصحف ومؤلفاً للكتب وبخاصة ما يتعلق بالعناية بشمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم وشيمه ليكون قدوة دائمة لنا ولأجيالنا.

يأتي جانب آخر في شخصية المحتفى به د.محمد عبده يماني، وهو جانب مضيء بل إنه أحد مفردات شخصيته المحبوبة ألا وهو التفاعل مع الآخرين واللطف في الحديث معهم سواء كان عبر حديث شخصي، أو لقاء تلفزيوني.

إنه رجل حاضر بشخصه وحرفه ومشاركاته المستمرة.. ولعل من آخر مشاركاته التي استلطفها قراء صحيفة (الجزيرة) عندما تداخل مع قصيدة صديقه د.غازي القصيبي (قاهرتي)، فكانت مداخلته عبر قصيدة مفاجأة، حث فيها زميله القصيبي على تجنب (ذكر الأغاني والغزل) وكان لكاتب هذه السطور مداخلة نشرتها في زاويتي (جداول) ثم تداخل آخرون وكان لهذه التعقيبات صدى جميل عبر نقاشات مودة على صفحات (الجزيرة) وفي منتديات جدة والرياض، ويبدو أن القراء متعطشون إلى مثل هذه المداولات والكتابات الخفيفة التي تنأى بهم عن هموم السياسة وتنقلهم إلى عوالم اللطافة.

أخيراً نذكر ونشكر بوصفنا أصحاب حرف لمعالي د.محمد عبده يماني عندما كان وزيراً للإعلام وشائجه المتينة مع أهل الكلمة، ورجال الإعلام بل دفاعه وترافعه عندما تحصل منهم أخطاء غير مقصودة، وكان بسماحة وأبوة يتحمل بل ويحمل نفسه هذه الأخطاء لكيلا يصيب صاحب الحرف ضرر.. وأذكر هنا ما حدثني به المرحوم الكاتب المعروف أ.فهد العريفي رحمه الله، حول (موقف شهامة) وقفه معالي د.يماني مع أ.فهد عندما كتب العريفي مقالاً تم فهمه خطأ، فكانت وقفة اليماني معه رائعة وكان المرحوم العريفي ممتناً ومثمناً ل د.يماني احتواءه هذا الخطأ ومنافحته عن العزيز العريفي -عليه رحمة الله- حتى مر الموضوع بسلام.

أخيراً: أدعو معالي أستاذنا الحبيب د.محمد عبده يماني أن يبادر إلى تسجيل ذكرياته فهو رجل خبر الحياة واختبرها وتسنم كثيراً من المناصب وأعطى فيها، فما أحراه أن يقدم تجربته للأجيال عبر كتاب يدون فيها ذكرياته وتجاربه ومواقفه، وإننا لمنتظرون، وإن لم يكتبها فإنا إلى تذكيره عائدون.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة