Culture Magazine Monday  26/05/2008 G Issue 249
تشكيل
الأثنين 21 ,جمادى الاولى 1429   العدد  249
 

وميض
سلوى.. وزهرة
عبد الرحمن السليمان

 

 

تصلني رسائل من موقع إلكتروني هو (سعودي ارت)، الفنانة التشكيلية المتألقة مها السنان لها دور كبير في هذا الجهد الكبير للمجموعة وذلك للتواصل فيما بين الفنانين، وبين الفنانات في المملكة واللاتي يبدين اهتماما بالتواصل في مثل هذه القناة بالإضافة إلى متابعة لاخبار الساحة التشكيلية السعودية، وكان من بين الرسائل الأخيرة التي وصلتني عن معرض الفنانة التشكيلية سلوى الحقيل التي أقامته وربما لم يزل في مكتبة الملك عبدالعزيز فرع المربع بالرياض.

عرفت أعمال هذه الفنانة منذ سنوات من خلال مشاركاتها في معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكانت أعمال ملفتة منذ عرفتها فهي ترسم بكثير من العناية والاهتمام، تتعامل مع الألوان المائية بحب وهذه الخامة قليل من يستخدمها من الفنانين التشكيليين السعوديين او الفنانات، أعمال سلوى الحقيل المائية تبدي رهافة ومواضيعها غالبا تختارها بعناية أراها تتناسب ومعطيات خامتها، وهي مع ذلك ترتبط كثيرا بأماكنها ابتداء بالمظهر الخارجي للمنزل مثلا وليس انتهاء بتفاصيل من داخله، هي تلتقط جزئيات من هذا المكان في هيئته التقليدية او الحديثة وتتعامل مع اختياراتها بعناية ، وسلوى تمثل أحد الاتجاهات الفنية التي ترتبط بالتعبير التلقائي وفق إمكانات فنية تختلف عن غيرها، والتعامل مع المائي قد يكون محدودا وحذرا لكن الفنانة تعيش مع هذه الخامة علاقة تجد نفسها فيها وبالتالي استطاعت ان تحقق النتائج التي عرضتها خلال الاعوام السابقة، نتائج اراها تعبر عن قدرات فنية مازالت قابلة للتواصل. اكثر الاعمال التي شاهدتها للفنانة تحمل مواضيع الطبيعة الصامتة وهي كما اشرت تختارها بعناية وتحرص على تمثيلها مؤكدة على ظلالها واضوائها وعلاقاتها، اتذكر لوحة للفنانة رسمت فيها مصابيح او حاملات إضاءة ومزهريات وفرش(سجادة) ومع تعدد العناصر واختلافاتها الا انها استطاعت التوليف فيما بينها من جهة وان تحقق من خلالها علاقات جمالية ملفتة مع تأكيدها على الجوانب الفنية التي حققت بها وحدة اللوحة وتماسكها ، بالمقابل فان اعمالها التي تتجه الى المباني والتي غالبا ما تتناولها من الخارج يقل عندها الاهتمام بالتفاصيل الا بمتطلبات اللقطة ومع ذلك فالجانب الفطري يبدو اكثر وضوحا في اللوحة مع عنايتها الشديدة بالتمثيل او المحاكاة، ويبدو لي ان الفنانة تميل الى الرسم من صور فوتوغرافية وهو ما تعكسه بعض الاعمال التي شاهدتها، ومع ان هذا المعرض الذي اقامته في الرياض اخيرا يمثل نتاجا قد يكون مشمولا بتجاربها ولنتاج مسيرتها الا اني اعتقد باهميته في حضورها الفني وان يكون الخطوة الاولى للانطلاق على نطاق اوسع.

معرض اخر لفنانة سعودية هي زهرة بوعلي وتقيمه في البحرين بمقر جمعيتها للفنون التشكيلية، ومعرفتي بنتاج الفنانة منذ بدأت الحضور في معارض المنطقة الشرقية، وهي عملت على اكثر من جانب ترسم وتعرض وتقيم دورات للاطفال وتكتب، بالتالي فهي تسهم في الساحة التشكيلية المحلية من اكثر من موقع آخرها عضوية مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، أما أعمالها الفنية وحسب معرفتي فهي ترتبط كثيرا بمكانها الأولي فهي ولدت في الاحساء وانعكست بيئتها ووجوه نسائها في أعمالها التي لونتها بطين المكان وتربته، تتنوع أعمالها بين اكثر من صيغة بينها التعبيري وبينها المجرد، ومعظم هذه الأعمال تنقل حس وشخصية الفنانة، وهي تعاملت مع أعمال الحفر والطباعة وتميزت أيضا في التعبير عن أفكارها وتقنيات عملها.

اهتمت بالوجه الأنثوي في بعض أعمالها كما اهتمت برسم الأيدي النسائية العاملة وهي في تلك الأعمال كانت تتمثل المرأة ابنة بيئتها ومكانها. كان تفاعلها واضحا ومؤثرا في نقل عواطفها و إظهار ارتباطها بوجه نساء كبيرات السن، ووجدت أن مثل تلك الأعمال اكثر تمثيلا لشخصية الفنانة بل إنها تميزت عن كثير ممن تناولوا الوجه بملامحه المحلية، كما كانت أعمالها البيئية الأخرى وأعني التي استوحتها من المحيط البيئي الجديد أو القديم لا تختلف في علاقة الفنانة وتمثيلها الصادق عن مكانها وإنسانها وبالتالي تحقيق شخصيتها الفنية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com الدمام


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة