Culture Magazine Monday  28/01/2008 G Issue 231
فضاءات
الأثنين 20 ,محرم 1429   العدد  231
 

شذرات
الإنسان
د.أحمد البرقاوي

 

 

يسألونك عن الإنسان قل نسَّاء دون وجل أو خجل. ولهذا ينال منه الطمع والجشع والحسد والكره.

أجل يا أبوماضي نسي الإنسان أنه طين حقير فصال تيهاً وعربد. كائن بيولوجي مليء بالرطوبة أنت فترفّع أيها الإنسان متزوداً بالشمس والحكمة والشجاعة، لا بالقتل والجريمة والخسة.

تأمل ذاتك ولا تندهش أمام تلك القرابة بينك وبين حيوانات الأرض، فاسمُ فوقها بذلك العقل الذي يهديك إلى وجود بهي.

تأمل ذاك عبر التاريخ وانظر إلى مسيرة الحروب والعذابات فلن تصل إلا إلى أنك منبع الشر.

أجل الشر مفهوم إنساني، أي حال من حالات الإنسان ولا وجود له في عالم الحيوان أو عالم الجماد.

السباع تأكل فرائسها قتلاً لكي تعيش، والإنسان يقتل بني جنسه لأسباب لا تتعلق أبداً بغريزة البقاء.

هو ذا الشر المطلق الذي ما بعده شر.

يعبد إله الرحمة ويقتل من أجل إله الرحمة، أية مفارقة هذه.

يمتلئ قلبه بالحب ويقتل حباً بالقتل، آه يا عالم الغرائب والعجائب.

أبدع أجمل الكلام وكلمة واحدة كافية لأن تجعل المعركة تستعر بين بني البشر تهرق فيها أرواح بريئة. أي هول أكبر.

يعلن مركزية الإنسان ويفضل الأشياء عليه أي انحدار أكثر. دبج الوصايا ودنسها.

تذكر أيها الإنسان في صحوة ضمير حجم الدنس الذي أنت عليه. واصرخ من هول ما تتذكر.

ترى متى ينتصر الإنسان السامي؟ متى؟

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7307»ثم أرسلها إلى الكود 82244

- دمشق


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة