Culture Magazine Monday  28/01/2008 G Issue 231
تشكيل
الأثنين 20 ,محرم 1429   العدد  231
 
الحرف غيمة
مها السنان
تشكيلة مرة أخرى

 

 

من تابع مقالاتي السابقة ربما قرأ قصة تشكيلة، وهي قصة استشفيتها من خلال ما يردني من اتصالات أو رسائل بريد إلكتروني بل حتى من خلال المحادثات مع الناشئات خلال المعارض والمسابقات، ولكن لم أكن أعلم أن لقصة تشكيلية أثر على المتلقي إلا بعد الرسائل التي تلقيتها إثر نشر المقال، منها من ربطني شخصيا بتشكيلة على مبدأ أنها مستوحاه من تجربة عايشتها شخصيا، وإن كنت أعتقد أن ذلك وارد حيث إن مستوى التقييم الفني قبل التخرج أو بعده مباشرة بل وأحيانا بعد العرض بسنوات يتفاوت حسب خلفية المتلقي التعليمية وإلمامه في هذا المجال بحيث لمست جزءاً مما لمست تشكيلة في بداية العرض، ولكن النقد المتفاوت وارد في محيطنا الثقافي والأكثر ورودا هو المجاملة التي تزيد الطين بله, فحتى وإن كان ضعف المستوى واضحا في بعض الأعمال إلا أن المجاملة تتغلب حين يتم طلب إبداء الرأي حول العمل الفني مما يقودنا إلى عدم قول الحقيقة خوفا على مشاعر ذلك الفنان أو تلك الفنانة الناشئة، وفي ذلك هدم أكثر منه بناء من وجهة نظري، فالسائل في حاجة إلى معرفة مستواه الفني وتشجيعة على تطويره لا إلى تضليله.

وخيبة الأمل التي تعتري بعض هؤلاء الناشئات وإن كانت مهمة للنمو الابداعي إلا أن ردة الفعل حيال النقد البناء يكون متفاوتاً ما بين الإحباط والعزوف عن الممارسة كليا إلى الرغبة في التحدي لاثبات الذات وهو ما قامت به إحدى الزميلات (طالبتي سابقا) التي ذكرت في رسالتها أنها هي تشكيلية ولكنها مع كل الصدمات التي تلقتها إلا أنها لم تحبط بل زادتها تلك الخبرات أصرارا على أن (تكون).

والوضع هنا أكثر أهمية في حال التشكيليين أو التشكيليات الأكبر عمرا أو تجربة، فقد أفرزت حركتنا التشكيلية العديد من من بدأوا ممارسة الفن التشكيلي والعرض في وقت مبكر (للرجال) أو وقت ندرت فيه الأسماء النسائية (للنساء) أو دخلوا متأخرا بجعجعة لا تحمل طحيناً، ولم يكن في الساحة ناقد متمرس أو على الأقل من يستطيع أن يقول كلمة نقد هادفة تجاه المستوى الفني لهؤلاء، مما جعلهم يمارسون العمل والعرض لمدة طويلة أصبح بعدها نقد أعمالهم دون مجاملة أمر فيه الكثير من الصعوبة بل ربما تعرض الناقد للهجوم أو تم اتهامه بشخصنة النقد!، ولا أدل من ذلك من أن العديد منهم لم يحصل على جائزة على مستوى عالمي (حيث إن العديد من المسابقات المحلية خاضعة للمجاملة ولا يمكن حسبانها) كما ن نسبة المبيعات للأعمال الفنية هي دليل آخر على ذلك المستوى.

ختاما؛ تشكيلية هي جزء منا جميعا شئنا أم أبينا، لذا يجب أن نكون ناقدين لأنفسنا قبل الغير، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا).

msenan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة