Culture Magazine Thursday  02/07/2009 G Issue 290
فضاءات
الخميس 09 ,رجب 1430   العدد  290
ثلاجة الموتى..!!
زينب إبراهيم الخضيري

 

لماذا عندما نقترب من الاعتراف بالجميل لكل ما هو حَولنا نَكفّ عن الحديث كالعاصفة التي كفت عن الدوران؟

نحن ممتنون للطبيعة, لبعضنا، ولكل ذرة في الكون، هل نستحضر صنفاً جديداً لعلاقتنا بالأشياء؟ أنت, أنا، هم، غالباً ما نغيب عن المسرّات ونترجل من على صهوة مباهج إنسانيتنا..

هل الإغراق بالسطحية, والتعود على الموجودات هو الذي يجعلها كحق مكتسب لنا دون التفكير بها؟ ليتنا نتعامل مع كل ما حولنا بطريقة المد والجزر, المد يسطر روحه وهيمنته وقدرته, الجزر يعيش لحظاته مراقبا المد متحديا له, هما يعيشان بروح الاختلاف التي تولد تساؤل حب، امتنان، إثارة, وعدم التوقف عن الحركة, لأنه أسوأ مصير ينتظرنا هو انتظار ذبولنا, ك وردة تراقب أوراقها وهي في طريقها للذبول المحتوم..

بخطوات خفيفة راقصة وقفت على شرفات دفء قلوب متعبة وبسيطة, أناس أشعر بهم ويشعرون بي،يعجبني عالمهم الأبيض النقي، وكأنهم يسبحون في بحيرة زرقاء مكسّوة زنابق بيضاء كبياض سريرتهم، أتأمل في وجوههم الموفورة ب حُسن الرِضا, ولكنهم غالبا ما تجتاحهم أزمة من ربو اجتماعي, تهدد قلوبهم المكسوة بأعشاب القناعة المخُضّرة, وتنصب لهم مشنقة على الجدول الأخلاقي،وكأنهم وباء فتّاك.

مَا بال بعض البشر مُغرَقون بتهميش الآخر، أين هي النفس الصديقة غير المتشنجة في تعاملها مع البشر المختلفين وكأنهم عبء يثقل كاهل الوجود بوجودهم، وكالعصارة التي ترسبت في قاع الذهن الموبوء بموازين وقناعات متخلفة منذ زمن القاطرة البخارية, لماذا لا نتعامل مع بعضنا باسترخاء عفوي بعيدا عن التشنج والعنجهية غير المبررة؟!

قواميسنا العقلية بحاجة إلى غربلة وتجديد. الزمن يجذبنا للأمام، بغيرنا بغفلة منا، ولكن عقولنا الواعية تستهجن أن تتنازل عن كبريائها المرسوم على لوحة المجتمع والمظهر الاجتماعي اللامع حد الصقل, لن أطارد إجابات، بل سوف أطارد عقليات تُفرق بين بني البشر المتساوين في الرغبات والنزعات والتفكير ولكن قسطهم من متاع الدنيا قليل..

لماذا لا نستطيع الوقوف في وجه هذا الربو الاجتماعي المثير للاشمئزاز.. هل نحتاج للقاح اجتماعي؟ فالإنسان من شمال الأرض حتى جنوبها هو الإنسان (فكرته واحدة ), إذن لماذا نقسو على بعضنا ونتجاهل صوت الحياة فينا؟ ل نُيمًم وجوهنا شطر الفطرة الإنسانية, لنستنشق أكسجين الحياة النقي بعيدا عن النظر لبعضنا بدونية، وبعيدا عن الأوراق والكتابة والحروف..

لنمارس الإنسانية بكل ما فيها من عفوية فطرية, وتفاصيل جميلة ولفتات بريئة لتشرح لنا الإنسان كما هو بلا أقنعة, ولنبحر في الآخر ونكتشفه كما هو، فلنا القلوب نفسها، ولون دم واحد,وقد تكون قلوب من ننظر لهم بدونية لأسباب ظاهرية أكثر حرارة وعاطفة من قلوبنا الباردة كثلاجة الموتى. تقول زينب: تعبت من الدوران والتنقل بين خطوط طول الأمل, ودوائر عرض السعادة.

Zienab777@yahoo.com الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة