Culture Magazine Monday  05/01/2009 G Issue 265
شعر
الأثنين 8 ,محرم 1430   العدد  265
قصة قصيرة
نداء
سعاد فهد السعيد

 

- منظر في إضاءة خافتة-

- (ماما)

تسمّرت في مكانها في الطّرقة المؤدّية إلى فناء البيت، استدارت ببطء ونظرتْ إلى البرواز المعلّق في الصّالة في مواجهة الطّرقة، واستعاذت من الشّيطان..

- منظر في إضاءة ساطعة-

ركبت السّيّارة الواقفة في فناء المنزل، أدار السّائق الّذي ينتظرها داخل السّيّارة المفتاح، وخرجت السّيّارة من الباب الحديديّ المخصّص لها. المسافة من البيت إلى العمل في السّاعة السّابعة صباحا تبدو مملّة وطويلة؛ مزدحمة بالموظّفين والطّلبة؛ هذا اليوم لم تر طوابير السّيّارات ولم تسمع ضوضاء الصّباح شاردة في الصّوت الّذي سمعته، نشط الحنين الخامل في أعماقها وبدأ يتحرّك وينتشر في جميع خلايا جسمها، سنة كاملة لم تسمع فيها كلمة (ماما).

ساعات الدّوام الأولى دائما مضغوطة بالعمل؛ أخذها الانشغال حتّى وقت الضّحى وأصبح النّداء كالحلم المنسي، في السّاعات الأخيرة بدأت زميلات العمل يشرحن لها عمل الأطباق السّريعة، وأصناف الأطعمة الجاهزة الّتي تغنيها عن الطّبيخ واستهلاك الوقت الطّويل في إعداده للضّيوف. مرّت بالسّوق المركزيّ وملأت سلّة المشتريات بالأطعمة الجاهزة المنصوح بها من لدن زميلاتها؛ منذ سفر زوجها والأقارب يدعون أنفسهم يوما في الأسبوع للعشاء والسّهر.

اتّصال زوجها الغائب منذ أكثر من خمس سنوات يأتيها يوميّا في السّاعة الثّانية عشرة ليلا من أقصى الأرض، حدّثته عن اليوم الصّاخب بالضّيوف؛ النّساء الثّرثارات المتذمّرات، والأطفال العبثيّين وكيف ملأوا الأرض والفرش النّظيف بكريمة الكعك وطيّشوا رذاذ المياه الغازيّة على الأثاث ونتّفوا أوراق الأشجار الاصطناعيّ في أنحاء البيت، لكنّها لم تأت له على ذكر النّداء الغامض صباح هذا اليوم.

قضت أكثر من ساعة بعد المكالمة تتقلّب في الفراش تعتصر النّوم، وحين غابت شيئا فيه سمعت ارتطاما صاخبا وصوتا يشبه تحطّم زجاج....

- منظر في إضاءة خافتة-

أسرعت هابطة إلى الدّور الأرضيّ دارت في الصّالة باحثة عن مصدر الصّوت فإذا بزجاج يملأ أرض الصّالة، رفعت رأسها ورأت البرواز قد سقط وانهشم، قعدت وسحبت الصّورة من بين نثار الزّجاج، مرّرت أصابعها تتحسّس ملامحه، وقبل أن تدفعها حرقة اللّوعة إلى حكّ الصّورة بأظافرها وقفت. في صعودها الدّرج المؤدّي إلى غرفتها في الطّابق الأوّل ممسكة بصورة طفلها سمعت صوصوة كتاكيت كنّ يصعدن خلفها التفتت إليهنّ، تذكّرت أنّها قد تخلّصت منهنّ بعد وفاة طفلها. كشّت الكتاكيت بأسف واعتذار داخلين تطلبهما من صورة طفلها، فجأة اختفين...

- منظر في إضاءة ساطعة-

دخلت غرفتها وضعت الصّورة على الطّاولة، ونظرت إلى الهاتف تمنّت لو أنّ زوجها يطلبها مرّة أخرى ويتحدّث حتّى الصّباح.

استيقظت في العاشرة صباحا من حسن الحظّ أنّه يوم الإجازة الأسبوعيّ، لفتت نظرها الصّورة على المنضدة، بعد تردّد رفعتها وتأمّلت ملامح؛ سنة كاملة كلّما حضرت في مخيّلتها شوّشتها لئلا ينفجر الشّوق المضغوط ويفسد عيشتها، هاهي الصّورة الآن تجبر نظراتها على الغوص في ملامحه و إلهاب مشاعرها المكبوتة. وضعت الصّورة على السّرير ودخلت الحمّام الملحق بغرفة النّوم.....

- منظر في إضاءة خافتة-

وهي منتشية بتدافع ماء الدّشّ يزيل رغاوى الصّابون والإرهاق عن خارج جسدها وداخله سمعت نداء واهنا يتألّم (ماما»؛ الهلع جعلها تخرج من الحمّام مبلّلة وعارية، أقبلت على طفلها المضطجع على سريرها، قعدت مجاورة له في السّرير، حدّثها عن السّاعات الطّويلة الّتي قضاها في النّوم الإجباريّ الّذي حرمه من اللّعب ومشاهدة الرّسوم المتحرّكة ومناكفة الأطفال الّذين يفضّلون مغامرات الرّجل العنكبوت على الرّجل الخارق الّذي يطيح بالأشرار، عن تلف الحلوى الشّرقيّة -الّتي يكره فيها السّكّر السّائل الّذي يلاصق بين أصابعه- قبل أكلها بسبب النّوم الطّويل، عن النّطنطة مع الكتاكيت الّتي يحبّها أكثر من الدّرّاجة، عن كلّ ما يستمتع به الأطفال في عمره؛ خمس سنوات لم يعش منها إلاّ القليل قضى أغلبها في النّوم الإجباريّ، شكا لها كيف أصبح لونه شاحبا وعيناه صفراوين وجسمه هزيلا، بدأ يعاتبها بصوت ضعيف وقلّة حيلة: ماما لماذا كلّما أصحو من النّوم تعيدينني إليه؟! لماذا يا ماما ؟!. ثمّ تدرّج في الاختفاء حتّى اختزل في صورة ورقيّة بمساحة30×40 فوق السّرير...

- منظر في إضاءة ساطعة-

لأوّل مرّة تكره يوم إجازتها وتتمنّى لو أنّه يوم دوام وظيفيّ. من عادتها تمضية يوم إجازتها في استرخاء تامّ، لا تقوم بأيّ عمل؛ تفطر وتقرأ الصّحف والمجلات وتشاهد برامج التّلفزيون الخفيفة؛ تتناول فطورها في الطّابق الأوّل حيث خصّص مكان مجهّز بأدوات كهربائيّة لإعداد الوجبات الخفيفة. اختلف اليوم هربت من غرفتها إلى الطّابق الأرضيّ، استغربت الخادمة نزولها في السّاعة العاشرة والنّصف صباحا في موعد تنظيف البيت الأسبوعيّ بعد خراب ليلة زيارة العائلات وأطفالهم المخرّبين، تركت المكنسة الكهربائيّة من يدها وقالت: هل أحضر لك الفطور؟ وهذا ليس من اختصاصها؛ لكنّها عرضت ذلك شكّا منها في تغيّر نظام ما لربّة المنزل أو طارئ لأمر غير عاديّ. ردّت عليها: اعملي قهوة بالحليب، حتّى عمل المشروبات ليس من اختصاصات الخادمة، حين عادت الخادمة حاملة كوب القهوة رأتها قد أخذت قطعة قماش مبلولة وبدأت تمسح الأثاث، لم تعترض الخادمة وضعت الكوب وأكملت كنس الأرضيّة. بعد التّنظيف فتحت أبواب البيت الدّاخليّة ونوافذه ، لم تعترض الخادمة أيضا وهي ترى اصفرار الجوّ يهدر مجهود التّنظيف.

أمضت نهار اليوم في الدّور الأرضيّ قرأت الصّحف وتناولت غداءها، فتحت التّلفزيون على مستوى عال من الصّوت وفي مرورها بجهاز التّحكّم على القنوات تتهّرب من قنوات الأطفال؛ كيّة ذنب تلسعها.

أصرّت على تمرير ليل اليوم كذلك في الدّور الأرضيّ، في التّاسعة ليلا دخلت المكتب الإضافيّ في الدّور الأرضيّ المجهّز بالحاسب الآليّ وأرسلت لأختها من الهاتف المتنقّل رسالة قصيرة تطلب منها الدّخول إلى ركن التّحادث بالمراسلة على شبكة المعلومات لتتسامرا؛ وهي الّتي قبل ذلك تتضايق من شكاوى أختها من حماتها وأخوات زوجها، وخصوماتهنّ المتجدّدة الّتي لا تنقضي، اليوم فقط شعرت بأنّها محتاجة إلى سماع صوت كائن حيّ؛ الثّرثرة مفيدة أحيانا في تبديد الوقت وإن على حساب انتهاك سير الآخرين. في حديثها مع أختها أخذت دور المشجّع لجميع الانتقادات الصّادرة من أختها لعائلة زوجها، رأت في تحريضها مزيدا من سرد الوقائع والقصص، وفي السّابق كانت تتعفّف عن التّعليق...

- منظر في إضاءة خافتة-

قامت فزعة على صوت زاعق يستنجد (ماما... ماما» قادما من الطّابق الأوّل؛ تركض هلعة من المكتب باتّجاه الدّرج، توقّفت أمام الدّرج والصّيحات المستغيثة مازالت تتوالى، شابّ طويل في سنّ الخامسة والعشرين يلبس البرنس حاسرا شعره يقف في منتصف الدّرج، تبادلا النّظرات اختلطت مشاعرها عند مرآه مابين الرّعب الشّديد والحنان الدّافق؛ الشّعور الملتبس بين الخوف الجليّ والحبّ الخفيّ جمّدها في مكانها، عاود بكاء جلاجل فأسرعت في الصّعود متعدّية الشّابّ الواقف وسط الدّرج. دخلت غرفة طفلها؛ الأنوار مطفأة مكتفية الغرفة بالإنارة العابرة من سور المنزل والحديقة، يجلس منكمشا على الكرسيّ ويبكي، قعدت عند ركبتيه مسحت دموعه، وسألته عن سبب بكائه وطلب الغوث، قال لها: (شابّ كان يقف هنا أخبرني بأنّي سأموت، ورددت عليه: أنّي لن أموت، لكنّه أصرّ وأكّد أنّي سأموت، وصرخت فيه وقلت: لا، لن أموت، وأخذ يردّد: بل ستموت بدليل أنّك أنت أنا لو أنّك ستعيش عشرين سنة؛ لكن أبلغت أن لا حاجة إليّ لأنّ الطّفل الّذي سيصيرني سيموت)..

- منظر في إضاءة ساطعة-

دخلت الخادم وأضاءت الأنوار، فنهضت من جلستها، أخبرتها الخادم أنّ أختها اتّصلت عبر الهاتف قلقة عليها لأنّ الحديث انقطع فجأة بينهما، قالت وهي خارجة: سأتّصل بها حالا. أغلقت الخادمة النّافذة الكبيرة وأطفأت الأنوار وخرجت خلفها.

طمأنت أختها وقدّمت لها الاعتذار وادّعت تذكّر ماء يغلي على النّار. دخلت سريرها وكأنّ قضاء ساعات اليوم في الدّور الأرضيّ لم يأت بفائدة، منّت نفسها بصباح تذهب فيه إلى العمل؛ يكنس الانهماك فيه والإرهاق ذكريات ومشاهد أليمة.

أقلق نومها عطش حادّ، دفء ماء القنّينة على المنضدة لم يرو عطشها، تخلّت عن سريرها ونزلت إلى المطبخ لتملأ القنّينة بالماء البارد، الطّبق الغارق بأنواع الحلوى الشّرقيّة أوّل شيء وقعت عليه عيناها عند فتح الثّلاجة تأمّلته تذكّرت انتظار طفلها لعمّه؛ نهاية كلّ أسبوع يمرّ ويضع طبق الحلوى عند الباب ويضرب الجرس ويختفي، لم يقطع العادة كي لا يجرح مشاعرها، سنة كاملة وأطباق الحلوى تتراكم في الثّلاجة لا أحد يأكلها، تتيبّس وترمى، سحبته ووضعته على الأرض وقعدت كما يفعل طفلها الّذي لا يقدر لثقله على الإمساك به طويلا؛ يضعه على الأرض ويبدأ الأكل. أخذت قطعة من الحلوى وقبل أن تضعها في فمها...

- منظر في إضاءة خافتة-

شعرت بهواء شديد يفتح باب المنزل الدّاخليّ المقفول مسبقا بالمفتاح وضعت قطعة الحلوى ونهضت واقفة، تقدّمت لتغلق الباب -كانت السّاعة الثّالثة قبل الفجر- فشاهدت أنّ الباب الخارجيّ المطلّ على الشّارع أيضا مفتوح، وثمّة رجل وامرأة في الشّارع يتحدّثان بخصوص البيت كأصحابه الجدد وأنّ مساحته تصلح للهو طفلهما الّذي لمحته يمسك بيد أمّه؛ طفل سمين بشرته صافية وعيناه برّاقتان وخدّاه متورّدان، نادت على الخادم وزوجها السّائق في الحجرة الملحقة بالفناء، لا أحد يردّ، كرّرت النّداء، وأخيرا اتّجهت إلى حجرتهما وجدتها فارغة تماما لا أثر لبقايا بشر قد عاش فيها؛ البلاط مليء بالتّراب، والجدران مغبرّة.

- منظر بين الإضاءتين الخافتة والسّاطعة-

سافر زوجي منذ خمس سنوات وتركني وحيدة مع رضيع في شهره الأوّل؛ الخادم وزوجها السّائق لم يحضرا للعمل في المنزل إلاّ حين صرت بمفردي منذ سنة كاملة. كنت موظّفة ومازلت؛ دوامي يبدأ في الثّامنة صباحا وينتهي عند الثّانية ظهرا؛ أخرج من المنزل في السّابعة صباحا قبل الموعد بساعة وأعود في الثّالثة ظهرا بعد الموعد بساعة كنت أخشى عليه الجلوس وحيدا، تصوّرت أنّ العبث يهدّد حياته ويعرّضه للخطر؛ النّار.. الأشياء الحادّة.. الأشياء الثّقيلة، كلّ ما يحيط بالطّفل الصّغير المتروك دون حراسة ومراقبة يصيبه بالضّرر؛ أعطيه الحبوب المنوّمة وأحيانا الأدوية الّتي فيها نسبة مخدّر، ينتهي مفعول المنوّم عند قدومي إلى البيت، وفي أيّام قليلة إذا عدت متعبة مهدودة القوى، ليس لي طاقة الأخذ والعطاء والاعتناء به، أعطيه جرعة ثانية حتّى أستطيع أن أرتاح دون قلق على تركه وحيدا، يفيق من المنوّم الثّاني بعد أن ينعم العالم الخارجيّ بالهدوء والسّكينة.

بدأت إعطاءه الأدوية عند بلوغه السّنة الأولى إذ صار يتحرّك ويتنقّل خارج غرفة نومه، صحيح! في الإجازات والعطل الأسبوعيّة لا أعطيه المنوّم إلاّ في حالات انشغالي الشّديد، استمرّ في أخذ الأدوية من عمر السّنة الأولى حتّى بلغ الخامسة؛ أربع سنوات متواصلة، رتّبت قرار إيقاف الحبوب عند بلوغه السّادسة والتحاقه بالمدرسة. توفّي منذ سنة؛ صار ضعيفا، لا يأكل؛ شهيته مسدودة، ولونه حائل، ومحجرا عينيه متّسعان محاطان بهالتين غامقتين، وعظامه ليّنة هشّة، وجلده جافّ ليس فيه رونق، لا يستطيع الحركة واللّعب والرّكض، لا يرى الشّمس، أحضرت له العام الماضي -لأنّه قد بلغ الخامسة وبدأ يميّز الكائنات- ستّة كتاكيت؛ يسعد برؤيتها وهي تتحرّك حركات سريعة، لكنّها مثل مخلوقات الله تنام اللّيل وتصحو النّهار؛ في النّهار تتحرّك في كلّ اتّجاه؛ لم يفرح بها الفرح المتواصل كم مرّة تمنّيت أن يرى شقاوتها في النّهار! لكن لا بدّ من المنوّم لأخرج وأنا مطمئنّة.

قبل سنة كلّفت بعمل إضافيّ بعد الظّهر من قبل العمل مدّته أسبوعا يقام خلاله مؤتمر؛ فاضطررت في هذا الأسبوع إلى العودة سريعا للبيت بعد الفترة الأولى أعطيه جرعة ثانية من المنوّم لأعود إلى العمل، سبعة أيّام أرجع فيها من الفترة الثّانية إلى المنزل ليلا، في اليوم الأخير من أيّام العمل الإضافيّ أقيم حفل ختاميّ للمؤتمر عدت إلى البيت السّاعة الحادية عشرة ليلا، عندما دخلت المنزل رأيته مظلما ظلاما لا يشبه ظلام أيّ يوم من أيّام الأسبوع، توجّهت إلى غرفة طفلي، الكتاكيت على غير عادتها مستيقظة في ذلك الوقت تقف على جسده تنقر عينيه وأذنيه وأنفه؛ تمرح.. تقوم بطقوس وداع.. تناديه بطريقتها؟! لا أدري! المهمّ أنّها شعرت به أكثر مني، منظره محزن أشفقت عليه بحجمه المتكرمش كأنّه ابن الثّالثة وليس الخامسة؛ الحبوب تعيق نموّه الطّبيعيّ، لونه أزرق يميل إلى الكحليّ، وعيناه شبه مفتوحتين بياضهما زحف على القزحيّتين وأخفى سوادهما إلاّ نقطا يسيرة، مسحت جبهته وناديته ليستيقظ ويتناول العشاء، النّوافذ الّتي نسيتها مفتوحة منذ الظّهر تعصف بي وبالكتاكيت، نداءات زاعقة تأتي من الأبواب والنّوافذ، صراخ مصحوب بعصف ريح يخرج مني ومن العالم أجمع؛ ريح مع شدّتها عجزت -كما عجز الظّلام والأنوار والسّكون والضّجيج وكلّ المتناقضات- أن توقظ طفلي المتجمّد. انهيت حياته، قضيت عليه، ذبحته ولم أحسن الذّبحة لأنّي آلمته طويلا، وأخيرا قدّمته وجبة جافّة لنمل الأرض.

أضاء الطّبيب نجفة العيادة، وأغلق التّسجيل، ومدّ يده وأطفأ ضوء الأباجورة المجاورة الكنبة السّريريّة، وطلب منها أن تهدأ. ناولها منديلا لتمسح دموعها، وكأس ماء لتوقف شهقات النّحيب.

باحثة ومبدعة سعودية تحضر الدكتوراه في النحو - القاهرة

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة