Culture Magazine Thursday  05/03/2009 G Issue 273
عدد خاص
الخميس 8 ,ربيع الاول 1430   العدد  273
إنه غازي
د. إبراهيم عبد الرحمن التركي

 

لا نريد أن نصفه بأنه عدد استثنائي عن شخصيّة استثنائية، وحقهما ذلك؛ فقد مللنا حكايات الخصوصيّة التي جعلت مجتمعنا استثنائياً، وعاداتنا استثنائية، ووضعنا بين شعوب الأرض استثنائياً لمن شاؤوا التفرد فوقفوا دون التجدد.

حق العدد أن يكون استثنائياً أي مختلفاً؛ فهو عددنا السنوي: ندخل به سنة جديدة، ونضيف إليه صفحات جديدة، وهو -هذا العام- في يوم جديد حيث (الخميس) موعد الصدور بديلاً عن الاثنين، وكان ملحقنا الثقافي -قبل سنوات طويلة- يصدر الخميس، وها هي (الثقافية) تعود إليه.

أما الشخصية؛ فهي استثنائية بشموليّة جعلتنا نميز فيه الشاعر، والأكاديمي، والقيادي، والروائي، فنجده فيها الرقم الأول والمكان المتصدر.

لن يذكر، ونذكره، بأننا عرفناه قبل عقود، وكنا فتيانا نقف على أطراف أصابعنا، ونتكئ على من أمامنا، ونطل من فجوات الصفوف المتراصة في مبنى طيني للنادي العربي بشارع (السلسلة) العتيق، والجموع تنتظر ما يقولُه هذا الأنيق: شكلاً ومفردة، ولم نكن على عهدٍ بالتصنيف؛ وهي - لمن كان في مثل عمرنا حينها - أشبه بالحلم؛ فقد كفانا أن رأينا (غازياً) في مدينتنا الصغيرة، ولا يهم بعد ذلك ما وعيناه.

كبرنا، فقرأناه، واستوقفنا فعرفناه، وما نزال نذكر جدلاً عابراً بين الكبار حول بعض قصائد ديوانه (معركة بلا راية)، فزاد شوقُنا للقراءة والاستقراء.

تواصلت علاقتُنا بالمبدع، وظللنا نلوذ من شعره بشعره، ومن نثره بنثره، ومن تفرده بتعدده، ومن الوزير بالسفير، ومن السفير بالمسافر غير المستقر الذي نطالع فيه سلفه المعاصر، ومن غير المتنبي يركب (القَلق) فوق الريح فتحركه القصور مثلما الصفيح؟

الحديث عن غازي يمتد بطول وعمق وارتفاع تجربته الثريّة، والمشاركون -في هذا العدد الاستثنائي- لم يدعوا مجالاً لمستزيد، وقد حاولنا -جهدنا- ألا يكون هناك تكرار؛ فاقترحنا الموضوعات، وكانت الاستجابة، وكان هذا العمل الكبير عن إنسان كبير.

إنه غازي .. وكفى.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة