Culture Magazine Thursday  05/03/2009 G Issue 273
عدد خاص
الخميس 8 ,ربيع الاول 1430   العدد  273
هل للشعر مكان
محمد بن أحمد الشدي

 

وجدت هذه الوريقات بين أوراقي بعد أن خرجت من بين أضلعي، ورغم أنها كتبت في وقت سابق فقد أحببت أن تشاركوني الاطلاع عليها.

- وقلت يومها كل يوم يزيد إعجابي بصديقي القديم الذي لم أكشف لكم اسمه بعد، وربما عرفتموه بحسكم، فقبل أن يصبح مسؤولاً كبيراً كان نشاطه الأدبي بارزاً للعيان، وبعد أن أصبح مسؤولاً ظننت أن المسؤولية سوف تشغله عن الأدب والشعر كما شغلت كثيراً من الأدباء والشعراء قبله. لكن هذا الصديق أثبت أنه أديب حقيقي لا يصرفه عن الأدب والشعر شيء، فقبل مدة ليست بقصيرة اتحفنا بمحاضرة قيمة في نادي الطائف الأدبي بعنوان: هل للشعر مكان في القرن العشرين؟! وأقول إن المحاضرة كانت قيمة وساحرة لأنها كانت دفاعاً عقلانياً عن الشعر ومكانته حتى في القرن الواحد والعشرين.. عصر المادة والاختراعات والمشاغل الكثيرة.

- استطاع هذا المبدع أن يقنع الحاضرين بأن الشعر لن يموت ولن تقل أهميته وأنه لا يزال بخير.

حقيقة أن صديقنا معالي الدكتور غازي القصيبي في محاضرته يومها كان مصلحاً اجتماعياً وفق كل التوفيق في إرضاء شيوخ الأدب وشبابه وأرضى الشعراء الرومانسيين والواقعيين، ولكني استغربت لماذا رفض أن يعيش في المدينة الشاعرة واعتذر عن السكن في مدينة يحكمها امرؤ القيس وعنترة والحطيئة والفرزدق وجرير والبحتري والمتنبي وابن زيدون، كما استغربت أن ينكر الشاعر والأديب دور الشاعر السياسي والاجتماعي ولو جزئياً. فبالنسبة للمدينة الشاعرة فإنها لو وجدت فإنها ستكون مدينة رائعة بلاشك، مدينة كلها شعر وحلم ورقة وعذوبة. والعالم العربي ينقصه مدينة من هذا النوع، يلوذ بها الأدباء والشعراء ويجدون فيها نزهة وفراراً من المدن الصاخبة والمدن القاسية.. أما رفضه السكن في مدينة يحكمها الشعراء فلا أعلم له تفسيراً!. وأما دور الشاعر السياسي والاجتماعي فهو دور كبير، فلا شك في تأثير شعر نزار قباني وسليمان العيسى وغيرهما اجتماعياً وسياسياً في ذهنية أكثر من جيل عربي يعيش الآن وسيعيش غداً، غير القباني والعيسى كثير من الشعراء الذين قالوا شعراً سياسياً واجتماعياً لا يمكن إنكار تأثيره أبداً.

السعودية

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة