Culture Magazine Thursday  07/05/2009 G Issue 282
فضاءات
الخميس 12 ,جمادى الاولى 1430   العدد  282
أعراف
شمس
محمد جبر الحربي

 

(طقس ونيران) مجموعة قصصية لشمس علي، صدرت عن نادي المنطقة الشرقية الأدبي عام 1429 هـ، وشمس صحفية في جريدة الحياة.

ولكن لماذا أكتب عن شمس ومجموعتها المكلّلة بالسواد؟!

والمجموعة الصغيرة - ككثير مثلها من الإصدارات - التي لن يكتب عنها النقاد، ولن يأخذ بيد كاتبتها أولياء الثقافة، ومتصدرو وسائلها الإعلامية، حراس تخومها النبلاء، والباحثون عن مزيد من الإضاءة المركزة، وكاميرات التصوير، ربما يحالفها الحظ بخبر أو خبرين من نوع: صدر عن دار .. للكاتب .. مجموعة بعنوان .. تعلمون ما أقصد!!

أقصد تلك النوعية من الأخبار التي يكتبها المحرر وهو على عجل لملء صفحته، أو لمغادرة المكتب، بصيغة يمكن لطالب في الابتدائية التعوُّد عليها.

وكذلك لن تكتب عنها الأقلام التي تعتقد أنها كبرت على الجميع، ولا تجيد إلا التوقيع على إصداراتها، أو تلك التي تتعالى حتى على قضايا المجتمع، وترى أنّ الخوض فيها يحط من قدرها، لأنها نخبة النخب.

تهدي شمس المجموعة أو مزق دفاتر روحها كما تقول لكل أفراد عائلتها، الأب الذي مات، والأم والإخوة والأخوات، وكل من ساندها، ويمكننا عبر الإهداء وحده أن ندخل إلى روحها.

لست ناقداً للقصة القصيرة، ولا غيرها، لكنني أجد صعوبة دائماً في قراءة وتقييم المجموعات القصصية، أي أنني لا أقدم سوى ملاحظات عابرة حول الطقس والنيران.

فالمجموعة كتبت بلغة أقرب إلى التراث اللغوي للقصة العربية القديمة: أنشب أظافره، انطوى على نفسه، في ردهات ذلك البيت، دلفت إلى الداخل، اعشوشبت التساؤلات، تتأمل بقايا ربيع في مرآة مهشمة، يعرج بي إلى السوق، البيت الطيني غارق في لجة الليل، تململ في جلسته، هز رأسه طارداً هواجسه، أطرق إلى الأرض، وخزه خاطرٌ.. وغير ذك كثير، فالمجموعة تسعى لتكون حديثة، ولكنها مكتوبة بلغة كلاسيكية مما يفقد القصص انسيابيتها في بعض الأحيان.

أما في قصة خارج السرب القصصي، لم نلتق أنا ونجيب محفوظ، فتصوير جميل لمدينة القاهرة لكنني وددت لو تم الاستغناء عن آخر جملة في القصة: فربما في عدم لقائنا تم اللقاء، ولو خففت القاصة من استخدامها مفردة (ذات)، ولكن ما ذنبها وجميع من سبقها يقصفوننا بها قصفا. ولا بأس بها حين تستخدمها هنا: أم أحمد ذات الوجه المجدّر.

هذه ملاحظات صغيرة سريعة، أما شمس فموهبة حقيقية، وقد أعجبتني في أكثر من قصة، وأكثر من فكرة، ولكنني كما قلت لست من نقاد القصة لأغوص في تفاصيلها.

لقد كتبت هذا المقال بهدف الإشارة إلى موهبة هناك بحاجة إلى المتابعة، والقراءة المحبة، ولأعيد تكرار طلبي بالعناية بالأصوات الشابة، عبر قراءتها ونقدها، والنشر لها، ودعمها معنوياً ومادياً.

على كل حال، حين هاتفتني شمس لإجراء حوار لجريدة الحياة قبل أشهر، وقالت إن اسمها شمس، قلت لها لا بد أنّ والدها قد أحبها جداً فأراد لها أن تكون شمسه، والآن وبعد أن قرأت مجموعتها الأولى أرى، وأنا البعيد، أنها جديرة بذلك الحب، وبهذا الاسم.

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5182» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض mjharbi@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة