Culture Magazine Thursday  07/05/2009 G Issue 282
مداخلات
الخميس 12 ,جمادى الاولى 1430   العدد  282
أيُّ (معرض كتاب) هذا؟!
مقترحات نحو معرض كتاب ناجح بكل المقاييس
عبدالله بن سالم الحميد

 

يعبر (معرض الكتاب) في أي موقع عن فتح نافذة من نوافذ الفكر والإبداع تستقطب أشتاتا من عشاق الإبداع والفكر، والثقافة وتشكل معارض الكتاب في أي دولة هما باذخا من هموم دور النشر والتوزيع يرتبط ارتباطا وثيقا بخططها المهنية، وميزانيتها المادية، وطموحاتها المستقبلية لذلك فإن أي دار نشر واعية تعنى عناية فائقة بأسلوب التعامل مع المراكز المنظمة لمعرض الكتاب، تبرز أهمية ذلك التعامل في شفافية التعامل ومرونته وانسيابيته بعيدا عن التعقيد والمعوقات (البيروقراطية الإدارية) في التنظيم والرقابة وأساليب العرض، ثم تأتي في الدرجة التالية أهمية التغطية الإعلامية في الاستقطاب والإقبال والتسويق لضمان توفر الجدوى من حضور المعارض في حركة الحياة التوعوية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لذلك نرى أن أكثر المعارض نجاحا هي تلك التي توفرت لديها بيئة النجاح المنبثقة عن نجاح الإدارة والتنظيم، من ذوي الاختصاص الذين استطاعوا بعد إدراك وتفكير وتخطيط وتجارب واعية متجاوزة أن يوفروا الموقع المناسب، والأسلوب الأنسب، والأدوات المثلى، والآليات الدقيقة، والفعاليات المنظمة، والخدمات المتكاملة التي تنعكس على الأطراف والجوانب كافة بالإيجابية، والرضى والقناعة والارتياح بعد تحقق مبررات النجاح.

لذلك فلا يمكن أن نطلق على مشروع صفة النجاح بجميع المقاييس ونحن لم نوفر له طاقات النجاح ومبرراته من واقع التجربة والاختصاص. عند اتخاذ القرار المبرئ للذمة الذي يتحرى الدقة للوصول إلى المستوى الأفضل في الإعداد والتنظيم والتنفيذ.

وبعد انتهاء (معرض الكتاب الدولي بالقاهرة) تم تنظيم (معرض الكتاب في المغرب) ثم (معرض الكتاب بمسقط) الذي حظيت بحضور فعالياته، وأعجبت أيما إعجاب بتنظيمه وتوفير الخدمات الضرورية المهمة التي أسهمت في مستوى الجدوى منه، ومن أهم ما لاحظته من مبررات نجاحه ما يلي:

1- التغطية الإعلامية المتصلة عبر القنوات الإعلامية (الصحافة، الإذاعة المسموعة والمرئية).

2- الحضور الإعلامي المكثف داخل المعرض.

3- معرفة وسائل النقل بموقع المعرض ووجود فعالياته.

4- توفر الوعي الاجتماعي بحضور هذا المعرض.

5- مناسبة موقع المعرض من حيث توفر السكن الفندقي جواره وقرب الأحياء السكنية التي تتوفر فيه الوحدات السكنية.

6- تنظيم زيارات طلابية (للطلبة والطالبات) في أوقات الصباح - بالمراحل التعليمية المختلفة لزيارة المعرض وشراء الكتب، وهي ظاهرة حضارية تشجع على الوعي والثقافة.

7- لوحظ زيارة مندوبين من المرافق التعليمية بدولة عمان لاختيار مجموعات من الكتب لمكتبات الجامعات والمدارس والمعاهد التعليمية، والمراكز الإعلامية من دور النشر المختلفة في المعرض.

8- رضى معظم أصحاب الدور المشتركة في المعرض عن مستوى ما يحققونه من جدوى في هذا المعرض بمسقط بالمقارنة إلى المعارض الأخرى مما يحرض على العناية بالمنافسة في الاشتراك اللاحق في السنوات القادمة، واستقطاب أعداد أخرى من دور النشر للاشتراك في المعرض، ولابد تجاه ذلك من عمل الاحتياطات المثلى من قبل إدارة المعرض لتوسيع آفاق المشاركة وطاقاتها لاستيعاب أكثر وأكبر.

وأعود إلى (معرض الكتاب بالرياض) الذي انتقل هذا العام إلى الموقع الجديد للمعارض دون إعلان كاف ولا تغطية إعلامية مناسبة تدل على هذا الموقع الذي اختارته (الغرفة التجارية) على أحد المواقع المتاحة لها دون مراعاة الاعتبارات الأخرى لتوفر الخدمات الضرورية التي تسهم في توفير مبررات النجاح الأخرى، وربما يرد تساؤل عن عدم توفر أسباب النجاح ومبرراته فأوضح أشتاتا منها في الملاحظات التالية:

1- بقراءة جدول الدور المشاركة يلحظ ضآلة اشتراك كثير من الدور في عدد من الدول العربية مثل (قطر) و(عمان) وبعض دول المغرب العربي والدور الأوروبية والآسيوية والإفريقية.

2- صغر حجم صالة العرض بحيث لا تستوعب دور نشر أكثر.

3- صغر حجم المواقع المخصصة لعدد من دور النشر التي ضاقت عن استيعاب ما لديها من كتب ورفوف عرض.

4- عدم توفر عدد من المرافق المهمة كالمسجد والدورات المناسبة، والمصارف لتغطية الحاجة الفعلية.

بالإضافة إلى غياب توفر الاختصاصية المثلى في التنظيم. وإذا توقفنا عند جناح الدولة (ضيف الشرف بالمعرض- البرازيل) وجدنا المعرض لا يتجاوز عشرات الكتب برغم الإنتاج الفكري الزاخر لدى البرازيل!!

وفي الختام أود أن أوجز مقالتي هذه بالمطالبة بتوفير أنموذج أمثل لمعرض كتاب دولي ناجح وفق مبررات مقنعة اقترح عناصرها فيما يلي:

أولاً: المبادرة إلى إنشاء (الهيئة العامة للكتاب) التي تمت الموافقة عليها سابقا لكي تتولى مهمة تنظيم (معرض الكتاب الدولي) وتضطلع بشؤون نشر الكتاب وتوزيعه من قبل اختصاصيين مؤهلين.

ثانياً: إعادة النظر في الموقع الحالي لمعرض الكتاب باختيار موقع أكثر ملاءمة على شارع رئيس يتيسر الوصول إليه من قبل المرتادين والمشتركين والزائرين.

ثالثاً: وبما أن المعرض أنموذج لعرض فكر البلاد وأدبها وتراثها لماذا لا تطلع على قاعات المعرض وممراته أسماء نماذج من المفكرين والمبدعين تقديرا لحضورهم الأمثل ولعطائهم وتكريما لهم، وتعريفا بشخصياتهم (مع توفير تراجم موجزة عنهم).

رابعاً: فتح آفاق المشاركة مع الدول الأخرى لإتاحة الفرص لاشتراك دور النشر بها، وإيجاد صيغ وصور حية للحوار الفكري والثقافي معها تحت مظلة هذا المهرجان الثقافي الذي تلتقي فيه أطياف الحضارات المختلفة من دول العالم المختلفة.

خامساً: حضور أمثل للأندية الأدبية، والمرافق التعليمية يليق بمكانتها ودورها الأثير في التوعية والتثقيف.

وبعد: فكم يبهجني، ويسعد أي مخلص ينتظر هذا المهرجان الفكري الثقافي الرائع أن يشهد معرضا ناجحا بكل المقاييس، معرضا تتوفر فيه كل عناصر النجاح ومبرراته، وتبقى تجلياتها وانعكاساتها مؤثرة معبرة عن الحضور الثقافي الأمثل للتلاقي والتلاقح الحضاري الأرقى الذي تبقى آثاره في أنسجة الذاكرة وخلايا الوجدان معبرة عن النجاح الباذخ، بكل المقاييس.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة