Culture Magazine Thursday  07/05/2009 G Issue 282
مداخلات
الخميس 12 ,جمادى الاولى 1430   العدد  282
لغتنا الجميلة وجامعة الملك سعود
عبدالله بن حمد الحقيل

 

تعقيباً على ما كتبه الأستاذ الدكتور أبو أوس إبراهيم الشمسان في الجزيرة الثقافية بتاريخ 13-4-1430هـ قائلاً إن سعي الجامعة في سبيل الجودة أمر محمود ولكن الأمر المحير أن تحارب أهم رموز الهوية الوطنية في اللغة القومية وأن تكون واجهة موقع الجامعة باللغة الإنجليزية وتكون النسخة العربية مجرد خيار في تلك الصفحة هو لون من التغريب لا شك به، وأن إصرار الجامعة على تعليم الطلاب في الكليات العلمية باللغة الإنجليزية هو إصرار على التغريب.. الخ.

وإني لأشكر أخي الدكتور أبا أوس على غيرته على اللغة العربية وعلى اعتزازه بها، اللغة التي خصها الله بالفصاحة والبيان اللذين يعدان من عوامل نموها والحمد لله الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين وجعله قرآناً عربياً غير ذي عوج ليكون للعالمين نذيرا.

وقد اختارها الله لكتابه الكريم وأداة لتبليغ تعاليمه السامية، وهذا تكريم لهذه اللغة ولمن ينطق بها ويعتز بها.. وقد واكبت هذه اللغة نهضة الحضارة الإسلامية فكانت خير أداة لها.. ولقد حز في النفس هجر اللغة العربية واستخدام الإنجليزية في بعض الجامعات والملتقيات في بلادنا موئل اللغة العربية، لما تمتاز به من ثروة لغوية هائلة وإيجاز لغوي وما تتمتع به من خصائص وما تشتمل عليه من معطيات.. ولقد كان للعرب وللغتهم فضل كبير على كثير من الأمم عندما انتشر الإسلام في تلك الديار فتخلى الكثيرون عن لغاتهم عن قناعة وطواعية وأقبلوا على اللغة العربية يتعلمونها؛ لأنها لغة القرآن الكريم والدين الإسلامي الذي دخلوه واستوعبوه وارتفع الكثيرون به وبرزوا في ميدان اللغة العربية وعلومها وآدابها وفقهها وبلاغتها وانصهروا في بوتقة الإسلام وتركوا لنا رصيداً ضخماً من المصطلحات العلمية بكل علم من هذه العلوم، فاللغة العربية من أغنى اللغات في العالم وأكثرها ثراء.

لقد أصبحت اللغة العربية اليوم محل اهتمام دولي وصارت العربية محل الدراسة، حيث امتلأت مراكز علمية بطلاب يريدون تعلمها وهناك كتب كثيرة وبحوث متعددة ومؤسسات في أوروبا وأمريكا تسعى لتطوير أدوات التعامل مع اللغة العربية كالترجمة الإلكترونية وغيرها من بحوث التقنية الخاصة باللغة العربية، لقد كان من الأولى للجامعة الأم والقدوة المثلى أن تكون سباقة في تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة رئيسية في جميع التداولات في حين تتوفر فرصة الاستفادة باللغات الأخرى من خلال الأجهزة الإلكترونية المختلفة، حيث إن هجر اللغة العربية في عقر دارها عقوق لها وانقطاع عن الإرث الحضاري والتاريخي، والأمل كبير في مدير الجامعة الطموح الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان أن ينقل الجامعة بتعريب علومها وهو قادر بإذن الله على تحقيق ذلك.. لنعيد للعربية فصاحتها وجمالها وتعزيزها في النفوس ولتكون أداة التعبير في شتى مجالات المعرفة وميادين العلوم والمحافظة على لغة القرآن التي لا يجوز التفريط فيها، ولله در حافظ حين قال:

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة