Culture Magazine Thursday  11/06/2009 G Issue 287
شعر
الخميس 18 ,جمادى الثانية 1430   العدد  287
يلتقيان على شَفير الحِداد
شعر - فهد أبو حميد

 

كَمَا يَبرَأُ النَّيروزُ من حشمةِ الوَرده

ومِثلَ انبساطِ السِّحرِ في ساحِلِ الوَحده

وبَعدَ الشَّظَايَا حيثُ يَرأَبُها الهَوَى

و يَلفِظُهَا رُوحاً سَمَاوِيَّةَ البُرده

أَراكِ مَعَ الأَشيَاءِ مَحضَ غِوَايَةٍ

مَسَائِيَّةٍ تُزجِي إلى مُلْهَمٍ سَرده

تَجيئينَ لا أدري على أيِّ زئبَقٍ

يعودُ بِكِ العفريتُ في زُخرُفِ السُّده

رَبَطتُكِ في ضلعي و لكنَّ رِبقَةً

يُسَاوِرُها الوسواسُ لا تَأسِرُ الرَّنده

تَفَيَّأتِ ظِلَّ الحَدسِ حيثُ مَحَابري

عُبَابٌ و أقلامي على أُهبَةِ النَّجده

وحيثُ استَرَحنا بَعدَ شَوطَي تَأَمُّلٍ

لِكَنزِ الأسى المدفونِ في غَيهَبِ المُده

وكانَ الصَّدَى إذ جِئتِ قَيدَ تَهَافُتٍ

على وَحشَتي و الحُلْمُ في عَبرَةٍ عِنده

وكانَ ابتسامُ الغَيبِ دُونَ مَآرِبِي

وُعوداً قُبَيلَ الحَتفِ أو حَسرَةً بَعده

فَأَسرَفتِ في الإغراءِ حتى تَنَصَّلَتْ

نُدوبي مِنَ المَكنونِ في مَوئِلِ الشِّده

هو الموتُ !!! عُنقودٌ تَدَلىَّ فَقُلِّبَتْ

دِنَانٌ و أفشى كُلُّ ذي رَشفَةٍ وَجْده

تقولينَ نادَمتَ الكَثيبَ فَأَثلَجَتْ

بِكَ البيدُ شِعراً حَلَّ مِن طَلْسَمِي عُقْده

تَمَثَّلْتَ للرَّمضاءِ تَحنَانَ قَطرَةٍ

سَرَتْ في ضَميرِ الرَّملِ فاستَأْصَلَتْ حِقده

ومِنكَ انتشاءُ السَّيفِ في آبِدِ الرَّدَى

و قَد شَقَّت الذِّكرَى بأشباحها غِمْده

وأنتَ اقتسامُ الخَيلِ أَنفَالَ ضَبحِها

إذا بَاشَرَ البادي حَميميَّةَ الرَّقده

ولَولاكَ ما كانت غِمَارٌ و لا مَشَتْ

شُجونٌ على ماءِ الأساطيرِ مُمْتَده

حَزَمتَ ابتساماتي على أَبجَدِيَّةٍ

و أَشعَلتَهَا و الرِّيحُ بالحِبرِ مُسْوَده

وَجَازَفتَ مُختاراً بِلَونِ ضفائري

فألقى هَشيمُ الوَقتِ في شُرفَتي نَرْده

فَجِئتُكَ أَجتازُ العيونَ فقيرةً

إلى غَمزَةٍ يَطوي بِها مُغرَمٌ بُعْده

فَفي أيِّ لَيلٍ يُسقِطُ البَوحُ نَظرَةً

على نَظرَةٍ تَجلو تَراتِيلُهَا قَصْده

وكيفَ انقسمنا شَارِدَينِ !!طُيُوفُنَا

خِمَاصٌ و لم يَبْلُغْ بِنا هَاجِسٌ حَده

فَقُلتُ انتهى إفكُ الرُّوَاةِ فَغَلِّفي

فؤادين بالمَختُومِ مِنْ رُقيَةِ الجَده

فَللَّهِ ما أدهى الشُّؤونَ !! تَشَابَهَتْ

أَصَابِعُهَا فَاحتَزَّ سُلوَانُها عِقْده

فَعُدنَا و في كُلِّ الفِجَاجِ مَنِيَّةٌ

مُوَارِبَةٌ كالنَّصلِ تثلمه الوَرده

غَريبٌ بميناءِ الفُتَاتِ !! غَريبةٌ

تُقَاسِمُ مَصلوباً بِتَذكَارِهَا سُهْده

أَدَارا تَضَاريسَ الجِرَاحِ فَعَايَنَا

مَشيبَ القُرَى يُضفي عَلى صَبوَةٍ زُهده

فَلا تعذليني إنْ رَهَنْتُ صَبابَتي

وَ هَشَّمْتُ أحلامي على خُصلَةٍ جَعْده

وقُولي وَ قَدْ لاذَ الوَليدُ بِمَوتِهِ

أَمَا كانَ أَجدَى لو نَسَجتُم لَهُ لَحْده ؟!


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة