حضور قوي للثقافة السعودية ضمن السياق الفني تشهده إيطاليا هذه الأيام في كل من مدينتي روما والبندقية، حيث تشارك مجموعة متميزة من النساء السعوديات بمشاركات ثقافية متنوعة ما بين الرسم والتصوير والنحت والبورسلان والأشغال اليدوية وتراكيب العطور، وذلك ضمن معرض (نوافذ) في محطته الثانية بعد أن أُقيم في محطته الأولى بالرياض في مايو 2007 بالمتحف الوطني في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وذلك بمشاركة 18(سيدة) سعودية و30 (سيدة) إيطالية من تنظيم السفارة الإيطالية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام وجمعية النهضة النسائية، تحت إشراف صاحبة الفكرة الأساسية التي حملت معها حلم فتح نوافذ وأبواب للحوار الإيطالي السعودي من خلال المرأة، وهي حرم السفير الإيطالي السيدة روزاريا آودريا.

بينما يشارك 10 من الفنانين والفنانات السعوديين ضمن بينالي البندقية الدولي في دورته الثالثة والخمسين، وإذ شارك السعوديون سابقاً في بيناليات إقليمية في كلٍ من الإسكندرية والقاهرة والشارقة بل حتى بينالي بنجلاديش، إلا أن التميز في أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها سعوديون في أقدم وأهم بينالي عالمي.

تمثل المجموعة الأولى الخط التقليدي إلى حد ما في ممارسة الفنون وما يمكن أن نسميه الأشغال اليدوية في بعض المجالات المشاركة، بينما تمثل المجموعة الثانية النزعة المحدثة من الفن والذي تتزعمه مجموعة شابة أغلبها من المشاركين العشرة يتقدمهم كل من عبدالناصر غارم وأحمد ماطر، وإن كانت هناك قواسم مشتركة مثل مشاركة المصورة الضوئية منال الضويان في كلا النشاطين والتي تشارك بأعمالها التعبيرية التي تحمل معاني ورموزاً واستعارات من المجتمع في قالب حداثي.

كما يلاحظ وجود نقطة مشتركة بين المشاركتين ألا وهي في الرسالة ذات المضمون التي يمكن أن نقرأها بوضوح، وهي رسالة تقول أصبحنا عالميين، أصبحنا جزءاً من الثقافة العالمية، لم نعد تلك الثقافة (الخاصة) ذات السمات المحلية التي تنمو بمعزل عن غيرها أو بتقليد غير متقن لهم، بل نسعى لوضع ثقافتنا ذات الملامح المحددة في إطار عالمي مستساغ وقادر على المنافسة للتميز عالمياً.