إلى الشاعر: عيسى علي جرابا صدى لقصيدته المنشورة في «الثقافية» 21/2/1430هـ

وُرُودٌ تلك أم أزهارُ وَرْسِ

بَدَتْ وكأنَّها في ثوبِ عُرسِ

فرائدُ من جميلِ الشِّعرِ جَاءَتْ

تَجوبُ حُقُولَ إبداعِي وقُدسي

فتحمِلُنِي على جُنْحِ الأمانِي

تُسافرُ بي إلى أطيافِ أمسي

وأرجعُ بالسُّموقِ إلى بلادي

أقبِّلُ أرضها وأُطيلُ لمسي

تَسامى للعُلاَ مجدِي ونُبلي

ولو أنيِّ مُنِيتُ بكلِّ جِبس

وفاؤُكَ في زمان التِّيه يُبهَى

وإن قلَّ الوفاءُ وخانَ جِنسي

تُقَارعُنَا الهمومُ وتَبتلينَا

ونأسَى حين لا يُجدي التَّأسِّي

فُطِرتُ على النَّدى كأبي وجَدِّي

وإنْ عزَّ النَّدى فَدَّيتُ نفسي

أُخلِّدُ في كِتَابِ الحبِّ اسمي

واتركُ في مَدَى الآبادِ هَمْسي

ومن حازَ الغِنى قُلْ كيف يَرضى

بأنْ يَحيا الأنامُ حياةَ بؤسِ؟

وما هانَ القريضُ وهانَ وقتي

وما استعصى على الإلهام يأسي

أُحدِّق في المجاهلِ والثَّواني

إلى آفاقِ إعجازٍ وحدسِ

ويَسْبَحُ في بِحارِ النُّورِ فكري

فمن أرضٍ إلى نجمٍ وشمسِ

أسطِّرُها حروفاً من معانٍ

تؤرِّخُ للزَّمانِ بغيرِ لبسِ

فما الدُّنيا سوى الأعمارِ تترى

على الآمالِ تُصبِحُ ثم تُمسي

يُفَارِقُهَا الأنيسُ وقد تَنَادَىَ

إلى أوطانِ أفراحٍ وأُنسِ

لأنت البلبلُ الشَّادي فغني

بشعرِك وحيَ أفكارٍ وجرسِ

تَهَادَى فوقَ أغصانِ الدَّوالي

كأنسامٍ عن الأحزانِ تُنسي

تأمَّل في جمالِ الكونِ وانظُمْ

لآليءَ من سنا شِعرٍ وحِسِّ

فَقَبْلَكَ قد غَرَسْتُ بذورَ مجدِي

فأورقَ طلعُهُ وازدانَ غَرْسي

ولستُ بِغَافِلٍ عن جَحْدِ عَصْرِي

ولكنيِّ نَصَحْتُ لكُلِّ إنْسي

إلى الأجيالِ في رجعِ المعالي

تَركتُ أجَلَّ آثارِي ودَرْسي

أُهادِيهُمْ بدوراً من سُهادِي

وأسْمعُ مَجدَهُمْ في عُمقِ رَمسي

إلى الدُّنيا أزُفُّ رفيعَ شِعْرِي

وحَسبِي صِدقُ أفعالي ونفسي