Culture Magazine Thursday  12/03/2009 G Issue 274
تشكيل
الخميس 15 ,ربيع الاول 1430   العدد  274
الحرف غيمة
عرض ثقافتنا
مها السنان

 

أنادي دوما باستخدام ميزة الفنون البصرية في المحافل الثقافية الموجهة لغير العرب، لسهولة فهمها دون وجود حاجز اللغة، ولكن تبقى الحدود الثقافية عائقا في استساغتها في بعض الأحيان، صحيح أننا عالم صغير اليوم من حيث التواصل والاتصال ولكن مع ذلك أمامنا وقت طويل كي يتم فهم ثقافتنا بالصورة التي نفخر بها لا بتلك الصورة التي يجرمنا الانتماء لها.

ففي الوقت الذي أصبحت الثقافة الأمريكية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية من خلال شكل المنزل وأثاثه والسيارة إلى جهاز الحاسب والانترنت والملابس حتى المأكولات السريعة، حيث أصبحنا نستورد كل شيء حتى الرموز الثقافية مقابل تصدير النفط، مما دعانا إلى قبول الثقافة الغربية شكليا مع امتناعنا شبه التام عن مكوناتها الفكرية (وهو أمر إيجابي جدا بالنسبة للفكر الديني والاجتماعي ولكنه سلبي في مجالي العلوم والابتكارات).

عودة لثقافتنا، وكيف ننشرها ونساهم في تسهيل هضمها من قبل الآخر، قد يقول قائل يصعب ذلك! فالثقافة الغربية أقوى من أن تتأثر، ولكن الغريب أن الثقافات الشرقية الأخرى قد أصبحت جزءا من الثقافة الغربية، ولنا في الثقافة الهندية والصينية واليابانية واللبنانية بل وحتى التركية أكبر دليل، صحيح أن للمهاجرين دورا كبيرا في نقلها ولكن ما نتحدث عنه هنا هو كيف امتصتها تلك الثقافة، ففي الطعام على سبيل المثال، تنتشر مطاعم التكا والفرايد نودلز والفلافل والشاورما في كل مكان، بل العجيب أن الكاري أصبح طبقا شعبيا بريطانيا، وأطلق الأمريكيون مسمى كاليفورنيا على احد أنواع السوشي التي اتخذت الطابع العالمي اليوم!

بمعنى أنه يجب أن نتحرك لنضع رموزنا ضمن خارطة الثقافة العالمية بشكل إيجابي بدلاً من أن ندعهم يستخدمونها بأسلوب مسيء، ولا أقصد الكبسة بكل تأكيد، ولكن على سبيل المثال استغل الإعلام الغربي غرابة شكل النقاب ومفهومه بالنسبة لهم واستخدموه عبر وسائطهم كأداة تفقد المرأة هويتها، كما تكرر في بعض الأعمال الفنية لتشكيليين عرب استخدام رموز نسائية لها دلالاتها المتصلة إما بالحجاب أو بممارسة العبادات كالصلاة أو الحج، البعض أجاد استخدام تلك الرموز بأسلوب يتوافق مع الفكر الغربي في توضيح الصورة ونقل الثقافة على اختلافها، بينما يعيب البعض الآخر عدم الوضوح ليجعل هناك مجالا واسعا في هوائية التفسير الذي يعتمد على رؤية المتلقي في الغالب مهما كانت رسالة الفنان. لذا فإن رموزنا البصرية، وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا المنعكسة في العمل الفني، هي ثقافة بصرية تنقل صورة مترجمة تشرح واقعنا وقناعتنا وإيماننا وهي سمات ترفع من قيمة العمل الفني بدلاً من استخدام رموز وعناصر مستورده كشأن سائر مظاهر حياتنا اليومية، وعليه تمثل الفنون البصرية وسيلة مثلى نستخدمها لعرض ثقافتنا للآخر، كي نسهل عملية هضمها وفهمها وبالتالي مسح الغموض حول ما بدا مستهجن لمن لا يفهمنا.

msenan@yahoo.com الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة