يحمل هذا الكتاب الذي كتبه محمد خليل الباشا قيمة فكرية وفنية واضحة تلمسها منذ بدايتك للقراءة في سطوره الأولى وهو يوحي لك عن تمكن المؤلف من أدواته الكتابية ولغته وأسلوبه وإقناعه مع ظرف في حجم المطبوع يجعل تناوله ميسرا لا يمنعك عنه كبره أو عدد صفحاته، ويقول المؤلف عن كتابه: إنك واجد في هذا الكتاب أيها القارئ الكريم أمورا قد يقف عقلك أمامها حائراً أبياً فلا تبتسن لذلك واقرأ بتؤدة الفصول الأولى من هذا الكتاب لأن فيها إعدادا للعقل لكي يقبل السير معك لدرس الأمور الماورائية التي تبدو كأنها فوق العقل عقلك يقول لك إن النار تحرق، وإن الأمس قد مضى وغدا سيأتي، وإن بيتي هنا وبيتك هناك، لكن عقلك إذا افتتحت فيه نوافذ على المعرفة معرفة الكون يجد أن النار قد لا تحرق، وأن الأمس واليوم وغدا قد تكون في وقت واحد وأن بيتي وبيتك قد يكونان في مكان واحد.

مهلا يا سيدي: لا تنفعل ولا تغضب ولكن اسأل كيف؟

وعندما تصبح قادراً على الاستيعاب يأتيك الجواب في تضاعيف هذا الكتاب إنه دعوة واضحة للتفكير تجعل له قيمة حقيقية لكل طالب ثقافة ومعرفة وهذا مبتغى كل قارئ يحرص على متابعة أوعية العلم والثقافة ليس اليوم وإنما منذ عصور قديمة سجلها التاريخ للإنسان، وهو يبحث عن ذلك ويتقلب في الآفاق بحثاً عن كل ما يزيد معرفته بكل ما حوله من علوم ومعارف شتى.

إنها دعوة صريحة للإنسان بأن يقرأ ويقرأ ويفكر وهذا هو الطريق الموصل إلى معرفة هذا الكون ومن يعيش فيه وهو هذا الإنسان لابد له أن يدرك عقله بعد ذلك كل جوانب الخير في هذه الحياة التي أوجدها الله من العدم من أجل الإنسان الذي أمر بإعمار الكون.

لا تبتعد!

مرت أيام كنا فيها صديقين حميمين نجتمع معاً فنسعد ونبوح ونحلق إلى نجوم بعيدة وعوالم مضيئة ونتذكر أسماء لامعة في دنيا الأدب والفكر فنعجب ونطرب ونتذكر أشياء عجيبة وحكايات غريبة أغرب من الخيال ونعمل بصدق وصمت! ثم مرت أسراب اليوم الصفراء وكثر (الوش) من كل (السبل) و(الدس) بكل (جسارة) واقتدار و(الفساد) و(الاصطياد) في الماء العكر.. فإذا بنا أعداء بلا عداوة وخصماء بلا خصومة، وإنما هي رمية عمياء حاقدة فرقت بيننا وربما ندمنا عليها في دواخلنا، ولكننا مع ذلك لا نزال نكابر!! فيا أيها الصديق لا تبتعد كثيراً!!

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244