Culture Magazine Thursday  14/05/2009 G Issue 283
مداخلات
الخميس 19 ,جمادى الاولى 1430   العدد  283
حين يكون العشاء مشكلة

 

إني لفي شغل عن العاذلين

بالراح والريحان والياسمين

(أبو نواس)

يبدو أن وزارة الثقافة والإعلام ستضيف بنداً في تقييم نشاط الأندية الأدبية أو الثقافية - كما يريد البعض - وهو بند العشاء وقد يكون هو الشاهد على فاعلية النادي.

فبعد الخلاف المحزن الذي ظهر في نادي الرياض وما نشر في الثقافية وعلى مدى أسابيع ابتداء من العدد 279 والذي كانت شرارته الأولى خلاف حول مائدة عشاء يجعلنا نتساءل ماذا فعلت الوزارة أمام تكرر شكاوي اللجان النسائية في أكثر من ناد أدبي خاصة وأن محور تلك الشكاوي هو التهميش؟!

والملاحظ حسب متابعتي أن الأكل أمر مهم عند بعض إدارات الأندية، فعلى سبيل المثال ألاحظ في نادي المدينة الثقافي اهتماماً بالعشاء يصل وربما يفوق الاهتمام بالفعاليات، قد يتوهم القارئ أن هناك مبالغة ولكن من يحضر الأمسيات التي يقيمها النادي يتضح له وبجلاء مدى ضبط وقت المحاضرة على مقدم السيد العشاء!، وإن كانت المحاضرة ثرة والحديث ذو شجون قطع العشاء قول كل جهير، فترى مدير الأمسية وهو يتلقى رسائل الجوال والأوراق والإشارات بآخر القاعة تطالبه بالإسراع واستعجال الضيف أو حتى إسكاته فالعشاء لاينتظر!

تختلف جودة الطعام - وكلها نعم من الله - بحسب الضيف والمناسبة، فنرى تبايناً في نوع العشاء المقدم للحاضرين في الأمسية وربما يغفل عن ذلك البعض كون أمسيات النادي لا تقام كل أسبوع فدون ذلك خرط القتاد في ظل الفوضى والمجانية التي يسير بها النادي معظم أموره!، ولابد من الإشارة إلى أن إدارة النادي طورت من العشاء فأمست المقبلات والعصيرات حاضرة على المائدة وهذا دليل على أن لكل إدارة مستوى من الأنشطة و(الأكل)!

وخلال فترة لم تدم طويلا كان يكتفى بتقديم العصيرات والفطائر - لم تكن بائتة كما في نادي الرياض! - حتى أن الكثير تمنوا لو استمر النادي على هذا النهج لما في ذلك من اختصار للوقت والحفاظ على بقاء الحضور في جو الأمسية وعدم انشغالهم بالعشاء الثقيل ويركز النادي جهوده في الثقافة بدلاً من التركيز في (الأكل) الذي أشغلهم عن كثير من الانتقادات التي وجهت للإدارة وطالبت بتفعيل دوره، حتى إنهم غفلوا عن كثير من الاقتراحات والأفكار التي طرحت في اللقاء التشاوري الأول (والأخير) الذي دعت له الإدارة الجديدة المشكلة من الوزارة!

حال نادي المدينة المنورة يرثى له فالإدارة مشغولة (بالأكل) عن تفعيل دور النادي الثقافي ومثقفو المدينة صامتون كعادتهم مع عدم رضاهم عن الوضع، لذلك يعد هذا النادي من أضعف الأندية الأدبية إنتاجاً ومن يلاحظ الأفكار المتجددة والأنشطة المتنوعة لباقي أندية المملكة بعد تغيير إداراتها يعلم تماما العلم أن نادي المدينة المنورة لم يقدم جزءاً يسيراً منها ولن يقدم طالما أشغل نفسه بأمور أخرى بعيدة عن مهمة النادي الرئيسية!.

خالد أحمد الشويكان smpath9@gmail.com المدينة المنورة

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة