Culture Magazine Thursday  16/04/2009 G Issue 279
أقواس
الخميس 20 ,ربيع الثاني 1430   العدد  279
عبدالكريم بكار:
القراءة وسيلة للتحجر والانغلاق

 

الثقافية - ماجد التويجري:

أرجع الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار ندرة الأشخاص القادرين على القراءة التحليلية الواعية في أمتنا، إلى الانقطاع الحضاري الذي مررنا به؛ فأفقد أجيالنا المتعاقبة صلتها بالقراءة، والكتب عموماً.

وأوضح الكاتب والمفكر الإسلامي أن الذين يستطيعون تناول المؤلفات بقراءة نقدية هم أقل من 2%، لافتاً من جانب آخر إلى أن القراءة صارت وسيلة للتحجر والانغلاق بدل الإثراء، نظراً لأن أصحاب كل فكر واتجاه لا يقرؤون إلا الكتب التي توافق آراءهم، فالقومي لا يقرأ إلا للقوميين والماركسي للماركسيين.. إلخ.

وتابع معقباً: حتى بعض الجماعات الإسلامية تحظر على اتباعها أن يقرؤوا لغير المنتمين إليها، خشية أن (يضل) هذا التابع أو (يفتن)، حسبما جاء في حديثه ضمن برنامج (آفاق حضارية) الذي تبثه فضائية (دليل). وشبه الكاتب المعروف من يقرأ بعيداً عن اتجاهه العام بالشخص الذي يرتاد الغابة، حيث يمكن أن يعود من رحلته بصيد ثمين، كما يمكن أن يواجه الوحوش المفترسة والأفاعي. ودعا الدكتور بكار كل من يطمح لتكوين عقلية ناضجة إلى تنويع قراءاته في شتى الاتجاهات، شرط أن تكون لديه ثقافة شرعية جيدة، أما الفتيان ممن لا يزالون في بداية تكوين معارفهم فيمكنهم الاستعانة بالكتب الحيادية، أي التي لا تطرح مسائل عقدية أو ذات طابع إشكالي.

ودون تسمية أي كتاب، أعطى قاعدة عامة لانتقاء المؤَلَف الذي يمكن أن يرتقي بفكر قارئه ويثري ثقافته، قائلا إن الكتاب الذي يظهر لك فهرسه مجموعة من الموضوعات تبدو أعلى من مستواك، هو المعول عليه في الارتقاء بك، بعكس الكتاب الذي يمكن أن تقرأه بكل سهولة وأنت مستلق على الأريكة.

وأكد الدكتور بكار أنه ليس من مهام القراءة تحويل العقول الفارغة إلى ممتلئة، بل نقل العقول من الانغلاق والجمود إلى الانفتاح، مبدياً سروره بتكاثر الكتب الجيدة، حيث بتنا أمام مئات الإصدارت المهمة في كل فرع من العلوم، في حين كان رصيدنا من الكتب الجيدة لا يتعدى 10 أو 20 كتاباً، قبل عدة عقود. ورأى أن لاعذر لأي شخص مهما بلغ حجم مسؤولياته أن يهجر القراءة، فلا يعطيها ولو نصف ساعة يومياً، معتبراً أن القراءة الواعية تضمن للإنسان أن يعيش عصره.

نصح الدكتور بكار مشاهديه بتخصيص ميزانية مستقلة لاقتناء الكتب، لا تقل عن 2% من الدخل الشهري.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة