Culture Magazine Thursday  16/04/2009 G Issue 279
شعر
الخميس 20 ,ربيع الثاني 1430   العدد  279
ثوى سيِّد الشعر الجميل
في توديع فقيد الشعر والأدب الشاعر الكبير علي النعمي

 

مشاعر رفيق دربه: حجاب بن يحيى الحازمي

(حنانيك ما حَيٌّ عليها يُعمَّرُ)

قضاء به الأَحْشَا تكاد تَفَطَّرُ

(حنانيك...) تلكم لفتةٌ شاعريةٌ

يطارحنا (النُعْمِي) بها ويُذَكِّرُ

ولكنها في يوم توديعه غَدَتْ

عزاءً لنا، تأسو الجراحَ وتَجْبُرُ

أَجَلْ إنه العمر القصير, فعش به

على صلة بالله، تهنا وتُؤْجَرُ

فلا نِعَمٌ تبقى، ولا غِيَرٌ لها

دوامٌ، وإنَّ الله نِعْمَ المُدَبِّرُ

ومَنْ لم يكن للأمر يقظانَ صابرًا

تصول عليه النائبات وتَظْفَرُ

فما كل تبريحٍ يطاقُ احتماله

وشأن ابتلاءِ المرءِ شيءٌ مُقَدَّرُ

متى قَلَّ صبرُ المرءِ ضاقت دروبُه

وأضحى أسيرَ الحزنِ دومًا يُفَكِّرُ

فثِقْ بالذي لا يُعْجِزُ الكونَ أمرُهُ

وكن للرضا والشكرِ ما عشْتَ تَذْكُرُ

حنانيك! يا فقدًا له في مَرَائِرِي

علالاتُ يطويها الحنينُ ويَنْشُرُ

فَقَدْنَا بك الخِلَّ المُرَجَّى وِدَادُهُ

وأبقيتَ ما يَخْفَى ويُخْشى ويُحْذَرُ

رُوَيْدَكَ إني بعدَهُ في غَيَاهِبٍ

من الحزن تغشاني، فصفوي مُكَدَّرُ

ورفقًا بنا طيفَ الخليلِ فإنني

أصاولُ آلامي ولليم أمخر

يُسَاوِرُنِي وَجْدُ التباريحِ والأَسَى

وفي النفس من هَوْل النَوَى ما يُكَدِّرُ

لفقدِ عزيزٍ غيَّبَ الموتُ وَجْهَهُ

وأَبْقَى لنا الأصداءَ تَخبو وتَظهرُ

قضى الشاعرُ الغِرِّيدُ ما طَاب جُرحُهُ

وجُرحِي على فقدي له اليومَ يَكبرُ

ثَوَى (سَيِّدُ الشعرِ الجميلِ) فَأَجْهَشََتْ

روائعُ هُنَّ الشعرُ، بل هُنَّ كوثرُ

قَلائدُ ما فُلُّ الرَدَائمِ مِثْلُهَا

وبعضُ شَذَاهََا يُبْهِجُ النفسَ، يَأْسِرُ

هيَ البُرْءُ للقلبِ الكليمِ وإنها

لَتَأسُو الجراحَ الغائراتِ وتَجبرُ

ثوى شاعرُ الأحزانِ صديانَ للصفا

وكان الصفا شأنًا له يَتَخَيَّرُ

فَهَيَّضَ في قلبي مدائنَ وَحْشَةٍ

وَفَجَّرَ في عيني سحائبَ تُمطِرُ

ستبكيه مني كلُّ جارحةٍ رَوَتْ

أغاريدَهُ تشدو بها وتُكَرِّرُ

وتبكيه روح الشعرِ تبكي مُغَرِّدًا

وَصَنَّاجَةً مِنْ طَيِّبِ القول يَسْحَرُ

دواوينه الثكلى ستبكي فراقه

سيبكيه منها (ذائعٌ) ومُحَبَّرُ

سيبكيه جازانُ الخصيبُ وأَرْبُعٌ

صدى شعره ما زال فيها يُؤَثِّرُ

ويبكيه صَحْبٌ في الرياض وفي الحَسَا

وإخوان وُدٍّ في الحجاز ومَعْشَرُ

ويبكيه نادي (مكة) وحُجُونُهَا

وتبكيه (بَغداد) و(نَزْوَى) و(خَيْبَرُ)

أبا أحمد عذرًا فهذي مشاعرٌ

وما هي بالشعرِ الذي كنتَ تَسْبُرُ

ولا هي بِالدُرِّ الذي أنْتَ رَبُّهُ

ولكنها بعضُ المشاعرِ تُسْفِرُ

مُصَابُكَ قَدْ أَعْيَى القريضَ وَهَدَّهُ

فراحَتْ طيورُ الشعرِ عنك تُنَقِّرُ

ستبقى (عليَّ) الشعرِ والنثرِ خالدًا

ويبقى (جراحُ القلبِ) عنكم يُذَكِّرُ

وندعو إلهَ العرشِ يُعْلِي مَقامَكُمْ

بِجَنَّاتِ عَدْنٍ، سابقًا لا تُؤَخَّرُ

وأن يتولاك الكريمُ برحمةٍ

تَسِحُّ بأَلْطَافٍ عليك وتُمْطِرُ

- جازان

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة