Culture Magazine Thursday  18/06/2009 G Issue 288
فضاءات
الخميس 25 ,جمادى الآخر 1430   العدد  288
مُولَعَةٌ بالعُيُون أنَا...!!
زينب إبراهيم الخضيري

 

في طرقات مجتمع ثمل بالتسارع والتغير، نُجبَر أن نتواصل ونصل بأقصى سرعة حياتنا اليومية، حتى إننا نصل إلى مرحلة لا نشعر بمدى ألمنا أو سعادتنا حزننا أو شقائنا، نحن نسير بتتالي واختلاف, معتكفين بمحراب السرعة والتلاحق، نوغل في فيافي حكايات أرواحنا وقصصنا المختلفة، لدي مخاوف كثيرة مركّبة مثل الخوف من الموت وغموضه، من الوحدة وقسوتها التي تميتنا قبل أواننا، أغالب تجاوز نفسي بمغامرة تشدني للحياة، ماذا لو منحنا أنفسنا فرص العيش خارج حياتنا العادية ما هي النتيجة؟ أتأمل البشر وأتساءل هل أفرغت قلوبهم في قالب من الكآبة؟ لا أرى أثراً للسعادة على محيّاهم، ارجع ببصري إلى هؤلاء القاطنين في حياة لم يجهدوا أنفسهم بمحاولة التعرّف عليها، وادقق أكثر في عيون هؤلاء الناس، هي ما يربطني بهم، هي الشفرة التي أفك بها إسرارهم، العيون لها (أرواح), بعض العيون تحمل كثيراً من التغيّر تارة تأخذ صفة الحزن، وتارة تأخذ صفة الشرود والرحيل إلى عالم لا يشبه عالمنا، لطالما تعلّقت ورغبت أن أسبر غور هذه العيون، التي أحياناً تكون جميلة ثائرة, غاضبة, وأحايين أخرى تحمل راية الشقاء والوجع وتغيب في بئر الأسرار متجاوزة حدود الأفق البشري, ويوماً ترفل بحلة السعادة، أو تتلبس روح تمثال شمعي, أشبهها بالبحر عندما يستدير عليه الأفق بحنو.

أحياناً تضيق الكلمات، فتنطق العيون, فالعيون لها مسيرة ألف ضوء تضطرب كالزئبق، وتتجمد كالثلج، وترقّ كأوراق الوردة الملساء، هي بوابة الروح والارتياح, تلتقط شرارة الحب، وجمر البغضاء، أحياناً تكسف العيون متوارية عن البشر، وأحايين أخرى تشرق كالشمس الوثّابة في نفوسنا، هي مثل الترمومتر للإنسان, هي الليل، الجمال، الحب، وهي أكثر من ذلك.

وقد عبر عنها الشاعر (عمر ابن ربيعة) في قوله:

أشارت بطرفِ العين خِيفة أهلها

إشارة محزونٍ ولم تتكلمِ

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً

وأهلاً وسهلاً بالحبيبِ المتيمِ

الغريب أننا لدينا الجرأة لرسم حياة للأشخاص من حديث الناس؟

ولكن لا نجرؤ أن نرسم قصة حياة إنسان من خلال البحث في رمزه الإنساني (العين)، ربما لأننا نخاف مواجهة الحقيقة, وهذه أضيفها إلى كوكبة مخاوفي في الحياة...!!

تقول زينب - افتح عينيك كي أقرأك.

zainb777@yahoo.com الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة