Culture Magazine Thursday  25/06/2009 G Issue 289
شعر
الخميس 2 ,رجب 1430   العدد  289
كم قلت للسروي
شعر - معيض البخيتان

 

كم قلت للسروي إياك والمشرق

حث المطايا جنوباً للمدى المغدقْ!!

إلى المباهيج من عُونٍ معلقة

بين المذاري وبين الشامخ الأصوقْ!!

تلقى بها مذحجاً والأزد قد عصبوا

مالا طفوا بالسنا في العالم المطبقْ!!

وانفض دروب الهوى للمترعين به

غربي سهيل اليماني روعة الأذوقْ!!

بالعطر بالكحل بالحناء ما لثمت

تلك الحريفات بالمعتوق بالأعتقْ!!

دنيا مضمخة بالمفتنات كما

تثوّر الفطرة الأولى وتستنطقْ!!

اللون يركض من حولي صباحته

وأنت تسأل فيما ثأب الزنبقْ!!

بوح الأراك وهبّات البشام وما

تدري به من فتيق الأحمر الأحذق!!

مالي وللضب في الصحراء عكوته

يومي بها في حميم القيظ كالمطرق؟

يعدو وينفخ ما أوهى وما أملق

والعود لا يُنتقى إلا إذا أحرق!!

أحرقه تندى جراحات ململة

أفواهها تتدلى بضةً وارفقْ!!

كم قلت للسروي والليل مرتعش

والشمس تصدعها القامات: قُمْ حلّقْ؟

قلنا فضجوا أثير والناس اثرؤهم

وعاقل القوم مها كان قد يحمق!!

قالوا لنا عن عيون في الثرى يبست

وعن فراخ بذي مرخ وعن خرنق!

وعن حلاقيم أشياخ مقيرةٍ

تجرعت كل شيء دونما تفهق!!

تناهبت نشوة الماضي وسامره

لما يزل يدفع الراووق بالمرفق!!

يا أيها الشاعر المنطيق معذرة

غنى المغني وذاك الصف ما صفق؟!!

أشدت بالنابه النجديّ فانفرجتْ

أسرّة وانزوت أخرى ولم تشفق!

أشفق فما كل ما جافيت متّركاً

كلا ولا كل ما علقت قد يعلق!!

لكن أ ستاذك المفضال تعرفه

فاصدح به ما تشا في الناس أو موسق

وارفق بنا رب مأخوذ بلا هدف

أو مدهش دون محراب ولا أشدق؟!

لي في الجنوب حكايات مدوية

آهٍ وآهٍ من المخطوف بالأشوق!!

أهلي هنالك في واد وصاحبتي

منذ عقود مضت تؤمي وتستوثق!!

هجرتها ونياط الروح متعبة

حنيت.. لكن بعد الدار قد فرّق؟!

هيجتني بالبيان الحر فانطلقت

على الطبيعة ما طوّحت بالأبرق!!

هل تعرف الأبرق الأعلى ببلدتنا

أيام أشرب باليمنى واستنشق؟!

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة