Culture Magazine Thursday  25/06/2009 G Issue 289
تشكيل
الخميس 2 ,رجب 1430   العدد  289
وميض
منيرة موصلي القيمة والريادة
عبدالرحمن السليمان

 

منذ العام 1985 جمعتني بالفنانة التشكيلية منيرة موصلي معارض أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي التي كانت واحدة من أعضائها الجادين، وقبل هذا التاريخ بستة اعوام تقريبا كانت منيرة استقرت في المنطقة الشرقية وتحديداً الظهران وقد بدأت العمل في شركة أرامكو السعودية، ومع هذا التاريخ كان حضورها التشكيلي على مستوى المنطقة الشرقية، فهي أسهمت في إنشاء مرسم الدمام، هذا المرسم الذي انضم اليه بداية بعض الشابات للتحصيل الفني على يد منيرة.

أتذكر مقدار الجدية التي زرعتها منيرة في شخصيات فتياتها الشابات وهي تقف معهن بقوة، كانت تضع خططها للعمل وفق ما يعرّف بتلك الوجوه الشابة وما يطور نتاجهن الفني وتجاوزه الأوليات إلى سلم الفن ودرجاته، تلك الفترة كان منيرة أخذت ترسم خطتها لبرامج المعارض والمحاضرات والحوارات الفنية ما بينها وطالباتها وكان للمجموعة أن تقيم أسبوعاً تشكيلياً في الخبر حاولت أن تجلب له صفية بن زقر وأخريات إما كمحكمات إو كمشاركات يدعمن حضور الفنانة الشابة وبالفعل كان لها ذلك، وكان حضور الفنان الراحل محمد السليم للمناسبة أرادته منيرة دعما معنويا لطالباتها (فنانات المستقبل)، كانت الأسماء كثيرة واستقطبت موهوبات وهاويات رسم وأعمال فنية مختلفة لذلك الأسبوع الثقافي، كانت تشجع فتيات مرسم الدمام على القراءة والبحث والمساهمة الكتابية والحضور الفني ولا تتوانى في تقديمهن في أي مناسبة فنية، عندما بدأ مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالدمام أنشطة أشرف عليها أوائل الثمانينات. - وقد غادر الاخصائي التشكيلي إلى بلده مصر - الفنان فيصل السمرة، كانت مشاركة الفنانة منيرة موصلي وكانت مشاركة أولى لها على مستوى المنطقة الشرقية أتذكر عملها تجريديا لم يخل من أثر إنساني، تلويناته بنية وبعض الدرجات الفاتحة على مساحة لوحتها الصغيرة، كان انضمامها إلى جماعة أصدقاء الفن التشكيلي إضافة حقيقية للجماعة فهي واحدة من أعضائها الذين يمتلكون ثقافة ومعرفة بأهمية العمل الجماعي وفق رؤيتها البعيدة لمستقبل الفن وهي الرؤية التي طالما سعت لتأكيدها وتعميقها وفق عمل جاد مبرمج يكفل تقديم تجاربنا المحلية و وصولها إلى الآخرين على النحو الأصح.

وجودها في المنطقة الشرقية حملها إحساسا بدورها كرائدة في حركة الفن التشكيلي السعودي فهي وإن سجل لها إقامة أول معرض لفنانة تشكيلية سعودية في العاصمة الرياض فإنها أيضا شاركت زميلة دربها صفية بن زقر في إقامة أول المعارض النسائية في جدة عام 1968 كان معرضها الأول في المنطقة الشرقية وتحديداً في قاعة إنماء بالخبر مناسبة ضمّ الفنانين ومحبي الفن. وكانت منيرة عرضت اعمالها وأدواتها الفنية وألوانها الطبيعية وغير ذلك، كانت أعمالها الممتدة لفراشتها التي انهزمت وهو العنوان الذي أرادته لأحد أعمالها الفنية الثمانينية الجميلة، عائد للقاص الراحل عبدالعزيز مشري الذي كانت تحمل له تقديرا كبيرا، اشتغلت منيرة موصلي على أعمالها ببحث وظّفت فيه الخامة التي استوحتها او جلبتها أو استعارتها من وطنها الكبير فأبوابها الخشبية وأقمشتها المختلفة وأعواد القصب أو الأصباغ الطبيعية أو غيرها مما تجد فيه تحقيقاً لمنجزها الإبداعي، وهي خامات لم تزل تجدد في اختياراتها إلى أن بدأت في مشروعها الفني (الواسطي وأنا وأشياء أخرى) الذي أقامته وفق رؤيتها الفنية التي تستوحي وتستفيد من تجربة ذلك الفنان في توجهها نحو العربي الذي طالما فاخرت به، وهي في تلك التجربة وظفت الكتابة أو الخط والصورة الملصقة والمعالجة الفنية المحترفة، تواصل هذا السعي الفني والثقافي في مشروع معرض آخر عنوانه (أجياد تحاور هجر) أقامته في البحرين، ولهذا المعرض سياقاته في العلاقة التاريخية، منيرة موصلي التي تقاعدت وأرادت الاستقرار تفرغا للفن هي الآن تسعى إلى أكثر من مشروع لفنها ولوطنها، ولعل حضورها وتواصلها مع الساحة التشكيلية المحلية وكجزء من بنيتها وتواصلها يعني وجودها وتأثيرها وأثرها على المستوى المحلي بل والعربي فهي تم تكريمها في أكثر من قطر عربي ولم تزل محل حفاوة وتقدير من عرفها قيمة فنية وثقافية حقيقية، وبالتالي ريادتها وأهميتها.

الدمام aalsoliman@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة