Culture Magazine Thursday  26/03/2009 G Issue 276
الملف
الخميس 29 ,ربيع الاول 1430   العدد  276
الباحثُ المحقق
د. محمد بن عبد الرحمن الهدلق

 

الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع باحث متميز، ومحقق ثبت، وأستاذ أكاديمي بارز.

عرفتُ الصديق الدكتورَ المانع منذ زمن طويل جدا، فلقد زاملته في المدرسة الابتدائية بشقراء، ثم في المعهد العلمي هناك، ثم في كلية اللغة العربية بالرياض، ثم في جامعة الأزهر بمصر، ثم في الإعادة بقسم اللغة العربية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة، ثم في البعثة إلى بريطانيا، ثم في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض،،ثم في عضوية مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض، ثم في خميسية الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. ذكرت هذا الرصد التفصيلي لأبينَ أن معرفتي بالدكتور المانع ليست معرفة عابرة، ولا مبنية على لقاء أو لقاءين، وإنما هي مبنية على زمالة عُمْرٍ ليس بالقصير.

كان الدكتور المانع متفوقا في دراسته فقد حصل على ترتيب (الأول) على دفعته في السنتين الأخيرتين من الدراسة في كلية اللغة العربية بالرياض، وقد كان هذا التفوق سببا رئيسا في ترشيحه للعمل في المحكمة المستعجلة الثانية بالرياض، مع أنه متخصص في اللغة العربية وليس في الشريعة، وقد عمل فعلا في هذه المحكمة بضعة أشهر مع فضيلة الشيخ إبراهيم الثميري أمد الله في عمره. لم يكن طموح الدكتور المانع ليقف فقط عند وظيفة تدِرُّ عليه قوتَ يومه وتؤمِّنُ له حياة هادئة مستقرة مهما كانت طبيعة هذه الوظيفة،وإنما كان يبحث -حسبما ظهر لي- عن عمل يؤمن له خلودَ الذكر، وحسن الأحدوثة على المدى البعيد؛ لهذا السبب رأيته يكافح بقوة من أجل التخلص من العمل في المحكمة لينتقل مرحلياً إلى العمل في وظيفة إدارية برئاسة القضاة (وزارة العدل الآن). ولم يمنعه العمل الإداري، في مكتب المدير العام برئاسة القضاة، من التعلق بأهداب مشروعه المستقبلي، فقد شغل نفسه في هذه الفترة بالدراسة منتسبا من أجل الحصول على درجة الماجستير في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وقد حصل على هذه الدرجة في العام 1389-1969م. وعندما سنحت له الفرصة بالحصول على وظيفة (معيد) في قسم اللغة العربية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة اغتنم هذه الفرصة وانتقل إلى مكة المكرمة.وبعد عام أو أقل قليلا من تعيينه في هذه الوظيفة وممارسته للتدريس في قسم اللغة العربية هناك، أوفدته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية إلى بريطانيا للحصول على شهادة الدكتوراه، وقد حصل على هذه الشهادة من جامعة إكستر بجنوب انجلترا في العام الجامعي 1976-1977، وذلك على رسالته ذات العنوان:

(ابن باطيش الموصلي وكتابه غاية الوسائل إلى معرفة الأوائل: دراسة وتحقيق)

كان حصول الدكتور المانع على الدكتوراه في مجال الدراسة والتحقيق عاملاً مهماً في توجيه مسار حياته العلمية المستقبلية، فهو ما إن عاد من البعثة حتى عُيِّنَ مُدَرِّسا في قسم اللغة العربية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة، وبعد أشهر قليلة انتقل إلى قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود حيث لا يزال يمارس مهنة التدريس إلى هذا اليوم.

منذ أن استقرت قدمه في الرياض لم يُضِعْ الدكتور المانع وقتا في البحث عن هدفه في الحياة العلمية فهو قد رسم هذا الهدف مسبقا كما حدده في العنوان الفرعي لرسالته للدكتوراه (دراسة وتحقيق)، المشروع البحثي إذن يتلخص في الدراسة والتحقيق. ولقد كان لنصيحة مناقشه في رسالة الدكتوراه الأستاذِ في جامعة لندن،البروفسور جونستون دورٌ مهم في توجيه مسار الدكتور المانع البحثي.لقد زار الدكتور المانعُ البروفسورَ جونستون في لندن، بعد الانتهاء من المناقشة والحصول على الدرجة، ودار بينهما حوار علمي تطرقا فيه إلى ما ينتظِرُ المتخرِّجَ حديثا من مشاغلَ وعوارضَ غالبا ما تصرفه عن البحث العلمي، فنصح البروفسورُ جونستون الدكتورَ المانعَ بأنه يتعين عليه أن يبادر منذ وصوله إلى بلده بالانخراط في البحث العلمي،وأن يسارعَ إلى نشر أول نتاج علمي له حتى ولو لم يكن راضياً عنه، ولا ضَيْر في ذلك لأنه بالإمكان إصلاح النقص لاحقا.لقد كان البروفسور جونستون يريد من نصيحته هذه أن يستغل النشاط البحثي الذي يتمتع به الدارس أثناء إعداده لرسالة الدكتوراه من أجل مواصلة البحث بعد الحصول على الدرجة، والحيلولة بينه وبين الانقطاع الذي يصاحبه غالبا الفتورُ ثم التخوفُ من معاودة البحث. لقد كان، بعبارة أخرى، يريد أن يُورِّط الدكتورَ المانعَ في البحث، وأن يزيلَ عنه التهيبَ والتسويف.وقد فعلت هذه النصيحة الصادقة فعلها في الدكتور المانع، ولا غرابة في ذلك فهو من فئة من الرجال تلتقط الكلمة التعريضية العابرة،فكيف بها وقد جاءت هنا بلفظ التصريح؟.

بادر الدكتور المانع بعد استقراره في الرياض إلى تنفيذ ما أشار عليه به البروفسور جونستون، وقد تمثَّل هذا النتاج العلمي في مسارين متوازيين هما:

أولاً: البحوث العلمية:

أول بحث علمي نشره الدكتور المانع -حسب معرفتي- هو:

1- ابن قلاقس الإسكندري ورسائله،وقد نشره في مجلة كلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض عام 1977-1978.

ثم توالت البحوث بعد ذلك تترى وذلك على النحو الآتي:

2- نقد كتاب دراسة في المعاجم العربية، كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني. نشر في عام 1401 -1981م.

3- قراءة في قصيدة كعب بن زهير. نشر في عام 1402-1982م.

4- ملاحظات حول ثلاث مخطوطات. نشر في عام 1402-1982م.

5- عيار الشعر بين طبعتين. نشر في عام 1402-1982م.

6- ابن قلاقس الإسكندري في صقلية، نشر في عام.1404-1984.

7- وفادة الأعشى على الرسول، أهي صحيحة؟ نشر في عام1404-1984م.

8- قصيدتا الأعشى الإسلاميتان، هل نرفض نسبتهما إليه؟. نشر في عام.1404-1405.

9- عمرو بن حُني الشاعربين إثباته وإنكاره، نشر في عام 1405-1984م.

10- ديوان ابن قلاقس الإسكندري، نشر في عام 1405-1985م.

11- ديوان ابن قلاقس: رد على نقد. نشر في عام 1407-1986م.

12- معجز أحمد للمعري. نشر في عام 1414-1993م.

13- المتنبي والتوحيد: قراءة ثانية. نشر في عام 1414-1994م.

14- الطبري وتوظيف الشعر المنهي عنه في تفسيره. نشر في عام 2003م.

15- تحقيقات المستشرقين، الوجه السلبي، المستشرق (برُوي) مثالاً. نشر في عام 1426- 2005م.

16- أبو سهل الزوزني الوزير الأديب في عصر الدولة الغزنوية، نشر في عام 1427-2006م.

17- نظرات نقدية في كتاب (قشر الفسر) للزوزني. نشر في عام 2007م.

18- نظرات في كتاب (أحمد بن علي بن معقل الأزدي) لعباس هاني الجراخ نشر في عام 1428-2007م.

19- ابن جني وكتابه: (الفسر الصغير).

وغير ذلك من البحوث الأخرى.

ثانياً: تحقيق المخطوطات:

أما ما يتعلق بتحقيق المخطوطات، وهو الميدان الرحب الذي يصول فيه الدكتور المانع ويجول، فإن له فيه أعمالاً رائدة استحق عليها، بل على بعضها، جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب للعام 1429-2008م. وبعض هذه الكتب المحققة حققها الدكتور المانع ابتداء، وبعضها أعاد تحقيقه مستخدما في ذلك طرائق التحقيق العلمي الرصين.ومن بين هذه الكتب المحققة ما يأتي:

1- كتاب من توفي عنها زوجها فأظهرت الغموم وباحت بالمكتوم.لأحمد ابن المرزبان.نشر عام 1981.

2- المنتخب من كتاب الشعراء لأبي نعيم الأصبهاني. نشر عام1402.

3- ترسل ابن قلاقس الإسكندري. نشر عام 1404.

4- الزهر الباسم والعرف الناسم في مديح الأجل أبي القاسم، لابن قلاقس الإسكندري. نشر عام1 404.

5- عيار الشعر لابن طباطبا العلوي. نشر عام 1405.

6- من اسمه عمرو من الشعراء لابن الجراح. نشر عام 1412.

7- المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي لابن معقل الأزدي. (يقع في 5أجزاء) نشر عام1422.

8- قشر الفسر لأبي سهل الزوزني نشر عام 1427.

9- الفسر الصغير لابن جني. نشر عام 1428.

10- رسالتا الجاحظ في ذم العلوم ومدحها. نشر عام 1424.

11- إتحاف النبلاء بأخبار الثقلاء للسيوطي. نشر عام 1303-1983م.

12- كتاب الأفضليات لابن منجب الصيرفي.نشر عام 1402 -1982م (بالاشتراك مع الدكتور وليد قصاب).

13- إسلام كعب بن زهير وقصيدته،رواية أبي القاسم بن بشران. نشر عام 1401-1981.

من هذا العرض يتضح الجهد العلمي الكبير للأستاذ الدكتور عبد العزيز المانع، وهو جهد غزير ومتنوع -كما تشير إلى ذلك العناوين السابقة-.

ومن أجل تسليط الضوء على نوعية المعالجة البحثية التي تتضمنها الدراسات السابقة سأتوقف عند بحثين فقط لنرى من خلال عرضهما كيف يعمل الدكتور المانع عندما يتصدى لكتابة بحث من البحوث.

1- (وفادة الأعشى على الرسول أهي صحيحة؟)

يعرض الدكتور المانع في هذا البحث عدداً من الروايات التي تناولت هذه الوفادة، وهو يوردها بحسب ظهورها تاريخياً بدءا من رواية ابن هشام صاحب السيرة، وانتهاء بروايتي أبي الفرج الأصبهاني والمرزباني، وقد أدرك الدكتور المانع بنظرته النافذة الاضطراب الواضح في بعض الروايات التي تجمع أمورا متناقضة تؤدي إلى الجزم بوجود خلل فيها. من بين ذلك أن إحدى الروايات تقول بأن الأعشى أتى مكة وافداً على الرسول ليسلم فاعترضه بعض المشركين من قريش وأقنعوه بالعودة من حيث أتى فعاد. وتذكر رواية أخرى أنه قدم مكة يريد أن يُسْلِم ونزل عند عتبة بن ربيعة فسمع به أبو جهل فجاءه في فتية من قريش، وأهدى إليه هدية، ثم سأله عما جاء به فقال: (جئت إلى محمد، إني كنت سمعت مبعثه في الكتب، لأنظر ما ذا يقول، وما ذا يدعو إليه. فقال أبو جهل: إنه يحرم الزنا، فقال: قد كبِرتُ وما لي في الزنا حاجة، قال: فإنه يحرم عليك الخمر، قال: فما أحلَّ؟! فجعلوا يحدثونه بأسوأ ما يقدرون عليه، فقالوا: أنشدنا ما قلت فيه، فأنشد:

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا

وعادك ما عادَ السَّليمَ المُسهَّدا

... فلم يزالوا به حتى صدُّوه، وخرج من فورته حتى وصل اليمامة فمكث به قليلاً ثم مات. وهناك رواية أوردها ابن قتيبة تذكر أن الأعشى خرج يريد النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية فاعترضه أبو سفيان بن حرب وسأله عن سبب مجيئه ثم جمع له مئة من الإبل وأقنعه بالعودة فلما صار بناحية اليمامة ألقاه بعيره فقتله..

يناقش الدكتور المانع جميع الروايات وما تضمنته من كلام حول تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم للخمر، والزنا، والقمار، فينقل عن ابن حجر العسقلاني أن الآية الكريمة التي ورد فيها التحريم القطعي للخمر، وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} قد نزلت عام الفتح سنة ثمان من الهجرة النبوية، وهذا ينفي إذن أن يكون أبو جهل، الذي قتل في معركة بدر، هو القائل للأعشى إن الرسول يحرِّمُ الخمر... الخ، ثم يناقش الدكتور المانع موضوع المكان الذي اتجهت إليه الوفادة أهو إلى مكة؟ أم إلى المدينة؟ ويرجح أن الوفادة اتجهت إلى المدينة بدليل أن الأعشى يقول في قصيدته: (التي أعدها بمناسبة إسلامه... ألا أيهذا السائلي أين يممت فإن لها في أهل يثرب موعداً) فهو هنا يذكر أن وجهة ناقته إلى يثرب وليس إلى مكة.

ويعرض الدكتور المانع في ختام البحث رأيه في القصة كاملة فيقول:

(أكاد أجزم أن الأعشى لم يَرِدْ مكة، ولم يفكِّر في دخول الإسلام في ذلك التأريخ الذي تقترحه الرواياتُ كلُّها، سواء أكان ذلك قبل الهجرة أو زمن صلح الحديبية. ما أميل إليه هو أن الأعشى قرر الدخول في الإسلام بعد السنة التاسعة للهجرة، وهو وقت دانت فيه قبائل الجزيرة العربية، أو أغلبُها للإسلام، وهذه قبيلة بكر بن وائل -وهي قبيلة الأعشى- لم تدخل في الإسلام إلا عام الوفود، وهو العام التاسع للهجرة. ومن خلال النص الذي دونه لنا ابن سعد في طبقاته نرى أن الأعشى -وهو شاعر القبيلة- لم يكن ضمن ذلك الوفد.

لدي ميْلٌ قوي إلى دخول الأعشى في الإسلام، يؤيده وجود قصيدة إسلامية أخرى له غير قصيدة الوفادة.

ولدي ميل قوي أيضاً إلى أن دخوله هذا تأخر عن دخول قبيلته، ربما لعدم اقتناعه، إلى السنة العاشرة أو ما بعدها. وهذا يؤيده أن كل شعراء القبائل في تلك الفترة صاحب إسلامُهم إسلام قبائلهم أو تأخر عنه.

ولدي ميل إلى أنه بعد إيمانه بهذه الدعوة الجديدة نظم قصيدته في مدح الرسول -عليه السلام- ورحل متجها إلى المدينة ليعلن إسلامه وينشد قصيدته أمام النبي، لكن أخبار وفاته عليه السلام لاقته فعاد أدراجه إلى اليمامة، ولم يدخل المدينة، ولم ينشد قصيدته.

مما يلفت النظر هنا أن الدكتور المانع الذي فكَّكَ الروايات التي أوردت قصة عزم الأعشى على الدخول في الإسلام، وأظهر التناقض الكامن في ثناياها، وهيأ بذلك ذهن القارئ لرفض هذه الروايات جملة، أتى في الأخير ليرجِّحَ أن القصيدة صحيحةُ النسبة للأعشى، بل إنه يورد ما يفهم منه أنه يرى أن الأعشى قد أسلم فعلا، وهذا -حسب فهمي- ما لم يقل به أحدٌ من الرواة السابقين الذين أورد الدكتور المانع أقوالهم.

ولم يكن رأي الدكتور المانع في القول بصحة نسبة قصيدة الوفادة إلى الأعشى مقصوراً على هذا البحث المخصص لها بل إننا نجد هذا الرأي أيضا في بحث آخر له مخصص لهذه القصيدة ولقصيدة إسلامية أخرى للأعشى تعرف بقصيدة (الوصية)، وعنوان هذا البحث هو:

قصيدتا الأعشى الإسلاميتان هل نرفض نسبتهما إليه؟

وقد ناقش الدكتور المانع آراء مشاهير الدارسين المحدثين الذين شككوا في صحة نسبة هاتين القصيدتين إلى الأعشى وهم: الدكتور طه حسين والدكتور محمد محمد حسين، والدكتور شوقي ضيف. فالدكتور طه حسين يشك في أن الأعشى قد مدح المضريين. وعندما صادفته قصيدة الوفادة قال: (ستقول: ولكنه مدح النبي والنبي قرشي! وما رأيك في أني لا أشك في أن الأعشى لم يمدح النبي، ولا أتردد في القطع بأن هذه الدالية نحلها قاصٌ ضعيفُ الحظ من الشعر، رديئ النظم... قليل المهارة في النحل، ويكفي أن تقرأ هذه القصيدة لترى أنها أسخفُ ما يضافُ إلى الأعشى، وأنها، ولاسيما المدح فيها، إلى المتون أقربُ منها إلى الشعر الجيد).

أما الدكتور محمد محمد حسين الذي يذكر الدكتور المانع أنه قد اتخذ من تحقيق ديوان الأعشى موضوعاً لرسالته للماجستير تحت إشراف الدكتور طه حسين، فإن رأيه في القصيدة مشابهٌ إلى حد كبير لرأي أستاذه، وإن كانت لهجة النفي عنده أخفَّ من لهجة الدكتور طه حسين، ويمكن إرجاع سبب شك الدكتور محمد محمد حسين في القصيدة إلى أنه يرى (أن الشطر الثاني منها أضعفُ من الشطر الأول... وأن الشطرَ الثاني متأثرٌ بالقرآن).

أما الدكتور شوقي ضيف فإنه لم يشك فقط في صحة نسبة قصيدة الوفادة إلى الأعشى بل شك أيضاً في أغلب قصائد الديوان، وشكُّهُ في ذلك -حسبما ذكر الدكتور المانع- يعود إلى ثلاثة أسباب:

1- أن رواية الديوان رواية كوفية غير دقيقة، وأنها تتزيد فيه.

2- أن راوية الديوان كان نصرانياً هو يحيى أو يونس بن متى، وأنه من الممكن أن يكون قد عبث بالديوان فأدخل فيه ما ليس منه ليزيد بعض المعاني المسيحية.

3- أن في بعض قصائده أفكاراً إسلامية لم تعرفها الجاهلية لا هي ولا كل ما يتصل بها من ألفاظ القرآن وأساليبه، ويعطي قصيدة الأعشى في مدح الرسول مثالاً على ذلك.

وقد فنَّدَ الدكتور المانع هذه الحجج التي اتكأ عليها هؤلاء الدارسون الكبار بحجج قوية مقنعة نلخصها فيما يلي:

1- وافق الدكتور المانع الدارسين الثلاثة في أن النصف الثاني من القصيدة هو أضعف فنياً من نصفها الأول، لكنه أضاف أن التفاوت في شعر الشاعر أمرٌ معتاد فهناك قصيدتان ثابتتا النسبة للأعشى عند الكثير من الدارسين، ومع ذلك فقد وصفهما الناقد ابن طباطبا العلوي بأنهما من الأشعار الغثة الألفاظ، والمتكلفة النسج، ولم ينكر ابن طباطبا نسبتهما إليه وإنما عدَّهما من ضعيف شعره.

2- يرى الدكتور المانع أن الأعشى قرر الدخول في الإسلام في العام العاشر من الهجرة، وأن قبيلته قد سبقته إلى الإسلام بعام واحد، أي أنها قد أسلمت فيما يعرف بعام الوفود، وهو العام التاسع. ولا يستبعد الدكتور المانع أن يكون الأعشى، وقد أسلمت قبيلته وأسلمت القبائل التي كان يمدح زعماءها رغبة في العطاء، قد قرر الدخول في الإسلام وأعَدَّ لهذه المناسبة قصيدة يلقيها أمام الرسول، ولا يستبعد الدكتور المانع أن يكون الأعشى قد سأل أفراد قبيلته الذين أسلموا أو غيرهم عن هذا الدين الجديد، وعن المبادئ التي يقوم عليها ثم وظَّفَ هذه المبادئ في قصيدته التي سيلقيها أمام الرسول، وذلك من أجل أن تأتي القصيدة مناسبة للمقام، ويضيف الدكتور المانع أن هذا هو التفسير المنطقي للتفاوت بين نصفي القصيدة. ها هو يقول:

وإذا قلنا إن نصف القصيدة الأول قويٌ ونِصْفَها الثاني ضعيفٌ فذلك سبب القوة والضعف. في نصفها الأول كان الأعشى يكتب قصيدة من وحي فنه الجاهلي الذي قلَّ أن يرقى إليه مثله، وأما في النصف الثاني فهو يكتب قصيدة في موضوع جديد يتعلمه تعلماً، ولذلك فهي إلى (المتون أقربُ منها إلى الشعر الجيد) كما يقول الدكتور طه حسين.

3- لا يرى الدكتور المانع أن الأعشى قد وعى آيات القرآن وتدبرها ثم نظمها في شعره، بل يرى أن الأعشى لا يعدو أن يكون سمع من قومه شيئاً من تعاليم الدين الإسلامي ثم نظم ذلك شعراً، ويضيف الدكتور المانع أن (مما يؤيد ذلك أن الأعشى كان حديث عهد بالإسلام، لم يَعِ معانيه بعدُ ولم يتدبرها، أن مفهوم الصدقات ليس واضحاً في ذهنه هباتٌ وعطايا لدى الرسول -عليه السلام- تُمنَح له ولأمثاله ممن يفدون المدينة في كل يوم، وما درى أنها تعطى للفقراء والمساكين ومن نصَّت عليهم آية الصدقات. يقول:

له صدقاتٌ ما تُغِبُّ ونائلٌ وليس عطاءُ اليوم مانِعَهُ غدا.

4- يتجه الدكتور المانع، في الأخير، إلى تفنيد طعن الدكتور شوقي ضيف في معظم قصائد ديوان الأعشى بسبب أن راوية الديوان كوفي، و الدكتور شوقي ضيف لم يستثن من ذلك سوى القصيدتين السادسة، والحادية عشرة بحجة أن أبا عبيدة قد قرأ الأولى على أبي عمرو بن العلاء، وأن الأصمعي قد سمع أباعمرو بن أبي العلاء ينشد الثانية حفظاً، فهاتان القصيدتان إذن تنتميان إلى رواية بصرية؛ لهذا فهما مقبولتان عند الدكتور شوقي ضيف دون غيرهما..

ويرى الدكتور المانع أننا لو أخذنا برأي الدكتور شوقي ضيف لما (صح لنا أن نقبل اختياراتِ المفضلِ الضبي (المفضليات) لأنه راوية كوفي، ولما صح لنا أن نقبل روايات السُّكري لدواوين الشعراء، وأشعارِ القبائل وهي تربو على ثلاثين ديواناً رغم كونه راوية بصريا لأنه -كما يقول الدكتور شوقي ضيف- ينقل عن أبي عمرو الشيباني، وهو راوية كوفي يتزيد في الرواية.

وفيما يخص قصيدة الأعشى في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم التي يرى الدكتور شوقي ضيف أنها منحولة، يذكر الدكتور المانع أن هناك (رواية بغدادية عن ابن حبيب يقبل فيها القصيدة ويصفُها بأنها قصيدة جيدة)، ثم يضيف الدكتور المانع أن (المبرد، وهو راوية بغدادي أيضاً، يعتمد على القصيدة ويستشهد ببيت من نصفها الضعيف في كتابه المقتضب في باب النون الخفيفة وهو:

فإياك والميتاتِ لا تقرَبنَّها

ولا تأخُذَنْ سهماً حديداً لِتفصدا

وهذا الليث بن نصر، صاحب الخليل، عند حديثه عن الفعل (نكح) يستشهد ببيت من نصف قصيدة الأعشى الضعيف أيضا وهو قوله:

ولا تقربنَّ جارة إن سِرَّها

عليك حرام فانكِحَنْ أو تأبدا

وهذا الأزهري يستشد في باب (نصب) ببيت للأعشى ويقول: (قلت: وقد جعل الأعشى النُصُبَ واحدا حيث يقول:

وذا النُّصُبَ المنصوب لا تَنسُكَنَّه

ويختم الدكتور المانع مناقشته لرفض الدكتور شوقي ضيف نسبة هذه القصيدة إلى الأعشى بإيراد حجج دامغة تصيب حجج الدكتور شوقي ضيف في مقتل. يقول الدكتور المانع:

وإذا كان الدكتور شوقي ضيف لا يقبل رواية ثعلب الكوفية بل لا يقبل إلا رواية بصرية فما رأيه إذا قلنا إن القصيدة كانت معروفة في أوساط البصرة متداولة يُستشهد بها في وقت لم يولد فيه ثعلب بعد!. وهذه الرواية البصرية وردت عند أوثق نحوي بصري، وفي أوثق كتاب نحوي، وهو كتاب سيبويه. يقول: (وأما الخفيفة فقوله تعالى {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} وقال الأعشى:

فإياك والميتاتِ لا تقربنها

ولا تعبدِ الشيطانَ واللهَ فاعبُدا

وما رأيه أن القصيدة كانت معروفة عند الأصمعي يستشهد بها، وهو مِن ثقاتِ رواةِ الشعر البصريين، ومِن شراحِ ديوانِ الأعشى، وهو مَنْ قبلَ الدكتور شوقي ضيف روايته في القصيدة رقم 11 المذكورة سابقاً.... وهذا الجوهري في باب (غوَر) من صحاحه يقول: واختلفوا في قول الأعشى:

نبي يرى ما لا يرون وذكره أغار لعمري في البلاد وأنجدا

قال الأصمعي: أغار بمعنى أسرع، وأنجَدَ أي ارتفع، ولم يرد أتى الغورَ ولا نجدا، وليس عنده في إتيان الغور إلا غار.

ويختم الدكتور المانع هذا الحِجَاجَ القوي الذي لم نورد إلا بعضه قائلاً:

أبعد قبولِ كلِّ هؤلاء العلماء لهذه القصيدة وروايتهم لها واحتجاجهم بها، وهُم مَن هُم في معرفة صحيح الشعر من منحوله، نذهب إلى القول بإنكار نسبتها إلى الأعشى؟

2-القصيدة الوصيَّة:

أما بالنسبة للقصيدة الثانية المعروفة بقصيدة (الوصيَّة)، التي مطلعها:

ذريني -لك الويلاتُ-آتِ الغوانيا متى كنت زرَّاعاً أسوقُ السوانيا؟

فقد ذكر الدكتور المانع أن محقق الديوان الدكتور محمد محمد حسين قد رفض نسبة هذه القصيدة للأعشى للأسباب الآتية:

1- (أن القصيدة ركيكة ضعيفة النظم تشبه في بعض أبياتها نظمَ المتونِ والشعر التعليمي).

2- (أنها متأثرة بالقرآن في كثير من أبياتها).

3-أن (في القصيدة ألفاظا غريبة على الأعشى وعلى العصر الجاهلي جملة، مثل لفظ (لطيف)بمعنى ظريف، في قوله (ولا تشتمَنْ جاراً لطيفاً مُصافياً)، ومثل تسمية الله جل وعلا( بالرحمن)، فهي تسمية لم تعرفها العرب في الجاهلية. والأدلة على ذلك كثيرة في القرآن وفي السيرة. قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}، وقال جل وعلا يخاطب الكفار( قٌل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيَّا مَا تدعو ا فله الأسماء الحسنى)...

4- القصيدة بعد كل هذا تخالف ما عُرِف عن الأعشى من فسق ومن دعارة، وتُناقِضُ سائر شعره،فلم يكن الأعشى قط واعظا، ولا صاحب دعوة خلقية أو دينية،بل إن سائرَ القصيدة يناقض صدرَها، فهو يخاطب عاذلته في البيت الأول قائلاً:

ذريني -لك الويلاتُ- آت الغوانيا

ثم ينهى بعد ذلك عن الزنا في البيت 15.

هذه هي الأسباب التي ذكر الدكتور المانع أن الدكتور محمد محمد حسين، في طبعته الأولى للديوان، قد رفض القصيدة بسببها،وهي أسباب قد تبدوا وجيهة لِمَن يأخذ بظواهر الأمور ولا ينقب طويلاًَ. أما بالنسبة للمحقق المدقق فإن بعض هذه الأسباب يمكن أن تفسر تفسيرا لا يُسقِطُ القصيدة،كما أن بعض هذه الأسباب يمكن أن يُرد تماما لأنه لم يقم على استقراء صحيح.

يناقش الدكتور المانع هذه الآراء بمنهجية علمية دقيقة فيقبل بعض تلك الأسباب على أنها حقائق لا يمكن إنكارها لكنه يفسر هذه الأسباب تفسيراً، إن لم يكن مقنعا إقناعا تاما، فإنه على أي حال تفسير يدخل في دائرة الاحتمال المقبول.

ُيسَلِّمُ الدكتور المانع بأن القصيدة ركيكة ضعيفة النظم لكنه يعزو ذلك إلى (سبب واحد هو حداثة إسلام الأعشى وقلة درايته بالمعاني الإسلامية)، كما أنه يسلم أيضا بأن القصيدة متأثرة بالقرآن الكريم، ويرجع ذلك إلى أن (إسلامَ الأعشى وإسلامَ قبيلته يُخولانه أن يتأثر بالقرآن).

أما السبب الثالث الذي أورده الدكتور محمد محمد حسين والذي يشير إلى اشتمال القصيدة على ألفاظ غريبة على الأعشى، وعلى العصر الجاهلي جملة، مثل لفظ لطيف بمعنى ظريف،ومثل تسمية الله جل وعلا بالرحمن، فلم يُسَّلِّم بذلك الدكتور المانع بل بحث ونقب حتى وجد ما يبطل هذا السبب. يقول الدكتور المانع في هذا الصدد:

لا أدري كيف قرر الدكتور محمد حسين أن معنى كلمة (لطيف) الواردة في البيت هو (ظريف). وعلى كل فهذه الكلمة معروفة عند العرب بمعنى الرفق، والبر، والتكرمة. وهذا الأزهري في تهذيب اللغة يقول: اللطيف اسمٌ من أسماء الله العظيم، ومعناه الرفيق بعباده... وقال ابن منظور في اللسان: (وفي حديث الإفك، تقول عائشة: ولا أرى منه اللُّطف الذي كنت أعرفه،أي الرِّفقَ والبرَّ).

أما بشأن ما قاله الدكتور محمد محمد حسين، وتابعه عليه الدكتور شوقي ضيف، من أن كلمة (الرحمن) الواردة في قول الأعشى:

وإن تقى الرحمن لا شيء مثله فصبرا إذا تلقى السِّحاق الغراثيا

لم تعرفها العرب في الجاهلية على أنها اسم من أسماء الله، فقد خطأهما الدكتور المانع في رأيهما، واستغرب أن يقول الدكتور محمد محمد حسين ذلك، وهو الذي حقق ديوان الأعشى، مع أنه توجد في الديوان قصيدة جاهلية هجا بها الأعشى عمرَ بنَ عبدِ الله بن المنذر حين جمع بينه وبين جُهُنّام ليهاجيه، ويوجد في هذه القصيدة بيت فيه كلمة( الرحمن) وهو قول ا لأعشى:

وما جعل الرحمن بيتك في العلى بأجيادَ غربيِّ الصَّفا والمحَرَّم

وذكر الد كتور المانع أننا لو أخذنا فرضا برأي الدكتور شوقي ضيف في أن البيت منحول بسبب وجود كلمة (الرحمن) فيه فكيف نفعل ببيت سويد بن أبي كاهل اليشكري في قصيدته التي تسمى في الجاهلية باليتيمة؟، ذاك الذي يقول فيه:

كتب الرحمن -والحمد له- سعة الأخلاق فينا والضلع

وكيف نفعل أيضا ببيت كعب بن زهير الذي يقول فيه:

فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم

فكل ما قدر الرحمن مفعول

هل نقول إن هذين البيتين منحولَينِ أيضا؟

أما عن احتجاج الدكتور محمد محمد حسين بالآية الكريمة {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} فيرى الدكتور المانع أنه احتجاج باطل؛ لأن المقصود هنا ليس جهلهُم معرفة اسمِ الرحمن وإنما المقصود تعاميهم عن الحق. وقد اعتمد الدكتور المانع في هذا التفسير على ما أورده الإمام الطبري في تفسيره عندما تعرض لكلمة (الرحمن) من قوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم) حيث قال:

وقد زعم بعض أهل الغباء أن العرب كانت لا تعرف (الرحمن)، ولم يكن ذلك في لغتها، ولذلك قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم (وما الرحمن؟ أنسجدُ لما تأمرنا) إنكارا منهم لهذا الاسم، كأنه كان محالا عنده أن ينكر أهلُ الشرك ما كانوا عالمين بصحته، أو كأنه لم يتلُ من كتاب الله قولَ الله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ (يعني محمدا) أَبْنَاءهُمْ} وهم مع ذلك به مكذبون،ولنبوته جاحدون، فيعلم بذلك أنهم كانوا يدافعون حقيقةَ ما قد ثبت عندهم صحته واستحكمت لديهم معرفته،وقد أُنشِد لبعض الجاهلية الجهلاء:

ألا ضربت تلك الفتاةُ هجينها ألا قضَبَ الرحمن ربي يمينها

وقال سلامة بن جندل الطَّهْوي:

عجلتم علينا عجلتينا عليكم ومن يشأِ الرحمنُ يَعقِدْ ويُطلِقِ.

ثم يضيف الدكتور المانع إلى ما استشهد به من كلام الطبري قائلاً:

ثم هاهم الكفار يزعمون أن للرحمن ولدا، جل وعلا عن ذلك، مما يدل على معرفتهم للكلمة {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا} {أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا}

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ}.

من هذا الذي عرضناه من دراسة الدكتور المانع بشأن صحة نسبة هاتين القصيدتين إلى الأعشى يتضح لنا الجهد الكبير الذي يبذله الدكتور المانع في البحث والتقصي، وهو يدل بلا شك على سعة اطلاع الدكتور المانع، وتأنيه، وصبره العجيب على التنقيب في المصادر الأدبية،واللغوية،والنحوية،والشرعية، ولا عجب في ذلك وقد قيل: اعملوا فكل ميسر لما خلق له.

هذا ومما يلفت النظر، في ختام هذه الورقة، أن الدكتور المانع يشير في هذا البحث الثاني، كما سبق له أن أشار من قبل في بحثه المخصص لقصيدة الوفادة، إلى رأيه في أن الأعشى قد اعتنق الإسلام. ومما قاله في هذا البحث ما يلي:

(... ليس له في رأيي إلا سبب واحد هو حداثة إسلام الأعشى وقلة درايته بالمعاني الإسلامية...).

وقوله: (أما أن القصيدة متأثرة بالقرآن فلا شك في هذا أيضا والرد على هذه الحجة واضح من خلال ما سبق، فإسلام الأعشى وإسلام قبيلته يخولانه أن يتأثر بالقرآن).

والسؤال الذي يتردد على الذهن هنا هو: هل يوجد في المصادر الموثوق بها ما يؤيد أن الأعشى قد أسلم فعلا؟ الجواب على هذا السؤال متروك للأستاذ الدكتور عبد العزيز المانع متعه الله بالصحة والعافية،وزاده فضلا على فضل.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة