Culture Magazine Thursday  28/05/2009 G Issue 285
فضاءات
الخميس 4 ,جمادى الآخر 1430   العدد  285
مداخلات لغوية
معنى المفعولات
أبوأوس إبراهيم الشمسان

 

ربَّما يتلقى طلابنا المصطلحات فيعرفون ما تطلق عليها من مسميات، وهم حين يعمدون إلى الإعراب مطلوب منهم أن يعربوا المنصوبات فيسمونها بأسمائها الصحيحة، فزيداً مفعول به في (أكرمت زيداً)، والضمير مفعول به في قول ابن رشيق:

لا تعذليه فإن العذلَ يولعه

قد قلت حقاً ولكنْ ليس يسمعه

وصباحاً مفعول فيه إن قلت (زرته صباحاً)، ومثله يومَ وضحى في قول ابن رشيق:

وكم تشبث يومَ الرحيل ضُحًى

وأدمعي مستهلاتٌ وأدمعه

وجبالَ السراة مفعول معه في (سافرتُ وجبالَ السراة)، والشعرَ والعطرَ والعمرَ في قول أبي ريشة:

تركت حجرتها، والشعرَ منسرحاً

والعطرَ منسكباً والعمرَ مرتهنا

وحرصاً مفعول له في (تُسن الأنظمة حرصاً على تنظيم معاملات الناس)، وكذلك شوقاً في قوله:

ومن عجب أنّي أحن إليهم

وأسأل شوقاً عنهم وهُمُ معي

وإكراماً مفعول مطلق في (أكرمت زيداً إكراماً). ولكنهم يتحيرون في الجواب إن سألتهم ما معنى مفعول به أو مفعول فيه أو مفعول معه أو مفعول له؟ وكذا ما معنى مفعول مطلق؟ بل إن العجب قد يأخذ منهم مأخذه، وكأن تلك المصطلحات غير موضع سؤال وكأنها تستعمل دون أن تعلل، وليس الأمر كذلك؛ إذ هي موضوعة لدلالات نحوية؛ فأما (مفعول به) فمعناه أنه مفعول به الفعل وهو الحدث المفهوم من الفعل، ففي (أكرمت زيداً) فعل الإكرام بزيد؛ ولذلك هو مفعول به، وأما (المفعول فيه) فهو الزمان أو المكان الذي يُفعل فيه الفعل، فالصباح في (زرته صباحاً) هو الزمن الذي فُعلت فيه الزيارة، وكذا إن قلت (سرت مِيلاً) فالميل هو المكان الذي فُعل السير فيه، وبعض النحويين يسمي زمان الفعل أو مكانه ظرفاً لدلالة (في) المفهومه منه. وأما (مفعول معه) فهو اسم لا يشارك الفاعل بالفعل؛ لأن الفعل لا يصدر عنه وهو لا يتصف بمعناه، بل يُفعل الفعل بحضرته وبوجوده وملازمته، فهو إذن مفعول معه الفعل، فجبال السراة ليس من شأنها السفر ولكن فعل السفر يحدث بمجاورتها أي معها؛ ولذلك فهي مفعولٌ السفر معه. وأما المفعول له فالأمر الذي تفعل من أجله الأفعال، فحرصاً في المثال المذكور أعلاه مفعول من أجله أو مفعول له سنّ القوانين. وأما المفعول المطلق فهو المفعول حقيقة لأنه هو الحدث الذي تعبر عنه الأفعال، ولذلك حين يذكر مع الفعل فليس إلا تأكيداً لذلك الفعل لأنك إذا قلت (ذهبتُ) علم أنك فعلت فعلاً هو الذهاب، ولست تزيد معنى جديداً حين تقول (ذهبت ذهاباً) سوى أنك أكدت الذهاب الذي عبر عنه الفعل، وأما وصفه بالمطلق فتمييز عن غيره من المفعولات المقيدة بحرف جرّ (به، فيه، معه، له) وهو دال على مطلق الحدوث بخلاف غيره من المفعولات التي من شأنها تقييد الفعل بعد أن كان مطلقاً، فالإكرام في (أكرمت زيداً) مقيد بأنه فعل بمفعول به هو (زيد)، وكذلك يقيد بذكر زمان حدوثه أو مكانه أو يقيد ببيان مصاحبه أو عله حدوثه.

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7987» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة