Culture Magazine Thursday  30/04/2009 G Issue 281
مسرح
الخميس 5 ,جمادى الاولى 1430   العدد  281
جائزة المسرح
نايف معيض البقمي

 

الكثير من المثقفين والأدباء وبعض العامة وقليل من المسرحيين الذين يجهلون تاريخ المسرح يؤرخون بداية المسرح في تجربة الأديب والمؤرخ والصحفي أحمد السباعي، مستندين إلى إنشاء دار قريش للتمثيل والبدء في أول عمل مسرحي الذي لم يرَ النور إلى وقتنا الحالي، وهو (فتح مكة) الذي كتبه محمد مليباري، وكان ذلك عام 1381هـ، ولكن ماذا بعد؟ هل استمر السباعي في البحث عن هذا الحلم؟ هذا يقودني إلى أن تجربة السباعي سبقتها عدة أعمال مسرحية مثل مسرحية (جابر عثرات الكرام) التي نفذت عام 1375هـ بالمدرسة الأهلية الابتدائية وتغير مسماها بعد ذلك إلى المدرسة التذكارية وقد أخرجها وأعدها محمد الغزولي وشارك في تمثيلها الفنان حمد الهذيل شقيق رئيس جمعية المسرحيين السعوديين أحمد الهذيل. وقد يكون سبقها أعمال مسرحية أخرى كالعرض المسرحي الذي قدم عام 1344هـ.

وقد يقول البعض إنها تجارب مسرحية مدرسية لا يعتد بها، ولكنها كانت عروضاً متكاملة ومحققة لجميع شروط العرض المسرحي من ديكور وإضاءة وأزياء ونص وإخراج وتمثيل وقاعة عرض، وغيرها من التجارب المسرحية التي كانت تقدم في الطائف ومكة والأحساء والقصيم.

ولكن تجربة السباعي هي التي ما زالت مذكورة ومتوارثة وحظيت باهتمام الأدباء والصحفيين والمثقفين؛ نظرا إلى الصبغة الإعلامية التي لاقتها في ذلك الوقت؛ وذلك لمكانة السباعي الأدبية أولاً ولما صاحبها من أحداث اجتماعية ودينية تسببت في إيقاف التجربة، فهو لم يواصل كما فعل من قبله أبو خليل القباني الذي تعرض لمثل ما تعرض له السباعي ولكنه انتظر الفرصة بعد عودة مدحت باشا إلى ولاية دمشق الذي سهل له الطريق إضافة إلى سفره إلى مصر وعودته لاستكمال مشروعة وإنتاج العديد من المسرحيات وتخريج العديد من المسرحيين إلى أن توفي.

السباعي اشتهر بأدبه من خلال إنتاجه القصصي العظيم وكذلك بوصفه مؤرخاً نظير إصداره للكتاب التاريخي (تاريخ مكة) وصحفيا لتأسيسه جريدة الندوة واستمراره في الصحافة؛ لذا كان من الأولى أن يتم وضع جائزة أدبية أو تاريخية أو صحفية باسم هذا العلامة المبدع.

وليت جائزة المسرح تنسب لمن أفنوا حياتهم فيه أمثال الراحل عبدالرحمن المريخي رائد مسرح الطفل في الخليج الذي حمل هموم وقضايا المسرح وأورثه للجيل الحالي وسعى إلى تطويره وخرّج أجيالاً يشار إليها بالبنان في الوقت الحاضر، ومن لا يعرف المريخي فهو من كان يناضل من أجل المسرح ويعمل بعيدا عن الأضواء وكان مسرحياً صرفاً قدم كل إبداعاته من خلال قضايا اجتماعية وتربوية؛ حيث قدّم كمؤلف أكثر من خمسة عشر عملاً مسرحياً بدأها بليلة النافلة وختمها برسائل الشرقي وقدم كمخرج أكثر من عشرة أعمال مسرحية منها شدد بن عنتار، واستمر في حبه وولائه للمسرح حتى وهو يصارع آلام المرض.

(وجهة نظر محب لا تفسد للمسرح قضية)

Nif_123@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة