Culture Magazine Thursday  31/12/2009 G Issue 292
حوار
الخميس 14 ,محرم 1431   العدد  292
الأديبة الروائية زكية القرشي:
تخطيت منتصف الطريق وربحت رهان الرواية

 

حوار - عبد الحفيظ الشمري

الأديبة الروائية زكية القرشي أطلت على القارئ برواية جديدة وسمتها بعنوان شاخص مشاغب: (ألف امرأة.. لليلة واحدة).. حيث جاء هذا العنوان محاكاة لما عرف مماحكات بين فلول الشرزادية، ونخب الشهريارية، بل لم تقف آلية السرد عند إلماح أو إيماء إنما برعت الكاتبة في اقتفاء حساسية هذا الخطاب والدخول في عوالم الحياة الخاصة كجزء من كشف المعادلة التي لا تزال تتأرجح بين قيم تشبه الحلم، وبين واقع يفرض ذاته.

فبين هذه التيارات، وحول جملة من الأسئلة التي تدور في فلك استقصاء رحلة الكاتبة (زكية) بين الكتابة المعرفية والإبداع الروائي، فكان للثقافية معها هذا الحوار الذي ورد على هذا النحو:

الأديبة الروائية زكية القرشي.. أين تقفين الآن من الإبداع والقارئ بعد روايتك (ألف امرأة.. لليلة واحدة)؟

- ربما أكون قد تخطيت منتصف الطريق وما زلت أَنْهم من ثقافة المعرفة.

هل ربحت (زكية) الرهان على الأدب والثقافة.. أم أن العمل الخيري والتطوعي هو الأجدى؟

- هو ميزان والحمد لله.. إنني أتقن موازنة الكفتين حتى لا ترجح إحداهما فتؤثر على الأخرى، لذا أصبحتا تسيران بخطين متوازيين وأنا أتوسطهما، فلن تضيع إحداهما ولن أضيع بينهما.

- أرى أني ربحت الرهان.

تجربتك الروائية النابهة (ألف امرأة لليلة) وثقت مرحلة من حياة المجتمع حولك بمكة.. كيف لمست إقبال القارئ عليها؟

- روايتي وثَّقت حقبة زمنية بمدينتي الطائف ولا صلة لها بمنطقة مكة المكرمة، وما لمسته من خلال الاتصالات التي وردتني سواء هاتفياً أو على البريد أو من التقيتهم هنا وهناك يؤكد أنها وصلت للفئة التي استهدفتها وهي عامة المجتمع ولامست مشاعرهم كما ابتغيتها تماماً، والدليل على ذلك أنها حققت مبيعات مرتفعة في فترة زمنية قصيرة.

جماليات السرد المتقن في روايتك تجافى مع فرضية حضور اللغة.. كيف ترين ما يمكن أن نصفه بالمأزق الفني؟

- أنا أكتب لتُقرأ كتابتي.. لذا لا أعتبره مأزقاً فأنا لم أكتب لفئة المثقفين حيث إن هؤلاء يستطيعون قراءة وفهم جميع ما يكتب ولكنني كتبت للناس عامة على مختلف مستوياتهم وكان اهتمامي بالشخص المحدود العلم والثقافة وطفل الصف السادس.

لروايتي بطلة تعيش على أرض الواقع وليست نسجاً من خيال كاتب، وألف امرأة تحاكي معاناة تعيشها الكثير من النساء وليست شموخاً فقط، وقصة الأم الكبيرة وأبنائها الذكور وأطفال قتلت براءتهم ووئدت حقوقهم لذا حاولت أن أجعلها تدخل البيوت من أوسع أبوابها حيث تسهل قراءتها لسلاستها اللغوية، وبإذن الله سوف تكون الطبعة التالية مختلفة حيث إنني قد حققت الهدف الذي أصبو إليه في إيصال رسالة خاصة للمجتمع.

هل ترين أنك خدمت التجربة الروائية بهذا العمل وأثريت جوانب مهمة منها كما ينبغي؟

- أرى أنني خدمت المرأة قبل أن أخدم التجربة الروائية ولامست مشاعر الإنسانية ممن يُظلمون ويَظلمون والأهم أنني داعبت مشاعر العاق بوالديه وهذه هي رسالتي، أعتقد أنها ثرية جداً بأحداثها المتنافية مع التضخيم الدرامي وواقعيتها ساندت نجاحها.

كيف تقسمين اهتماماتك ومهامك؟

- أنا منظمة جداً في عملي وتخصصي بالإعلام السياحي يجعل اهتماماتي تسير في وتيرة واحدة حيث عملي الخاص أيضاً في مجال التشغيل السياحي.. لذلك هي حلقة مرتبطة ببعضها البعض، فلا تعيق إحداهما الأخرى ولا تبرز إحداهما وتظل الأخرى خلف الأضواء مختبئة.

أ. زكية هل تؤمنين بتداخل الأجناس الأدبية على بعضها البعض القصيدة، والقصة والخاطرة؟

- طبعاً أؤمن بذلك بشرط ألا تنحي إحداهما الأخرى، وأن تتوازن مع بعضها البعض حتى لا يتوه القارئ في ترهات الثلاث.

هل تتصالحين مع النقاد؟ وهل يعني النقد لك شيئاً؟

- أنا لا أختلف مع النقاد بشرط أن يكون النقد بنّاء، ويكون النقد للعمل وليس لزكية القرشي.. ومن المؤكد أنه يعني لي الكثير فهو بمثابة التقييم للعمل ويساعد الكاتب على التقدم والرقي بما يكتب، والاختلاف مع النقاد يجعلنا لا نكتشف الغائبة وتلك بحد ذاتها معضلة، برأيي عمل بلا نقد أو ثناء يعاني من النقص في زاوية ما تماماً كالورد بلا رائحة.

أيهما الذي يحقق معادلة النجاح: شاعر يتمسك بالماضي البطولي أو الفحولي، وروائي ينهل من معين الحكاية القوية والمؤثرة؟

- لكل منهما خط سير وهدف ولولا الماضي ما كان هناك حاضر، ولو لا الأبطال ما كان هناك كومبارس ولا حتى عمل.. مهما اختلف لون أو نوع العمل يظلان متعاضدين في خط متوازٍ لا يلتقيان حتى لا يموت أحدهما ليحيا الآخر، وكلما كانت الحكاية تُعنى بما يدور حول الكاتب أو حتى حول مخيلته من أماكن بعيدة عن حياته كلما أقحم القارئ ورحل به بين سطورها وداخل غياهبها رغبة في الوصول إلى ما بين تلك السطور كلما كان وصوله إلى فكر القارئ سلساً وأصاب الهدف.. وكذلك الشاعر يحتضن داخل أبياته قصة أيضاً يصورها بمخيلة شاعر وينظمها بوزن وقافية.

هل يمكن ترجمة روايتك.. أما تراها حالة حكائية خاصة؟

- هي ليست حالة خاصة لأحتكرها على ذاتها.. حالياً أنا أجهز لترجمتها لأنها تحاكي حالة العديد من النساء في أنحاء الكون وليست حالة شموخ فقط، وما شموخ إلا نموذج وهناك الكثير من النساء والكثير من المعاناة مع اختلاف المجتمعات والجنسيات والديانات أيضاً؛ تظل هناك امرأة تعاني.

هل ربحت رهانك على الرواية؟

- طبعاً ربحته أكثر مما كنت أتوقع فقد تسارعت الأحداث في حياة شموخ بعد قراءة الشخصيات داخلها للرواية، وبات كل منهم يتصل بها راجياً ألا تفضح أسرارهم بعد أن سلمتني مسودة الجزء الثاني للرواية والذي تعري به تلك الشخصيات وتفضح الكثير من خباياهم التي يخفيها كل منهم عن الآخر، والبعض منهم اتصل بي يطرح علي مبلغاً من المال مقابل الحصول على المسودة.. كما أن معاملتهم تجاه من ظُلموا تغيرت، وهذا هو كسب الرهان لأن البطلة انتصرت وهنا نجحت روايتي.

ما هو آخر إنتاجك الروائي؟

- أعكف حالياً على كتابة الرواية الثانية وطبعاً شخصياتها لا تمت لأي شخصية بالواقع ولكنها تحكي قصة فتاة مع والديها وأخيها في حقبة زمنية ماضية تحوَّل بها الصح إلى خطأ.. والخطأ إلى خطيئة.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة