الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

أجندة الملتقى .. وهموم المثقفين!
د. محمد بن صنيتان *

لا شك أن أجندة ملتقى المثقفين السعوديين، وهو الملتقى الأول، ستكون حصراً مقصورة على هموم المثقفين السعوديين والمطلوب منهم تجاه مجتمعهم.
هموم المثقفين السعوديين كثيرة ومتنوعة، ولعل حرية التعبير عنها أقل ما يمكن أن يقنع به المثقف السعودي ويرضى به.
الراعي لملتقى المثقفين السعوديين هو وزارة الثقافة والإعلام وهي المسكونة في قضايا وهموم المثقفين السعوديين.
وإذا كانت الصحافة معتمدة السلطة الخامسة، فإن الإعلام، والصحافة إحدى أدواتها، هي السلطة الأولى.
هناك اتجاه في الشرق الأوسط لشطب وزارات الاعلام وما هو في الواقع إلا مزايدة على الديمقراطية. سلطة الإعلام لا تلغي الديمقراطية والسلطة كمفردة (لفظية) قد تكون غير مستحبة ولكن السلطة كمضمون إذا وظفت صلاحيتها نحو تحقيق المصالح العليا للوطن تكون في كثير من الأحيان مطلوبة. المجتمعات المؤسسية قد تتسلح بسلطة الإعلام لمحاربة الفساد ورفع حاجات الناس للفاعلين وأصحاب القرار وتنير الرأي العام كما تعطي الضوء الأصفر بمجرد فتح زاوية الانحراف حتى لا يصل الانحراف درجة الانفراج.
الاعلام إذا وظف أدواته من صحافة وإرشاد وتوجيه واستغل أدوات خلق الرأي العام لتحقيق المصالح العليا للوطن، حاز رضا المثقف الوطني. وإذا أعطى مصداقية في نقل الحدث وسرعة توصيل الخبر ووظف أدواته لإمداد الوعي والتعليم أصبح إعلاماً مرغوباً فيه من قبل المجتمع المتلقي له مهما اتسعت جغرافيته.
المثقفون السعوديون يعولون على الملتقى الثقافي الكثير ويرضون بالقليل إذا أخذ الواقع العملي بالتدرج. فالمثقف يريد أن يتنفس بحرية، التنفس المرشد والمنضبط في حديثه ومقاله ومؤلفه. المثقف السعودي يتوق أن يفتح له الإعلام الطريق واسعاً في شتى انجازاته الثقافية تحدثاً وكتابة وتلفزة وأن يكون رقيبه انعاكسات الفعل وردود الفعل وليس رقيب الاعلام.
في ثقافة الاقتصاد مفردة (دعه يعمل دعه يمر) وهذا يطالب به المثقف وزارة الثقافة والإعلام. وهناك مفردة أخرى في ثقافة الاقتصاد وهو أن السوق يعدل نفسه بنفسه ومطلوب من الاعلام ان يترك المثقف يعدل نفسه بنفسه وفق انطباعات المتلقي وقوى المنافسة. المثقف السعودي ملتزم بالوحدانية لله في العبادة والولاء للعرش الذي يرعى مصالح الوطن والأمة وطالما هذه ثوابت المثقف السعودي فلماذا لا نترك المثقف لاجتهاده والمتلقي سيد سوق المثقف.
المثقف يريد من وزارة الثقافة والاعلام ان تهيئ له الآلية الثقافية في المسرح والسينما والقصة والرواية وأن تكون خير معين مادياً وأدبياً على تشجيعه في التأليف والطباعة والنشر. المثقف يطالب قوى المجتمع بأن يأخذ رأيه ويوضع على محك التطبيق العملي، ولكنه يتوق أن يسمع رأيه وفق الآليات الإعلامية المتاحة.
المثقف لا يتمنى أن تكون حرية التعبير مبتذلة لدرجة أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق. وبنفس الوقت يلح أن يعطي اهل الاستحقاق والكفاءة ورقة المرور لإنجازهم الاجتماعي والثقافي.
المثقف يريد حرية التعبير وفق آليات موجهة لتكريس الثوابت الروحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تصب جميعها في (بركة) التنمية المستدامة. والوحدة والانصهار والذوبان الاجتماعي.
المثقف يتوق إلى قنوات أدواتها دائماً مشغولة في الحوارات الساخنة والبرامج الاجتماعية والتعليمية الهادفة والمنافسة.
المتلقي السعودي يتطلع أن تكون وزارة الثقافة والإعلام في حركة دائمة وحيوية مستمرة ويقظة تامة تلاحق المستجدات وتدخل بقوة حلبة المنافسة الاقليمية والعالمية.
المواطن السعودي يطلب من أدوات وزارة الثقافة والإعلام أن تكون محل ثقة الملتقي خارج الحدود، وأن تغني المواطن والمقيم ألا يدير (الريموت) بحثاً عن قنوات تشبع طموحه وفضوله معاً. والله الموفق.


* رئيس مركز ساس الوطني لاستطلاع الرأي العام والاستشارات الاجتماعية والإدارية

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved