الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

بيان الرياض الثقافي
د. حمد بن عبدالعزيز السويلم*

تلقيت دعوة كريمة من معالي الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي وزير الثقافة والإعلام لحضور الملتقى الأول للمثقفين السعوديين. إذ سوف يجتمع في مركز الملك فهد الثقافي في مدينة الرياض أكثر من مائتي مثقف وباحث في ملتقى يهدف إلى صياغة إستراتيجية وطنية للثقافة السعودية.
وهذه النخبة التي سوف تأتي من مختلف مناطق المملكة ميممة عاصمة البلاد، ستعكف مدة ثلاثة أيام من الأسبوع القادم على بلورة مستقبل للثقافة المحلية. وإن من حق الوطن علينا جميعاً، وخاصة من دعي لهذا الاجتماع أن نولي مسألة الثقافة ما تستحقه من أهمية.
لقد جاء هذا الملتقى بعد أن كادت تتلاشى آمال المثقفين وتتبدد أحلامهم. وأوشك طول الانتظار أن يطيح بهذه الآمال. لقد استبشر المثقفون بولادة هذه الوزارة واشرأبت هممهم إلى حركة ثقافية واسعة تنقلهم من هامش الثقافة العربية إلى متنها. لقد آن أوان العمل الجماعي الهادف والمنظم وأصبح المجال مهيأ لكي يحقق المثقفون الآمال التي عولوا على الوزارة الجديدة في تحقيقها. لذلك فإن علينا أن نهتبل هذه الفرصة ونستثمر هذا الاجتماع لصياغة بيان للثقافة المحلية يستشرف آفاقاً مستقبلية واسعة لثقافة ثرية وأصيلة وشاملة. وكنت حينما هاتفني الأستاذ محمد رضا نصر الله أمين عام الهيئة الاستشارية للثقافة لكي يبلغني بهذه الدعوة تشغلني قضايا ترتبط بالثقافة وصلتها بالإعلام وبأهمية الثقافة بالنسبة للمجتمع. ولا شك أن ما حصل في السنوات الأخيرة من تحولات عالمية، وما تبعها من دعاوى للنظام الدولي الجديد، وما صاحب ذلك من متغيرات لوسائل الاتصال وكشوفات في حقوق المعرفة، إن هذه المظاهر المتغيرة والتحولات السريعة تضع المخططين للثقافات المحلية أمام تحدٍ كبير. وذلك أننا نعيش في عالم متغير وبشكل سريع، وهذا أمر لا بد أن تعيه أي خطة مستقبلية.
إن الغاية الأساسية التي تهدف إليها أي وزارة تهتم بالشؤون الثقافية هي تعميم الثقافة في المجتمع. والمجتمع لديه القابلية على تشرب الثقافة إذا ما أحسن تقديمها إليه.
يقول المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي في كتابه دفاتر السجن: إن كل الناس مثقفون. أي إن لديهم القابلية والرغبة في اكتساب الثقافة، فالثقافة ليست كالإبداع تحتاج إلى ملكة وموهبة.
إن ما يعانيه مجتمعنا من استهداف لأمن الوطن ومقدراته ناتج عن أزمة وعي وقصور في الثقافة، لذا يتوجب على وزارة الثقافة أن توجه جهدها لتنمية الوعي الثقافي، ويتأتى ذلك بطرق متعددة، أهمها وجود مؤسسات ثقافية ذات إمكانات عالية تؤهلها لاستيعاب الشباب وتوجيه قدراتهم لصالح الوطن.
إن المؤسسات الثقافية بوضعها الراهن لا تمثل عوامل جذب للشباب، الأمر الذي أدى لوجود ما يمكن أن أسميه (المثقف المقنع) وهؤلاء مجموعة من الكتاب وجدوا أن المؤسسات لم تتح لهم المجال في التعبير عن أفكارهم فتقنعوا خلف أسماء مستعارة وراحوا يكتبون من خلال مواقع مختلفة عبر الشبكة العنكبوتية في قضايا فكرية متنوعة، ومنهم من أخذ يكتب دون رقيب ذاتي وإحساس بالمسؤولية. إن المجتمع يتطلع إلى إستراتيجية ثقافية وخطة عمل بعيدة المدى تعتمد على هيئات ومؤسسات ثقافية قوية ومؤهلة تتيح له مادة ثقافية جادة وأصيلة.
لقد تبنت بعض الدول العربية مشروع مكتبة الأسرة وهو مشروع يتيح للمواطن أن يجد المادة الثقافية في متناول يده وبسعر رمزي.
وكذلك يمكنها أن تحقق هدفها من خلال توظيف وسائل الإعلام لتقديم مادة ثقافية ترسخ مبادئ الانتماء للأمة والوطن. وهناك جملة من المقترحات والأفكار سوف أعالجها مستقبلاً بإذن الله.


* أستاذ بجامعة القصيم

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved